السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنصورة هل هي في الصورة .. بقلم: أحمد القاضي
نشر في سودانيل يوم 18 - 02 - 2021

حين تكون مصالحهم وأين تكون مصالحهم فإن المصريين يزودون عنها بأسنانهم، بينا معدهم الجائعة دومآ تقرقر طلبآ للمزيد، أما نحن فلا نتردد في أن نهدي مدينة كاملة، إلى من نظن أنه صديق، كما فعل المخلوع البشير، إذ أهدى مدينة سواكن بعبقها التاريخي وموقعها الإستراتيجي، إلى السلطان العثماني أردوقان لينتفع بها لمائة عام....وأهدى الروس، أرضآ على البحر الأحمر، ليقيموا عليها قاعدة بحرية حربية مقابل أن يحموه...وإستقطع للمصريين آلآف الأفدنة من أجود الأراضي في الشمالية والنيل الأزرق، بمبادرة منه دون أن يسألوه، بالرغم من إحتلالهم لحلايب وشلاتين وأجزاء واسعة من وادي حلفا .....ولأن المعروف جزاؤه الشكر، فإن السيسي الذي يقمع الأخوان المسلمين في بلده بالحديد والنار، لم يتردد عندما إقتضت مصالحه، من منع السيد الصادق المهدي من دخول القاهرة في غرة يوليو سنة 2018 م، وطبقآ لما أوردته الصفحة الإلكترونية لإذاعة ال بي بي سي، طلبت منه مغادرة المطار، ولكن بيانآ صدر عن حزب الأمة في اليوم التالي،قال أنه بقي لمدة عشر ساعات، حتى يجد بلدآ تستضيفه، وإستضافته بريطانيا بالفعل، حيث خرجت أطياف من السودانيين هناك، وحتى منهم أشد المعارضين لسياساته، لإستقباله في مطار هيثرو، لأنهم رأوا في ذلك إهانة للسودان، على إعتبار أن السيد الصادق كان آنذاك رئيس الوزراء الشرعي المنقلب عليه، وفي بيانه وصف حزب الأمة السلوك المصري، تجاه زعيمه بالإجراء العدواني، حيث قال ((أن هذا الإجراء العدواني غير المسبوق من كل الحكومات المصرية المتعاقبة، يدفع إلى الاستنتاج بأن الحكومة المصرية تسبح عكس التيار ولا تكترث بعلاقات الشعوب الباقية، وأنه لمن المؤسف أن يشتري النظام المصري رضا قلة فاشلة خصما على حساب رضا الشعب السوداني الذي لن يرحل ولن يزول)) أ.ه......ولا نشك في أن تلك الخسة قد أغضبت الكثيرين...وما لا يغيب عن بال أحد، أن قرار منع رجل في مقام رئيس الوزراء، لابد أن يصدر بالضرورة من أعلى سلطة في البلاد....والمصالح التي جعلت مصر تطرد رئيس وزراء السودان الشرعي، من مطارها بتلك الخشونة، هي أنها كانت تبذل وقتئذ قصارى جهدها، لإستمالة النظام الكيزاني إلى صفها، في قضية سد النهضة العظيم، الذي أيد البشير قيامه بدون قيد أو شرط.
المستفيدة الوحيدة
وحيال سلوكها هذا المعادي لمصالح الشعب السوداني، كان من المفترض أن تنتبذ مصر مكانآ قصيآ بعد إنتصار ثورة الشباب ...ولكن على غير إنتظار، جاءت ثورة الشباب بالمكاسب العظيمة لمصر، إثر دعمها مع أطراف إقليمية أخرى، بقايا جنرالات الجيش الإنقاذي، للقفز على ظهر ثورة الشباب والإمساك بمقودها، وبالتالي سقط سودان الثورة في حجر مصر كتفاحة ناضجة ....وبذلت المخابرات العامة المصرية كل ما في جعبتها، لتمكين الجنرالات من إحكام قبضتهم، فكان الإيحاء لهم بإستنساخ مجزرة رابعة البشعة، في التعامل مع إعتصام الثوار أمام القيادة العامة، دون فهم للجيوبوليتك السوداني، فورطتهم في جريمة لا يمحوها الزمن، ودون أن يجنوا منها فائدة تذكر.......وفي المحصلة النهائية، فإن مصر هي. المستفيدة الوحيدة من ثورة الشباب، إذ باتت تمسك بقفا الجنرالات، مثلما تمسك بمفاصل الإقتصاد السوداني، فعشرات الجرارات الضخمة المحملة بالعجول الحية والسمسم تعبر يوميآ (يوميآ) معبر وادي حلفا شمالآ إلى الخديوية، دون أن تدر دولارآ واحدآ إلى الخزانة العامة، الخاوية على عروشها.... كما يبين هذا الفيديو
مهزلة الإقتصاد السوداني العجول الحية والسمسم الخام لمصر
فما من بلد في العالم مستباح ، مثلما السودان مستباح لمصر...وعلاقة مصر بالسودان هي علاقة أبوية، علاقة الأب بالإبن القاصر.....ففي روع كل مصري، من رئيسهم إلى زبالهم، أن السوداني يحتاج إلى فهامة تفهمه وتأخذ بيده، ولذا فإن الرئاسة المصرية تتعامل مع السودان، من خلال القسم الخاص بالسودان، في جهاز المخابرات المصرية، كما هو معروف للقاصي والداني، وليس من خلال وزارة الخارجية كما ينبغي، مثل أيّ دولة محترمة......ففي ذلك إنتقاص من شأن السودان وتحقير له...ويبلغ الإنتقاص مداه، عندما يأتي اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، في زيارات متتالية وبلتقي بمن يريد من المسؤولين والجنرالات والوزاء، وكأنه بين موظفيه يمارس دور وزير الخارجية.
سياسة السودان الخارجية تطبخ هناك
وثمة إيمان لدى الرأي العام السوداني، بأن المخابرات العامة المصرية، صاحبة الشأن في ملف العلاقات السودانية المصرية، هي منتج ومخرج الفيلم الهندي الذي يجرى على حدودنا مع أثيوبيا....وينتاب كل سوداني شعور من الدونية، حين يدرك أن سياسة بلاده الخارجية، تطبخ في أروقتها ...والدليل أنه منذ بداية إنشاء سد النهضة العظيم في يناير 2011 م، كان موقف السودان مؤيدآ ومعضدآ لإنشائه دون أدنى تحفظ، على أعتبار أنه سيقي السودان من الفيضانات المدمرة، وسوف يحفظ له العشرة مليارات متر مكعب التي تذهب إلى مصر دون وجه حق، وسيمكن السودان كذلك من دورتين زراعيتين أو ثلاث، إلى جانب الإمداد الكهربائي، الذي يحتاجه السودان بشدة...وهكذا ظل السودان ملتزمآ جانب مصالحه حتى منتصف العام 2020 م......فبعد زيارات عديدة متوالية، للواء عباس كمال تبدّل موقف السودان إلى النقيض، فأخذ يتبنى المواقف المصرية، ويهاجم أثيوبيا ويدافع عن المصالح المصرية، التي هي بالضرورة تتعارض مع المصالح السودانية، حتى إنتهينا إلى الفيلم الهندي الملئ بالآكشن، عند حدودنا مع الجارة أثيوبيا، تحت دعاوي تحرير الفشقة،......وكانت الخطة ألأصلية منذ أيام محمد مرسي، هي تحريك قبيلة الأرومو المسلمة، التي تقطن حيث مكان سد النهضة، لتعطيل بناء السد بإشعال حرب أهلية، والمعروف ان هذه الخطة نوقشت في إجتماع لمحمد مرسي بقادة الأحزاب المصرية، وإنفضح أمرهم لأن إجتماعهم كان منقولآ على الهواء، فقد نسيوا أن إجتماعهم تبثه الفضائية المصرية، وقد أخذتهم سكرة العبارات الثوربة، وهي حادثة شهيرة معروفة حتى لدى العوام، وبعد إنتصار ثورة الشباب السوداني وقفز الجنرالات المدعومين من السيسي على ظهرها وسرقتها، غيرت المخابرات العامة المصرية الخطة، فبدلآ من تحريك قبيلة الأرومو، رأت أنه من الأفضل تحريك الجنرالات، الذين أتت بهم لسدة السلطة على ظهر ثورة الشباب، ليشعلوا الحدود السودانية الاثيوبية، تحت صيحات تحرير الفشقة.
طائرات بدون طيّار
وبينا تشتعل الحدود الشرقية، تحدثت الصحف والمنصات المصرية والعربية والتركية، في الأسبوع الماضي، عن زيارة سرية قام بها بها، وزير الدفاع السوداني اللواء ياسين إبراهيم، إلى تركيا يوم الثلاثاء التاسع من فبراير، وقد تركزت مباحثاته مع نظيره التركي، حول [الصناعات الدفاعية]...والملاحظة الأولى حول هذه الزيارة، ان من قام بها (شخص غير ذي صفة) حسب تعبير أهل القانون في محاكمهم.....فقد سافر إلى تركيا قبل أداء القسم، الذي تمت مراسمه يوم الأربعاء العاشر من فبراير، أيّ سافر قبل يوم من مراسم القسم....ولا رئاسة لرئيس ولا وزارة لوزير قبل العهد والقسم لصيانة العهد في مراسم معلومة...إذن الزيارة من حيث قانونيتها باطلة، وكل ما نتج عنها باطل....وهذا يقودنا إلى حقيقة باتت مؤكدة وواضحة لعوام الناس، وهي أن ما هو قائم، ليس سوى دولة يتحكم فيها أثنان: قائد الجيش وقائد مليشيات، وهي أبعد ما تكون عن دولة المؤسسات والقانون، التي يتوق إليها الشعب....والملاحظة الثانية: أن وزير الدفاع السوداني، قد ركز في مباحثاته على رغبته في شراء طائرات بدون طيّار، ولكن وزارة الدفاع التركية إعتذرت عن بيعه طارات من نوع (بيرقدار)، بحجة ان الحاجات الدفاعية السودانية لا تتطلبها، بينما وافقت على بيعه طائرات من نوع "أنكا" TAI Anka وهي طائرات تجسس.....والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يحتاج السودان لمثل هذه الطائرات، لتحرير الفشقة من عصابات الشفتا، أجل عصابات، في وقت يتضور فيه الشعب جوعآ....والمثير للإندهاش أن صحف مصر وأجهزتها الإعلامية ، التي أقامت الدنيا وأقعدتها، عند زيارة السلطان أوردقان للسودان في عهد النظام الكيزاني، وإستحواذه على سواكن كهدية، قد صمتت صمت القبور عن الزيارة السرية لوزير الدفاع اللواء ياسين إبراهيم إلى أنقرة بحثآ طائرات بدون طيار....والتفسير الوحيد لعدم هجوم صحافة مصر على تلك الصفقة المحتملة، بالرغم من أن تركيا هي عدوتها الأولى، هو إيمانها بأن تلك الطائرات ستكون في نهاية المطاف في خدمة مصر وأهدافها للقضاء على سد النهضة العظيم ...فعلى وزن [أنت ومالك لأبيك] يمكن أن نقول [انت وطائراتك لأبيك المصري]....ومن يدري فربما المهمة كلها، كانت بإيعاز من الجانب المصري.....بقي أن نشير إلى أن إطلاق سراح، رجل الأعمال التركي أوكتاي أرخان، المتهم بصفقة تحوطها شبهة الفساد دون تقديمه للعدالة،كان رشوة سياسية للحكومة التركية، كي توافق على إتمام صفقة الطائرات، وإعادة العلاقات الحميمة كما كانت في العهد الكيزاني.
لا إجتماع مع قائد المليشيا
ووسط فوضى فسيفساء الحالة السودانية، وسيادته المستباحة، يأتي خبر رفض السفير أندرو ينگ، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية، في أفريقيا لشؤون الارتباط المدني العسكري (أفريكوم)، الإجتماع بالجنرال (دون إستحقاق علمي) محمد حمدان دقلو، خلال زيارته للسودان في أواخر يناير الماضي، على إعتبار أن أمريكا لا تتعاطى مع اية مليشيات.....ويقول بعض الروايات أن قطر إنتهزت الفرصة، لإيغار صدره بعد أن بدا كالمنبوذ ، ووجهت له الدعوة لزيارة الدوحة، وحين حل بها ساومته على مصالحة أعوان النظام البائد، وإعادة الإعتبار لمنظمة الدعوة الإسلامية، وتفكيك لجنة تفكيك وإزالة نظام الإنقاذ، وذلك مقابل دعمه...وبعد عودته من قطر، بدأت بالفعل الخطوات العملية لتفكيك لجنة التفكيك، بوضع العراقيل أمامها، وكان أولها الإيعاز، لرئيسها ياسر عبد الرحمن العطا بأن يستقيل، وثانيها إطلاق سراح رجل الأعمال التركي أوكتاي أرخان، المتهم بالفساد ونهب أموال طائلة دون تقديمه للعدالة، وكذلك إطلاق سراح زوجة الرئيس المخلوع وداد بابكر، وهي لم تكن كأحد من النساء، فقد كانت ملقبة ب(سيدة السودان الأولى) ومنغمسة في السياسة، حيث شاركت في مؤتمرات عربية وأفريقية، وقامت بزيارات دون زوجها لدول الخليج، ولم يتورع زوجها المخلوع، من أن يصيح، وهو يخطب في حشد من أنصاره، قبل سقوطه بأسابيع ((مش كدا يا وداد))...أما عن ما يطالها من تهم بالفساد، ونهب أموال الدولة فحدث ولاحرج، ويكفي هنا أن نشير إلى ما نشرته صحيفة [حريات] الإلكترونية بتاريخ 11 مارس 2013 م، عن الكيفية التي إستولت بها، على قصر المليونير السابق الشيخ مصطفى الامين، الذي تعثر في تسديد ديون عليه للبنوك، فسجن بعد أن رفضت البنوك جدولة ديونه كبقية المعسرين، وهنا ظهرت وداد بابكر كمخلّصة، وساومته على أن تساعده في تسوية ديونه للبنوك، مقابل أن تشتري هي القصر، وعندما رفض إستخدمت جهاز الأمن، للضغط عليه حتى رضخ وهو كاره، حسب رواية الصحيفة آنفة الذكر...وكان ثالثة الأثافي إلقاء القبض على عضو اللجنة صلاح منّاع بتاريخ 6 فبراير حيث ( دونت ضده بلاغات تحت المواد 159 اشانة السمعة و60 الإساءة والسباب و 162 اثارة الكراهية ضد القوات النظامية) حسبما جاء في الصحف والمنصات الإلكترونية...ثم إذا به حر طليق، دون أن نعرف كيف ولماذ؟.....ثم يمنع من دخول القصر الجمهوري، كما منع رفيقه وجدي صالح، وأخيرآ يجتمع البرهان يوم الثلاثاء 16/2 بلجنة التفكيك ، في جلسة مصالحة وترطيب الأجواء. ....وهذه صور من حالة فوضى اللا دولة التي يمر بها بلاد السودان ...فهل إتفق قائد مليشيا الدعم السريع، مع قطر على حل لجنة إزالة التمكين، أم أن ذلك من "حكاوي القهاوي"....وإذا كان من "حكاوي القهاوي"، فلماذا بدأ حصار لجنة التفكيك لتفكيكه ، بعد عودته الميمونة من قطر؟.....فما يسمى بالدعم السريع مهما كثرت مساحيق تجميله، هو حدبة في ظهر السودان، ولن يستقيم إلا بتدخل جراحي لإزالتها....فهو دولة داخل الدولة State within a state وأمريكا لا تعترف بمثل هذه الكيانات، التي هي من صنع الفوضى والشموليات....قال الخبير القانوني السيد عبد القادر محمد أحمد في حوار أجرته معه صحيفة (الجريدة) بتاريخ 12/2/2021 (أن قانون قوات الدعم السريع يبتلع القوات المسلحة بقانونها) وأضاف ( بينما حدد قانون القوات المسلحة مهام الجيش على وجه الحصر، نجد ان قانون الدعم السريع حدد مهام قوات الدعم السريع، ثم اشتمل على نص يعطيها حق القيام بأي مهام أخرى يكلفها بها القائد الأعلى أو مجلس الدعم السريع) أ.ه...ولكن ما يسمى بالدعم السريع لا يبتلع القوات المسلحة فحسب، بل ويبتلع البلاد كلها بقضها وقضيضها، مبددآ حلم الشباب بدولة مدنية حديثة، دولة المؤسسات والقانون والتداول السلمي للسلطة
حرب عالمية ثالثة
لابد أن يشعر أيّ سوداني بالإذلال، وهو يشهد أن سياسته الخارجية تصنع في مصر...ففي 26 يناير 2021 م أعلن وزير الخارجية المصرية، أن مصر سوف تنسحب من إتفاقاقية المبادئ، التي وقعت بين أثيوبيا والسودان ومصر، في 23 مارس 2015 م حول سد النهضة.....وبما أن السودان في الجيب المصري، فإن تصريح وزير خارجية مصر، صاحبته حملة إعلامية بأن السودان سينسحب مع مصر من الإتفاقية.....وأن اللواء عباس كامل سوف يلتقي البرهان للتباحث في هذا الأمر....فليس السيسي هو الذي سيتباحث، وليس وزير الخارجية المصري على الأقل، فاللواء عباس كامل هو الذي سيتباحث، قلكل مقام مقال....والأخطر في إستباحة سيادة السودان ، هو أنهم يتحدثون بلا مواربة، بأن السودان سيشترك معهم، في توجيه ضربة مدمرة لسد النهضة او السيطرة عليه ووضعه تحت إدارة السودان....شاهدوا هذا الفيديو الذي يتحدث فيه لواء إستخبارات، يصف نفسه بالخبير الإستراتيجي عن الخطة المصرية السودانية لتدمير سد النهضة او السيطرة عليه | لمن لا ينتظر يمكنه المشاهدة من الدقيقية 9 وعشرين ثانية::
اثيوبيا الممزقه تحترق وتستعد للملئ الثاني ومصر والسودان تستعد للتدخل العسكري
إنه لأمر جلل فالسودان يساق إلى مصير مظلم....وهذا يفسر ما وراء أكمة الفيلم الهندي، الذي يجري على حدودنا مع أثيوبيا...فمن يتابع البيانات الواردة من هناك يظن أن حربآ عالمية ثالثة مشتعلة هناك....ويتعين ألا ننسى أن المخابرات المصرية، أنشأت كتيبة خاصة من الذباب الإلكتروني، لسد النهضة مهمتها بث الأخبار والإحداثيات الملفقة، عن حشود للجيش الأثيوبي على حدودها مع السودان، وعن توغل الجيش الأثيوبي الى داخل الاراضي السودانية، وما إلى ذلك من التلفيقات التي توحي، بأن اثيوبيا قد أشعلت حربآ عالمية ثالثة ضد السودان ......ويبدو أن من طبائع أحوالهم، أنهم لا يراجعون ما يكتبون وما يقولون...فتترى التناقضات تلو التناقضات...ففي الإسبوع الأول من دق طبول، قال كبيرهم لقد حررنا كامل منطقة الفشقة...وبعد أسبوعين قالوا لقد حررنا 90% من الفشقة...ثم عادوا وقالوا ما زلنا تقاتل لتحرير الفشقة....شهران لتطهير الفشقة من عصابات الشفتا، يا للهول....ويبدو أن هؤلاء لا يدرون أن أقمارآ صناعية ترصد وتصور....ولا يحتاج الأمر إلى كثير تفكير، في أن هذا التسخين هو جزء من سيناريو الهجوم المشترك على سد النهضة، الذي تحدث عنه اللواء الإستخباراتي الآنف الذكر........وثمة سؤال يطرح نفسه في هذا السياق : كيف إنتهى ملف الفشقة وسد النهضة إلى المجلس العسكري، مع أنه من صميم إختصاص وزارة الخارجية....تحت عنوان (روح إيجابية سادت المنصورة بالخارجية) نشرت صحيفة [الصيحة] بتاريخ 16/2/2016 تقريرآ إخباريآ، عن ضرورة إعادة الملفات المسلوبة من وزارة الخارجية كملف سد النهضة، إذ ينتهي إلى القول {وقال: رغم أن وزارة الري تشرف على الملف لجهة الاختصاص الفني، إلا أن الشق السياسي في ملف سد النهضة كبير ومهم ومن أولويات الوزارة، لافتاً إلى أن أداء الوزارة فيه خلال الفترة الماضية كان ضعيفاً وبرأي إبراهيم، على المنصورة تفعيل الشق السياسي المتعلق باختصاص الخارجية لإحداث الاختراق المطلوب}أ.ه.....هل تعود هذه الملفات إلى وزارة الخارجية، أم سيستمر الحال كما كان في عهد الوزير المكلف قمر الدين، الذين كانت بياناته حول سد النهضة تتبنى الموقف المصري...فالشباب لم يحرروا السودان من الإحتلال الكيزاني بثورتهم المجيدة، ليقعوا تحت الإحتلال المصري البغيض.
أحمد القاضي
17 فبراير 2021 م.
أونتاريو | كندا
قيادة أفريقيا للقوات الأمريكية
قيادة أفريقيا الأمريكية United States Africa Command (USAFRICOM أو AFRICOM) ، هي قوات موحدة مقاتلة تحت إدارة وزا...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.