عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ● لم يمض على تأسيس المنظمة السودانية لدعم التعليم (سيدسو) سوى ثمانية أشهر، إلا أنك لو تأملت ما أنجزته هذه المنظمة الطوعية خلال هذه الفترة القصيرة ستنتدهش أيما إندهاش، وربما لن تصدق أن هؤلاء هم نفس أهلك السودانيين الذين فشلت الكثير من حكوماتنا المتعاقبة في تفجير طاقاتهم. ● هذه الطاقات الجبارة والهمم الوثابة والأرواح المحبة للعمل وخدمة الإنسانية إنطلقت كمارد جبار لا يبالي بالصعاب. ● وما فشلت في استغلاله الحكومات فجرته مبادرة فردية من الدكتور أحمد النعيم، رئيس المجلس الإستشاري لمنظمة سيدسو. ● بدأ الأمر مثل حلم صغير، ولأن السودانيين محبون للخير وقادرون على العمل الجاد متى ما وجدوا البيئة المواتية، فقد تحول الحلم لواقع ملموس خلال فترة وجيزة. ● كانت ضربة البداية كما تعلمون بعمل إنساني تجاه حادثة المناصير المفجعة وغرق تلاميذنا الصغار بسبب إهمال ووحشية حكومة المخلوع. ● ثم تطورت المبادرة لتنتج عنها هذه المنظمة التي ولدت بأسنانها. ● وخلال هذه الأشهر القليلة أعادت سيدسو تشييد العشرات من المدارس التي بلغت مبانيها حالة مزرية قبل أن تمتد إليها سواعد الأوفياء. ● ولم تتوقف انجازات المنظمة على بناء الجدران فقط، بل شملت أيضاً توفير الكتاب المدرسي ، الكهرباء والمياه وكل معينات العملية التعليمية. ● وما سيضاعف دهشتك عزيزي القاريء أن هذه الإنجازات لا تقتصر على منطقة جغرافية محددة في هذا السودان المترامي الأطراف. ● ففريق المنظمة ورجاله لا يعرفون الراحة، فهم يجوبون هذا الوطن الشاسع الواسع بحثاً عن المدارس التي تحتاج للدعم. ● لم تعيقهم وعورة الطرق ببعض المناطق، ولا أوقفتهم الظروف المناخية أو الكوارث الطبيعية عن الإستمرار في مهمتهم النبيلة. ● فهؤلاء النفر ممن اختصهم المولى عز وجل بخدمة الآخرين. ● من كثر حركتهم الدؤوبة لم يحدث أن تواصلت مع الصديق النعمان محمد عوض، الرئيس التنفيذي للمنظمة إلا ووجدت هاتفه خارج نطاق التغطية بسبب هذه الجولات المستمرة بكل أنحاء السودان. ● ما أنجزته المنظمة بأولى محطاتها (مدرسة أبو سنون) بشمال كردفان، ربما تعجز حكومات بكامل عدتها وعتادها عن تحقيقه في تلك الفترة القيرة. ● فبالإضافة لإعادة تأهيل مبنى المدرسة قامت المنظمة بتوفير الكهرباء عبر الطاقة الشمسية نظراً لإنعدام الكهرباء بالقرية كلها. ● .كما وفر رجال سيدسو العطاء مياه الشرب من خلال طلمبة عائمة. ● كل هذه الإنجازات تتحقق، والعشرات من المدارس يتم تأهيلها بالإشتراكات الشهرية الطوعية لأعضاء المنظمة من السودانيين بشتى أنحاء العالم. ● ما تقدم يؤكد على حقيقة أساسية هي أن ما ينقصنا في هذا السودان هو الضمائر الحية والإدارة الجيدة التي تستطيع تسخير أي قدر مُتاح من الإمكانيات بأقصى درجة ممكنة. ● إن تمكنت منظمة طوعية يقف على مكتبها التنفيذي عدد محدود من رجال ونساء الوطن الخيرين وتعتمد على إشتراكات شهرية لا تتعدى ال 12 دولاراً للفرد في الشهر.. إن تمكنت المنظمة من تحقيق كل هذه الإنجازات الكبيرة خلال ثمانية أشهر، فما الذي يعيق إنطلاقة بلد غني بالموارد والثروات كالسودان!! ● بلدنا لا تنقصه الإمكانيات ولا المال ولا رغبة شعبه في العمل وقدرته على إبتكار الحلول، فكل ما يعوزه هو جدية وإخلاص وتفاني القائمين على أمره. ● أتمنى مخلصاً أن يضع كافة المسئولين نموذج سيديسو نصب أعينهم. ● فما أن توفرت الضمائر الحية والرغبة الحقيقية في العطاء بلا من ولا أذى لدى هؤلاء النفر، أعني أعضاء ورجال المكتب التنفيذي للمنظمة السودانية لدعم التعليم، حتى إنطلقت مسيرة العطاء والإنجاز بأقل الإمكانيات المتاحة. ● كما نتعشم في أن تحذو جميع المبادرات الإنسانية حذو سيدسو، وأن يلتحق كافة السودانيين بهذه المنظمة المعطاءة. ● نجحت سيدسو لأن كافة أعضائها رغبوا في العطاء وحرصوا على الإتفاق وطبقوا مبدأ الشفافية حرفياً. ● فما زلت أذكر كيف كانت المجموعة تتشاور أيام الإعتصام عبر قروب المنبر السياسي على الواتساب، وكل ما جُمعت مبالغ لدعم الثور وصلتنا صبيحة اليوم التالي تفاصيل وأوجه الصرف، لدرجة أن أعضاء القروب بالميدان لو أعدوا سندوتشات للمعتصمين أبلغونا بعددها وأين جُهزت ومتى أُوصلت لميدان الإعتصام. ● فما بال حكوماتنا تتحصل على المليارات وتُجمع لها ملايين الجنيهات كتبرعات دون أن تعلمنا عن أوجه الصرف! ● خذوا القدوة من سيدسو وسوف تنجحون فيما فشلتم فيه حتى اليوم.