ترجمه لسودانايل من واشنطن: عبد الفتاح عرمان نشرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) فى إفتتاحيتها اليوم الجمعة تحت عنوان "لماذا لا يمكن الثقة بإنتخابات السودان؟"، إستهلتها بقولها إنه من المقرر إقامة إنتخابات قومية لإختيار الرئيس ونواب البرلمان والمجالس المحلية يوم الأحد القادم، ولكن العملية الإنتخابية شابتها تصرفات حكومة الرئيس البشير مما يجعل فوزه بمنصب الرئيس شبه مؤكد. ومع الأخذ في الإعتبار، أن الرئيس عمر البشير متهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وقيادة حملة تطهير عرقي ضد المدنيين في إقليم دارفور. كان المتوقع، أن تجد الولاياتالمتحدة فوز البشير مخيباً للآمال. ورغم ذلك يعتقد المبعوث الأمريكي إلى السودان سكوت غرايشون أن الإنتخابات ستكون شرعية. و أعرب غرايشون الأسبوع الماضي بعد لقاءه باعضاء اللجنة القومية للإنتخابات التي وضعت قوانين غير عادلة للتصويت وسهلت التزوير لصالح البشير، اعرب عن ثقته فى أن الإنتخابات ستكون نزيهة وحرة قدر المستطاع، وأوضح أن اللجنة بذلت قصارى جهدها للتأكد من الشفافية وسهولة الوصول إلى مراكز الإقتراع. في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير مراقبي (هيومان رايتس ووتش) ومجموعة الأزمات الدولية، أن الإنتخابات الحرة في السودان أمر غير محتمل. وتوضح الإفتتاحية أن غرايشون دافع عن تصريحاته بقوله: كنت أقصد الإنتخابات نفسها، وليس ما قد يحدث من تجاوزات قبلها". وإنه لا يوجد أمامه خيار سوى تعزيز فرص نجاح الإنتخابات. وترى الصحيفة أنه إذا عقدت الإنتخابات في موعدها وفاز البشير، فسيمنح ذلك نظامه الشرعية التي يفتقدها. أما إذا تم تأجيل الإنتخابات أو إلغائها، فقد تكون النتائج أسوأ. حيث من المتوقع، أن يعقد الجنوب إستفتاءً لإستقلاله العام القادم بموجب إتفاق السلام بين شمال وجنوب السودان الذى تم التوقيع عليه 2005. وأى تأجيل لإنتخابات الأحد القادم سيعرض الإستفتاء للخطر، وربما أثار حرباً أهلية ثانية. ثم تضيف الإفتتاحية أن تقويم غرايشون للإنتخابات يعد لطمة على وجه خصوم البشير وشعب دارفور، كما أنه يتجاهل الحقائق الواضحة، ومنها إجراء حكومة البشير تعداداً سكانياً، عمدت فيه إلى تقليل أعداد النازحين من إقليم دارفور لحرمانهم من التصويت، وإغلاق دور أحزاب المعارضة وإعتقال مراقبي الإنتخابات. وتوضح الإفتتاحية، أن الأوضاع الآن أصبحت سيئة بعد إنسحاب بعض احزاب المعارضة من السباق الرئاسي، وتهديد عدة أحزاب أخرى بمقاطعة الإنتخابات تماماً. ثم تختتم الصحيفة الإفتتاحية بقولها، إن إدارة أوباما تواجه بداية صعبة في السودان. حيث يمكنها تحسين الأوضاع بعد الإنتخابات، فى حال فوز البشير، بقولها إن فوزه ليس ديمقراطياً بسبب ما شاب الإنتخابات من تلاعب، وأن تدفع الأممالمتحدة إلى إدانة فوزه بدورها.