كتب الصحفي عزمي عبدالرازق مقالة وصفية لما حدث في جلسة مدبري انقلاب 30 يونيو إمتازت بخفة العبارات وجزالة اللغه 'ووصف احداثا خارج المحكمه واعطي صورة لما حدث داخل المحكمه. وورد في مقاله خفيف الظل : (إن اسعد الناس اليوم في محكمه مدبري انقلاب 30يونيو هو المعز حضرة' بقرار محكمه الموضوع ) برفض طلبات هيئات الدفاع بعدم سقوط الدعوي بالتقادم والاستمرار في إجراءات المحاكمه. حقا شعرت السعادة لان هذا القرار سوف يقفل الباب من الافلات من العقاب الذي ظللنا نعاني منه طيلة تكوين الدولة السودانية حيث فلت كل مدبري الانقلابات في السودان من العقاب مما فتح الباب لكل المغامرين من العسكر ومن السياسيين بتكرار تجربة الانقلابات أو التخطيط لها. **كذالك كنت سعيدا بذالك القرار الصادر من المحكمه لان الضحايا من اهلنا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وبورتسودان والشمالية سوف يفتح لهم الباب لمقاضاة من تسبب في قتل أبنائهم وتشريدهم. **إن سعادتي بقرار محكمه مدبري انقلاب 30يونيو لانه سوف يفتح الامل لكل أسر الشهداء أن يحاكموا ويقتصوا من كل من تسبب في ذالك. **إن سعادتي بقرار محكمه مدبري انقلاب 30يونيو تجعلني أترحم علي روح أستاذي علي محمود حسنين رحمه الله عليه 'الذي كان هو صاحب المبادرة الاولي لفتح هذا البلاغ ضد مدبري الانقلاب' والذي كان يؤمن إيمانا كاملا إن هؤلاء المتهمين سوف يمثلون أمام المحكمه وسوف يكونون في قفص الاتهام. لقد تحقق حلم أستاذي علي محمود حسنين رحمه الله عليه بأن راينا رموز النظام السابق وهم يقبعون في قفص الاتهام داخل المحكمه ' **بل حتي عندما ظهر المتهمين أمام المحكمه كان هنالك تشكيكا بأن من يظهرون أمام المحكمه هم أشخاص آخرون . **وحتي عندما كتبت في إحدي المرات علي أن الرئيس المخلوع سوف يظهر بلبسة السجن المعروفه' هاجمني بعض الناس وشككوا في قولي' **إن هذه المحاكمة التاريخية في تاريخ القضاء السوداني نريدها أن تكون عادلة وتقفل لنا الابواب أمام المغامرات العسكرية والانقلابات 'حتي يتفرغ شعبنا لبناء دولته التي نحلم بها جميعا. شكرا للسيد النائب العام مولانا تاج السر الحبر الذي جعل مثول هؤلاء المتهمين أمام المحكمه حقيقة واضحه وليس حلما ولذالك تعرض في الفترة الماضيه لهجوم واسع من كل فلول النظام السابق 'وأستخدمت ضدة كل الوسائل غير المشروعة من أناس يدعون زورا وبهتانا أنهم مسلمين!!! ولكنه تحمل كل الإساءات والاشاعات بقوة إيمانه وتربيته الصوفية العالية. الشكر والتقدير كذالك لكل أعضاء لجنة التحقيق وهيئة الاتهام لما بذلوه من جهد ومثابرة. ووفروا للمتهمين كل ما يتطلبه القانون من حقوق. بل كان أكثر مما إشترطه القانون. حتي جعل كل المتهمين يقرون بذالك ويشكرونهم' علي عكس ما يدعيه بعض الزملاء من الدفاع إن المتهمين قد حرموا من حقوقهم. ويبدوا أنهم نسوا أوتناسوا ماذا كان يحدث للشرفاء من بني وطني عندما كانوا يقدمون للمحاكمات. وكانوا يحرمون من أبسط حقوقهم في تلقي العلاج والدواء وخير مثال لذالك هم علي محمود حسنين وفاروق ابو عيسي وامين مكي. حيث منعوا من العلاج ومن الدواء. **نشطت فلول النظام السابق في الفترة الماضيه في حملة اعلامية ضخمة ضد رموز ثورة ديسمبر المجيده وشككوا فيهم 'وهذا هو سلاح الجبناء 'ولكن ما يؤسف له إن كثيرا من بني شعبنا صدقوا هذه الاكاذيب 'ولعل هذا الأمر ناتج من ضعف اعلامنا وضعف من يتولون أمر الإعلام مما فتح الباب للاشاعات والاقاويل وهذا هو ما تهدف اليه فلول النظام السابق. كذلك من ملاحظاتي إن كثيرا من فلول النظام السابق ظهروا بمظلات جديدة ورفعوا رايات الثورة والثوار 'ولقد تعرضت شخصيا لهجوم وإعتداءات منهم وإساءات منهم وتهديدات كثيرة. ولكننا لسنا أفضل من شهداؤنا الذين أتاحوا لنا هذه الحريات التي مهروها بدمائهم. ونعاهدهم إننا إن شاء الله سوف نقتص لهم. ونحقق ما كانوا يحلمون من الحرية والسلام والعدالة. **وسوف تكتمل سعادتي وسعادة كل الشعب السوداني عندما ينال كل مجرم ماثل الان أمام المحاكم اوهارب من العدالة عقابه أمام قضاء عادل. شكرا للصحفي عزمي عبدالرازق لان ما كتبه كان دافعا لي لكتابة هذه الكلمات. (مقال الصحفي عزمي عبدالرازق في اول تعليق ).