كلما رايت قادة التوجه الحضارى يرقصون فى لقاءاتهم السياسيه ويوزعون الابتسامات فى حبور وتبدو على سيماؤهم السعاده والبهجه اصابتنى الدهشه لتختلط بذلك الاحباط المزمن الذى لازمنى منذ ان استولت هذه الجماعه على مقاليد السلطه فى بلادنا واعلنت مشروعها الحضارى ...ذلك المشروع (والذى يا للغرابه )كان من ضمن اجندته محاربة الرقيص والغناء وسبب الاحباط معروف فمعظم الشعب السودانى يعانى منه اما سبب الدهشه فالجميع اظنهم يتفقون معى ان حال السودان ألآن يدعو للبكاء وبصوت عال ولكن ان يصبح العكس هو السائد بين حكامنا فهذا يدفعنى ان اميل لتحليل الاستاذ وراق فى المؤتمر الصحفى لحركة كفايه والذى قال فيه ان هذا الرقيص والبهجه من الكمد والاحباط النفسى الذى يعانى منه هؤلاء خوفا من فقدان السلطه فى غمار هذه العواصف التى اطلقوها لتضرب الوطن وهم يحاولون ان يخفوا قلقهم بافتعال الفرح ان حال الوطن يغنى عن سؤاله فمفاوضات الدوحه انهارت وخليل هدد باسقاط الانقاذ بالقوه وصرح بان الانتخابات لن تسلم من المقاومه حتى فى الخرطوم ....... والمعارضه فى صراع مع المؤتمر الوطنى وانسحب جلها من الانتخابات والحركه الشعبيه قاطعت انتخابات الشمال... والمؤتمر الوطنى يهدد فى حالة مقاطعة الحركه للانتخابات فلن يقوم الاستفتاء .......... وتخيلوا السيناريو القادم للاحداث اذا نفذت كل جهه ماوعدت به وما ستجره هذه التقاطعات من عنف قادم ............ كل هذه المصائب التى ستتنزل علينا من عمايل الانقاذ والانقاذ تضحك بملىء فيها وترقص كمان ...!! ونحن فى هذه الحاله من الخوف من الرعب القادم لايتركنا الاب الروحى للانقاذ الشيخ حسن فى هذا الحال المائل وانما يقذفنا بقنبله مشتعله عباره عن شريط فديو يروى فيه حديثا عن احد قادة الا نقاذ وهو حديث فتنه عنصريه لم يتورع الشيخ الذى جاوز السبعين فى رواية الحديث بتفاصيله وبالفاظه الخارجه عن الحدود واربأ بنفسى وبالقارىء بترديد هذا الحديث ....... واذا صحت رواية الشيخ فان هذا الحديث سيقود لفتنه عنصريه وينبغى ان لايقابل بالصهينه لان الصهينه لم تعالج مقالات الوفاق التى راح ضحيتها محمد طه محمد احمد وهذا الشريط يملا الفضاء الاسفيرى ويتداوله الناس داخل السودان .... ان المطلوب هو التحقيق فى صحة هذا الشريط الملغوم خاصه وان الشهود من لجنة دفع الله الحاج يوسف احياء فان صح فيجب محاسبة قائله وان لم يكن صحيحا فيجب محاسبة الشيخ .......... ان الذى حدث لم يكن مسائل خاصه بالانقاذيين وشيخهم انما هى خطر يمس الوطن وامنه ان الصراع السياسى معلوم ان له حدود ومحاذير وخطوط حمراء لايتجاوزها وحتى الحروب ففيها اخلاق ومحرم فيها قتل الاسير ومطلوب معاملته بانسانيه ..... وقد راينا اصحاب الديانات الاخرى لايشتطون فى خصومتهم فمثلا حتى الان لم اسمع كلاما مشينا صدر من الغرب ضد اسامه بن لادن رغم مافعله فيهم ومازالوا يسبقون اسمه بصفة مستر فما بالك بالدين الاسلامى والذى منعنا من الفجور فى الخصومه فقد قال تعالى "فان تنازعتم فى شىء فردوه لله ورسوله" ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المسلم ليس بشتام ولاطعان " ولكن مالهم الانقاذين الذين يدعون انهم للدين اتوا طعانون ولعانون وان اكتب هذا المقال طاف بذهنى حديث للاستاذ محمود محمد طه فيه قراءه سياسيه صادقه قاله لطلاب جامعة الخرطوم فى العام 1977 ونصه "من الافضل للشعب السودانى ان يمر بتجربة جماعة الهوس الدينى وسوف تكون تجربه مفيده للغايه اذ انها ستبين لابناء هذا الشعب زيف شعارات هذه الجماعه وسوف تسيطر هذه الجماعه على السودان سياسيا واقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكريه وسوف يذيقون الشعب الامرين وسوف يدخلون البلاد فى فتنه تحيل نهارها ليل وسوف تنتهى فيما بينهم وسوف يقتلعون من ارض السودان اقتلاعا " وهاهم الجماعه وشيخهم بعد ان اشعلوا نيران الجنوب دينيه ونحصد زرعهم الآن انفصالا يمزق الوطن هاهم يوقدونها فى الغرب فتنه عنصريه ستحيل نهار الوطن ليلا كما قال الاستاذ ورددت لاشعوريا......قرفنا ...وكفايه محمد الحسن محمد عثمان قاضى سابق