هذا الوطن... أنهكته الحروب... فبات حزيناً معدماً تتقاذفه الرياح والهواء... تتصدع أركان بيته فيخر البناء... بالأمس كان وطناً جميلاً هادئاً تضيء لياليه الشموع يتوهج صبحه نور وغناء... كنا قوماً طيبين هادئين ومسالمين وبينما نحن هكذا... ركب البعض الجنون ولأسباب قد تبدو عظيمة ولكنها صغيرة... بجانب الوطن الكبير الوطن أولاً... وثانياً... وثالثاً بعدها تأتي المطالب لا المطامع...... فلكل منا طموح.... ولكل منا أحياناً جنوح ولكن...... فلنفكر ملياً ماذا فعلنا بأهلنا... يا شرقنا ويا غربنا سفكنا الدماء.... قتلنا أرواحاً بريئة... نثرنا أطفالاً... في العراء وعيوناً دامعات أرهقها البكاء وأنتم تصدرون الأوامر فيصطك الحديد بالحديد فتنطلق الرصاصات... هنا وهناك وتبكي الأمهات فراق الإبن الشهيد يا سادتي وأحبتي... أنتم هناك قابعون تديرون حرباً ضروس لم تبكي عيونكم... كما بكت أم شابٍ جريح لم تذوقوا عذابات فقد الفقيد لم تعرفوا كيف أضحى طفلاً... يصرخ في العراء يبحث عن أمٍ... وفرش مريح ماذا جنينا بالله عليكم..؟ وطنٌ اهتزت أركانه أنتم قتلتم أهلكم يا أولائك وهؤلاء... تكلمتم عننا بلغة السلاح هل وقف أحدكم يقول سنشن حرباً ضروس ما رأيكم...؟ سادتي كثيراً تتكلمون بلسان الشعوب... المقهورة.... الصامتة تسعون لمجدٍ زائف أو عنجهية زائلة... أما الشعوب وما أدراك ما الشعوب فهي غائبة عن بالكم تعيشون داخل وهمٍ كبير... تنامون على وسادات الحرير تكدسون المال الوفير.... يا هؤلاء وأولائك نحن الشعوب نريد السلام السلام فقط السلام أنزلوا من عليائكم لأرضكم..... عمروها وأزرعوها مدوا يد المحبة... للجميع في بلادنا خيرٌ كثير... طوروه وصنعوه.... يكفي ما ضاع في القتال الشعوب تريد السلام هل سمعتم..؟ تريد السلام السلام لن يأتي من طاولات المفاوضة والشروط لكنه يأتي من دواخلنا النبيلة حين نفكر فقط بالبلد الكبير وماذا يضير إن فكرنا فيه...؟ ووضعناه قبل كل شيء ماذا يضير....؟ ////////////////////////////