توقفنا في المقال السابق "سودانير ... الخلل والاصلاح (13)" عند الحديث عن العاملين ... ونواصل... لن تنهض بسودانير الحكومة... و لقد تحدثنا كثيراً عن أهمية دور الحكومة في نهضة سودانير ذلك لأنَّ الحكومة مُمَثَّلةً في وزارة المالية هي المالك لشركة الخطوط الجوية السودانية حسب ما هو وارد في أورنيك (ش 28) بالسجل التجارى للشركات وفق قانون الشركات السوداني لسنة 1925م والمعدل سنة 2010 م ، وهي صاحبة كل أسهم الشركة لذلك هي من يتخذ كل القرارت التي تتعلق بإدارة الشركة كتعيين مجلس إدارتها ومديرها العام ورأسمالها ... إلا أنه يجب ألَّا يُفْهَم من ذلك أنَّ الحكومة هي التي ستقوم بنهضة وتطور سودانير. و ذكرنا أيضاً وتعرَّضنا لدور سلطة الطيران المدني ... و لقد طالبنا بضرورة اتخاذ القرارات التي تساعد في نهضة سودانير كإعداد وإجازة قانون الناقل الوطني وما يترتب على ذلك من استحقاقاتِ حقوقِ الناقلِ الوطنيِّ المستحقة وغيرها من الإجراءات التي تساعد كثيراً في ازدهارِ ونموِّ وتطوُّرِ الشركة ... ومع ذلك نؤكد أنه يجب ألَّا يفهم من ذلك أنَّ سلطة الطيران المدني هي من سيقوم بتطوير سودانير. تحدثنا أيضاً وكثيراً فيما مضى من مقالات عن إدارة سودانير ومديرها العام ودوره الهام في تطوير الشركة وابتكار الحلول للمشكلات الكثيرة التي تعيق مسيرة الشركة... ونؤكد ههنا أنه يجب ألا يفهم من ذلك كذلك أن المدير العام لسودانير هو من يقع عليه وحده عبء تطوير سودانير... الحكومة وسلطة الطيران المدني وإدارة سودانير تساعد في خلق المناخ المناسب للعاملين للإنتاج... والإنتاج.. والإنتاج...ولا شئ غير الإنتاج... ومن ثم... الإبداع والإبتكار... إنَّ من يبني وينهض بسودانير هم (العاملون بسودانير) ... ومن بعدهم (العاملون بسودانير)... ومن بعدهم... (العاملون بسودانير)... العاملين المخلِصين المخلَصين (بكسر اللام الثانية في الأولى وبفتحها في الثانية)... الخُلَّص (بتشديد اللام الثانية وفتحها)... وعلي عاتق العاملين بسودانير تقع مسئولية بناء الشركة والنهوض بها ... ولن يُفيد كثيراً ترديدُ الكلمات الرنانة المكررة ودغدغة المشاعر بالشعارات البراقة مثل (سنعيدها سيرتها الأولي) ... ولن يكون كل ذلك كافياً ما لم يُشَمِّر العاملون بسودانير الموجودون فيها أصلاً ... والعائدون بقرار مجلس الوزراء الموقر إنصافاً لهم ورفعاً لظلمٍ لحق بهم إبّٕان العهد المباد عن ساعد الجد. علي العاملين بسودانير أنْ يعوا الدرس ويعلموا أنَّ في استقرارِ سودانير ونهضتِها... استقرارَهم ونهضتَهم... وفي مستقبل سودانير مستقبلَهم ومستقبل أبنائهم وأسرهم... عليهم أنْ ينظفوا صفوفهم من الكسالي والمتبطلين والاتكاليين وعديمي الضمائر الذين اعتادوا على عدم المبالاة وضعف الإحساس بقيمة الوقت. لاشك أن غالبية العاملين بسودانير لا ينقصهم الولاء والانتماء لسودانير ولا تنقصهم الخبرة والدراية بالأعمال التي توكل إليهم... ولا شك أيضا أن هنالك قلة من بينهم استمرؤوا التبطل... وأدمنوا الذهاب للعمل والعودة منه كما لو كان ذهاباً للنادي والعودة منه... وما ضر سودانير غير هؤلاء. 15 في شركات الطيران الخاصة إذا تأخرتْ رحلة عن موعد إقلاعها لا بد أن يتم فصل من تسبب في هذا التأخير... تتم محاسبة العامل الذي يقصر في أداء واجبه فوراً ودون أية مجاملة مهما كان موقعه... في سودانير حدثت إخفاقات وتقصير من بعض العاملين ولسبب أو لآخر لا تتم المساءلة والمحاسبة لذلك تتكرر الأخطاء وتستمر... إذا كنا نحفظ عن ظهر قلب ونردد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) ... علينا أن نتذكر أيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل) و ( إنَّ الله تعالي يحب إذا عمل أحدُكم عملاً أنْ يُتْقِنَه). في الشركات الخاصة يتم الربط بين مرتب العاملين وزيادة دخل الشركة بحيث تزيد المرتبات بزيادة دخل الشركة وتنقص المرتبات إذا نقص دخل الشركة... علي العاملين بسودانير أنْ يتركوا الصراع حول المحطات الخارجية وبعثات الحج والمأموريات ويعملوا على زيادة الإنتاج... عليهم وحدهم تقع مسئولية إزالة الصورة الشائهه التي لازمتْ سودانير في الفترة الأخيرة...حيث ارتبطت صورة وسيرة الشركة بالتأخير... وانتظار الركاب بالمطارات للساعات الطوال دون أن يتبرع أحد مسئولي المحطة بمقابلة الركاب والاعتذار لهم وتطييب خاطرهم...وصارت طائرة سودانير محلَّ سخريةٍ وتهكُّم حتى قيل عنها إنها (ستهم... تروح وتجي على كيفها)... هذه الصورة لن تنمحي من عقلية الراكب بالكلام... بل بالعمل والعمل الجاد... وإثبات أن العاملين على قدر المسئولية... في مطارات الدول المجاورة رغم تواضع تأريخ صناعة الطيران فيها مقارنة بعراقة تاريخ شركة الخطوط الجوية السودانية... توجد في تلك المطارات لوحات إليكترونية توضح مواعيد وصول وقيام الرحلات لكل شركة... وفي آخر اللوحة تجد كلمة (متأخرة) تلازم رحلات الشركة... يجب تعديل هذا الصورة... ويجب أن يكون هذا هو هدف المرحلة القادمة... وهكذا فقط يمكن ( إعادتها سيرتَها الأولى). د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين الخرطوم 19 ديسمبر 2020 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////////////////