تاريخيا مثلت الموارد المائية لنهر النيل محورا للخلافات السياسية بين دولتى اثيوبيا ومصر باعتبار ادعاء كل منهما باحقيته فى استقلال مياءه لفائدة شعوب كل منهما دون النظر الى بقية دول حوض النيل وحق شعوبها فى اقامة مشاريعها المائية خاصة بعد زيادة التعداد السكانى وحاجة تلك الدول للتنمية و النمو الاقتصادى فى ظل نقص الموارد عالميا وعلى راسها المورد المائى فاثيوبيا تستند الى ان معظم مياه النيل تنبع من اراضيها وهى الاحق باستخدام المياه فى اقامة مشاريعها المائية دون الحاجة الى اخطار اى من دول اسفل النهر ومصر تستند الى الاتفاقية التاريخية للعام 1959م التى وقعت بحضور لممثلى دول اعلى النهر ابان الاستعمار الاروبى لتلك الدول. مثل قيام سد النهضة التى تقوم الدولة الاثيوبية بانشائه امتداد للخلافات التاريخية بين دولتى اثيوبيا ومصر فبالنظر الى الخلافات التاريخية بين الدولتين نجد ان الخلافات ابتداءت منذ عدة قرون باعتقاد الدولة المصرية من ان اباطرة الحبشة ترسخت لديهم فكرة بتحويل مياه النيل عن مصر مقابل سعى مصر للسيطرة والهيمنة على النيل ثم امتدت الخلافات فى عهد ملس زيناوى وديسالين بين الدولتين على مدى السنوات التسع السابقة امتدت المفاوضات والمباحثات بشان سد النهضة فى عواصم الدول الثلاث صاحبة المصلحة الخرطوم واديس ابابا والقاهرة مرورا بوساطة الولاياتالمتحدةالامريكية والبنك الدولى وموخرا الاتحاد الافريقى سعيا لحل الخلافات خاصة فى المسائل الفنية والقانونية والتى قدمت فيها الدولة السودانية مقترحات لحل الخلافات القائمة للوصول الى اتفاق لفائدة الدول الثلاث دون احداث ضرر ذو شان نتيجة لقيام سد النهضة وفقا للحق المنصف والمعقول للدول الثلاث واحقيت الدولة الاثيوبية فى قيام مشاريعها المائية . موخرا اعلنت الدولة السودانية وعلى لسان وزير الرى والموارد المائية بروفسير ياسر عباس فى موتمر صحفى بوكالة السودان للانباء من حدوث تراجع كبير فى مجمل القضايا التى كانت تجرى بين الدول الثلاث خلال الايام السابقة وفقا لرعاية الاتحاد الافريقى وعلى راسها القضايا الفنية والقانونية منوها الى فشلهم فى دمج مسودات الدول الثلاث ومقترحاتهم فى مسودة واحدة ورفعها الى الاتحاد الافريقى وفقا لفترة زمنية تم تحديدها مسبقا لتقريب وجهات النظر فى القضايا الخلافية . عليه وعلى مدار المفاوضات والمباخثات التى امتدت طويلا بين الدول الثلاث فان دولتى اثيوبيا ومصر نتيجة للخلافات التاريخية بينهما ساهمتا فى اطالة امد التفاوض والتباحث بين الدول الثلاث وعدم الوصول الى اتفاقية شاملة ومرضية وذات جدوى لجميع الاطراف وفقا : - التراشق الاعلامى بين الدولتين واستخدام وسائل الاعلام المختلفة مما اسهم فى التاثير على المفاوضات والمباحثات بين الدول الثلاث . - تدويل قضية سد النهضة ودخول لاعبين دوليين لهم اجندة واضحة فى اقليم دول حوض النيل مما اثر على المفاوضات بدخول اجندة غير موضوع التفاوض. - اتهام الدولة المصرية للدولة الاثيوبية باستقلال انشغال مصر بالثورة المصرية والقيام بخطوات كبيرة فى الانشاء قبل بدء التفاوض والتباحث حول تاثيرات سد النهضة على دول اسفل النهر. - التعنت الاثيوبى فى مدى الزامية وقانونية ماسيتم التوافق حوله فى المفاوضات خاصة المل والتشغيل. - افشال وساطة الولاياتالمتحدةالامريكية والبنك الدولى بتوقيع الدولة المصرية منفردة وعدم ذهاب الدولة الاثيوبية بعد ان تم التوافق على مجمل 90% من القضايا موضع الاختلاف . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.