[email protected] ما رأيكم في عقد مقارنة سريعة بين مستويي فريقي القمة؟ الغرض هو لفت نظر الجهازين الفنيين للهلال والمريخ لما نراه كمتابعين عسى ولعل أن يساعدهما ذلك في إعداد الفريقين بشكل جيد قبل مواجهتيهما الأفريقيتين القويتين القادمتين. قبل كل شئ لابد من التأكيد على أن الفريقين لم يقدما حتى الآن العروض المقنعة. وبالشكل الحالي لن يستطيع أي منهما أن يبلغ مراحل متقدمة من البطولة الأفريقية. في هكذا مقارنة أرجح كفة الهلال لأنه يؤدي مبارياته بلاعبين يقلون جودة عن لاعبي المريخ ورغماً عن ذلك انتصر على أفريكا سبورت في أمدرمان وتعادل معه بملعبه. كما أن لاعبي المريخ يعيشون في بحبوحة هذه الأيام، بينما يعاني لاعبو الهلال من عدم صرف مستحقاتهم المالية. لكن رغم الجودة العالية والبحبوحة لم يقدم لاعبو المريخ ما يؤكد أنهم يستحقون كل هذه الأموال التي تنفق عليهم. قدم الهلال شوطاً ثانياً جميلاً أمام أفريكا سبورت العاجي، بينما لعب المريخ لنحو 25 دقيقة بشكل رائع أمام الغزالة التشادي قبل أن يتراجع لاعبوه دون سبب وجيه. في حراسة المرمى هناك مشكلة في الفريقين في نظري. المعز يبدو أفضل لكنه مستهتر وانفعالي ويثور دون مبرر منطقي في الكثير من الأحيان. أكرم لا يقل استهتاراً عن المعز ولديه الكثير من التصرفات الهوجاء أيضاً. ولابد أن ينتبه مدربا الحراس في الفريقين إلى أن هذه الخانة بالذات تتطلب الهدوء والثبات وبرود الأعصاب وهو ما يفتقده حارسا القمة. في الدفاع أعلن النجم الجديد نجم الدين عن نفسه بقوة مع الفرقة الحمراء خلال لقاء الغزالة. نجم الدين لاعب موهوب وصاحب إمكانيات كبيرة وهادئ وواثق من نفسه وهي أهم مقومات المدافع الناجح. سفاري صمام الأمان رغم حديث الكثيرين عن انخفاض مستواه لكنه قادر على العودة لسابق عهده. الباشا ومصعب ظهيران أعتبرهما أفضل بمليون مرة عن الزومة وبلة جابر الذين ظللت أعبر عن استغرابي بشكل شبه يومي على لعبهما كأساسيين. وفي الهلال أشرك كامبوس في آخر مباراتين النجم المتألق التاج في خانة الظهير الأيمن وهو لاعب متمكن ويلعب بحماس وغيرة وثقة بالنفس. في وجود التاج تم تحويل خليفة للظهير الأيسر وهو يؤدي فيها بشكل ممتاز. ظهيرا الهلال في نظري أفضل من ظهيري، ما لم يفكر كامبوس في الاستعانة بأمادو صاحب الأداء الهزيل. أما في قلب الدفاع فالمستوى متقارب، رغم أنني أرجح كفة نجم الدين على سامي لكونه أدى أول تجربة له بثقة يحسد عليها. وتبقى المشكلة في انسجام لاعبي هذا الخط في الفريقين. والأهم من ذلك ضرورة توقف لاعبي الدفاع في الفريقين عن ملاحقة الكرة مع إهمال حركة المهاجمين داخل الصندوق. هذه المشكلة تظهر بوضوح أكثر في الهلال فكثيراً ما شاهدت أمبدة وديمبا ومعهما أحد لاعبي الارتكاز يركضون خلف حامل الكرة دون انتباه للاعب الذي يمكن أن تمرر له الكرة. الكرات المعكوسة أيضاً تؤرق مدافعينا ولابد من الإكثار من تدريبهم على التعامل معها، لأن معظم الأهداف التي تلج مرمى أي فريق سوداني تنتج في الغالب عن عكسيات لا يحسن المدافعون التعامل. في خط الوسط المدافع يتفوق الهلال على المريخ. ومرد ذلك للخبرة الكبيرة للنجمين علاء الدين يوسف وعمر بخيت بجانب سيف مساوي الذي يستفاد منها أيضاً كلاعب وسط مدافع. أما في المريخ اكتسب سعيد السعودي الخبرة أيضاً لكن بدرجة أقل عن لاعبي وسط الهلال المدافع. أما اللاعب لا سانا فنجده يوم في الطالع ويوم في النازل. بالنسبة لخط الوسط المهاجم فالمريخ هو الأفضل بدون شك. وأعزي ذلك لوجود الموهوبين النفطي ووارغو بحركتهما الكثيرة في مقابل بطء البرنس ومهند الطاهر. في الهجوم نجد أن جودة لاعبي المريخ كلاتشي وعماري هي الأعلى ولا يمكن مقارنتهما بسادومبا وأمبيلي وكاريكا المتراجع. صحيح أن حركة أمبيلي أكثر لكن لا يمكن اعتباره صياد فرص مثل كلاتشي أو عماري. سادومبا أيضاً ليس قناصاً بالمعنى. أما كاريكا فأمره محير حيث توقف الفتى عن تقديم ما يقنع في الفترة الأخيرة. هذا فيما يتصل بلاعبي كل خط من خطوط الفريقين. لكن عندما نأتي للأداء الجماعي نجد أن المريخ كما أسلفت يعاني من مشكلة تتمثل في عدم تمكن هؤلاء الأفراد من اللعب بروح الفريق ولابد من تحقيق الانسجام اللازم قبل مباراة الترجي التونسي. وبالنسبة للهلال فما زال الفريق بعيداً عن عروضه الجميلة وفي الكثير من المباريات يتحقق الفوز لكن بدون أداء مقنع تنعكس من خلاله لمسات المدرب. و لابد أن يسعى مدرب الهلال لتفعيل الجانب الهجومي للفريق مع التركيز المستمر على التغطية الدفاعية اللصيقة خاصة عند تنفيذ العكسيات على مرمى الهلال.