المهدي لم يناقش شروطا مع أحد .. والشعبي يخطط لأن يدخل البرلمان منفردا مع الوطني الخرطوم- أفريقيا اليوم/ صباح موسى [email protected] قلل رئيس البرلمان السوداني مولانا "أحمد إبراهيم الطاهر" من أهمية قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان بمقاطعة انتخابات الشمال فيما يتعلق بالتأثير علي مجريات العملية الإنتخابية بالبلاد. وقال "الطاهر" في حوار خاص ل " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com ننشره غدا أن مقاطعة الشعبية لإنتخابات الشمال قرار غير مدروس, وهو قرار سياسي, ومجرد ردة فعل لسحب " ياسر عرمان" من إنتخابات الرئاسة, مضيفا أن هذا القرار سيكون له مابعده في عملية إتساع الشرخ بين قيادة الحركة الشعبية, مؤكدا أن الحركة تمر الآن بمرحلة تفتيت, واصفا هذه المرحلة بالعصيبة. وأضاف أن الحركة عندما جاءت إلى الخرطوم كان لها عنصران أولهما الأصلي وهو من الجنوبيين, والثاني فرعي وهو من الشماليين, وأغلبهم من عناصر اليسار السوداني, مشيرا إلي أن المجموعة الشمالية أرادت أن تجمع لنفسها حزبا, وإستندت في ذلك على الحركة الأم في الجنوب, وأنهم إجتهدوا في ذلك طيلة الخمس سنوات الماضية منذ توقيع إتفاقية السلام, مبينا أن الطرفين حدث بينهما تناقض واضح في منهج العمل, مما أدى إلى إتساع الشرخ بينهما, معتبرا أن الجنوبيين الآن غير معنيين إلا بالشأن الجنوبي, وجاء ترشيح عرمان كمؤشرعلي أن الجنوب غير راغب في منصب رئيس الجمهورية. ولفت " الطاهر" إلي أن هناك مرشحين من داخل الحركة الشعبية لم ينسحبوا من الإنتخابات, وأن الوقت المسموح لهم بالإنسحاب قد مضى, ولذلك فإن ياسر عرمان وفق القانون مازال مرشحا الآن ، مؤكدا أن الشعبية تهتم أكثر بالإستفتاء, وأنها إنسحبت من الشمال لأنها لا وجود لها في مختلف مناطقه . وقال أن المؤتمر الوطني لم ينقطع عن التواصل والتشاور مع الحركة خطوة بخطوة, ولكن هذا التواصل يتعثر أحيانا من جانب الشعبية, لعدم خبرتها في التعامل مع الحراك السياسي السريع, لافتا إلي أن الإستفتاء سيتم في الموعد المحدد له , مضيفا أن قرار إنسحابهم لن يؤثر على الإنتخابات, ولا على تشكيل الحكومة المنتحبة سواء في الشمال أو الجنوب, ولذلك هم يدركون أن الإستفتاء لن يقوم إلا في ظل حكومة منتخبة, فيسارعون بإجراء إنتخابات الجنوب ورئاستها وهذا عمل إيجابي. وذهب إلي أن الجنوبيين و رغم إنسحاب الشعبية من الإنتخابات البرلمانية في الشمال إلا أن نصيبهم سيكون في البرلمان القومي مالايقل عن 90 مقعدا ، منتقدا بشدة المواقف المتباينة للأحزاب السودانية في المشاركة في الإنتخابات, وقال أن هذه الأحزاب شاخت, وأن الشيخوخة لها أمراضها وأوجاعها, ولذلك ليس لديهم القدرة على متابعة الشباب, وهي تفتقد هذا العنصر المهم, وأنها فقدت الديمقراطية والرقابة, ويقتصر إتخاذ الأراء وتبلور الرؤى فيها على رأس صاحب الطريقة فقط, مؤكدا أن البلبلة التي تحدث داخل الأحزاب هي نتيجة طبيعية لهذا العجز والعقم. وتعجب " الطاهر" من حديث " الصادق المهدي" بأن الحكومة قد وافقت على 90% من شروطه التي وضعها للدخول في الإنتخابات, وقال أن المهدي قال ذلك من باب حفظ ماء الوجه, فهذه الشروط لم يناقشها مع الحكومة, ولا مع المؤتمر الوطني, ولا المفوضية, ولا أي جهة, فمن أين له بهذه النسبة؟. مبينا أن موقف المؤتمر الشعبي واضح, وأن هدفه هو دخول المجلس, وأنه غير مهتم بإنتخابات الرئاسة. وقال أن الشعبي يريد له صوت واحد داخل المجلس, وبدخول الأحزاب السياسية الأخرى لن يجد هذا الهدف, ولذلك نجح في تشتيت الأحزاب في جوبا, حتى يبعدها عن الدخول في العملية الإنتخابية, وأصر على الإستمرار حتى ينفرد بالأصوات مع المؤتمر الوطني داخل البرلمان. وأكد رئيس البرلمان السوداني أن لإنتخابات سوف تجرى في جو آمن ليس به عنف, ولن يحدث بها مثلما حدث في بلدان إفريقية أخري , وقال أن الشعب السوداني ينفر من عمليات العنف, بالإضافة إلى أن العملية التأمينية في البلاد قد وصلت إلى مراحل متقدمة, وأن القوى الأمنية يقظة, وأي تحرك سوف يتم السيطرة عليه في بدايته, مضيفا أنه من الممكن أن يحدث حادث أو إثنين محدودين.