أعلنت قوى تحالف جوبا رفضها القاطع للأنتخابات بسبب التزوير. أتهم المراقبون المحليون التابعون لتحالف منظمات المجتمع المدنى ( تمام ) - أتهموا المفوضية بأنها فشلت مهنياً وأخلاقياً فى أدارة الأنتخابات. أنتقد المنسق العام للمنبر السودانى لمنظمات المجتمع المدنى ( شمس ) المفوضية وقال أنهم رصدوا عددا ًمن الأخطاء والتجاوزات أدت الى تشويه العملية الأنتخابية. قالت رئيس بعثة الأتحاد الأوربى لمراقبة الانتخابات ، فيرونيك دوكسير أن هذه الأنتخابات جاهدت كى تبلغ المعايير الدولية ولكنها لم تبلغها. قال مركز كارتر أن الأنتخابات السودانية لا ترقى للمعايير الدولية. قال المتحدث بأسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الولاياتالمتحدة تأسف للعيوب والتجاوزات التى شهدتها الأنتخابات السودانية. أظهر تسجيل تم تصويره على الأنترنت مسؤولى الأنتخابات وهم يعبثون بالصناديق. قرأنا أن المبعوث الأمريكى للسودان سكوت غراشين قد تم توبيخه لتصريحاته ( البايخة ) بأن الأنتخابات كانت حرة و نزيهة ، وسيتم تعيين مسؤول آخر مكانه. بعض المراقبين الأجانب قالوا أن انتخابات السودان ينبغى أت تقاس بالمعايير الأفريقية وليست الدولية....وهى بهذه المعاببر تعتبر ناجحة.... وهذا ما أفرح بعض القنوات البغبغائية التى لا أظنها سمعت بمعايير كينيا وزيمبابوى التى مات فيها الآلاف. وأخيراً قطعت جهيزة قول كل خطيب ، وكاد المريب أن يقول خذونى ، وفاز حزب المؤتمر الوطنى بكل المقاعد فى شمال السودان. هذا ملخص للأتهامات التى طالت الأنتخابات السودانية دون الدخول فى التفاصيل التى قتلها الناس بحثاً....ثم ماذا بعد؟؟؟؟ تحققت للمؤتمر الوطنى نبوءة نوستراداموس السودانى بالسيطرة الكاملة على الأوضاع في البلاد مثلما كان الحال في 1989 وأكثر. ومن المفارقات العجيبة أن سنوات الديموقراطية الخمسة المقبلة المفترضة ، بدلاً أن تعمل على تعزيز التوجه الديمقراطى، ستكرس شمولية حزب المؤتمر الوطنى الواحد الفرد بسب غياب المعارضة. ..و يتضاحك ماسحو الأجواخ وواجهات المؤتمر الوطنى بتلفزيون السودان ، بأن هذه الأنتخابات خطوة هامة للأمام وستمهد لديموقراطية مرضية للجميع في السنوات القادمة وكأن البلاد لم تعرف الديموقراطيات الراقية منذ فجر الأستقلال التى أراق دماءها عسكر السودان ....ويردد أصحاب المؤتمر الوطنى دون وعى التاكتيك الأمريكى المهدىء قبل أن تكشر لهم أمريكا عن أنيابها بعد ثمانية شهور كما فعلت مع الكثيرين الذين يظنون أنهم حلفاؤها فى حين أن ليس لأمريكا حليف غير أسرائيل.....وأكد كافة الأجانب من أمريكان وأوربيين ممن أقروا بتزوير الأنتخابات ( ولكن بلغة دبلوماسية ) بأن هذه الأنتخابات ضرورية - رغم علاتها - لتأمين الأستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان الذى يرجح ( أن تنشأ فيه دولة جديدة.)......ومع الأسف هذا ما يمكن أن يحدث بكل تأكيد بسبب الثقل الأمريكى الذى ما فتئت ترمى به الولاياتالمتحدة خلف خيار الأنفصال....علاوة على معاملة حزب الجبهة الأسلامية للأحزاب السودانية والشعب السودانى عموماً معاملة الرقيق في سوق النخاسة برمى الفتات له للمشاركة الصورية في حكومة قومية أو ذات قاعدة عريضة أوسمها ما شئت مع احتفاظ حزب المؤتمر بالمال والسلطة والسطوة والقوة العسكرية ......و مع عدم أتاحة أى مساحة للتحرك الفعلى خارج أطار ما يفرضه المؤتمر الوطنى ، تصبح أية مشاركة مع هؤلاء القوم انتحار اختيارى طوعى تدفعه الشخصيلت السياسية من تاريخها الوطنى عبر المشاركة في فصل الجنوب والغرق في بحيرة دارفور المضطربة بعقابيلها الجنائية الدولية وأخيراً الفوز بلعنة الشعب السودانى الفقير الذى سيزداد بؤساً على بؤس فى السنوات المقبلة .....علماً بأن تجربة أحزاب حكومة الوحدة الوطنية المشوهة المستنسخة مثل النعجة دوللى ما زالت ماثلة للعيان. ربما يبدو أن ما نقوله الآن لا يتسق مع ما قلناه فى مقال سابق بضرورة أن تدفع الحكومة بمبادرة ضخمة تردم بها الفجوة مع القوى السياسية مستشرفة المخاطر التى تحيط بالوطن...ونؤكد أننا ما زلنا عند رأينا ذاك لا نناقض أنفسنا. ولا بأس أن نستعرض رؤيتنا بشأن المبادرة المشار اليها حول احتمالات مشاركة الأحزاب في الحكومة الموسعة : 1. أن تكون هذه المشاركة قومية بالأحجام التاريخية للأحزاب مع عدم استبعاد أى حزب بزعم عدم مشاركته فى الأنتخابات. وأرجو ألا تأخذ المؤتمرالوطنى العزة بالأثم على نهج لا أريكم الا ما أرى. 2. أن تكون المشاركة فعلية وذات فعالية سياسية تشاورية يؤخذ فيها بالرأى الآخر بكل شفافية وجدية متى ما كان هذا الرأى يخدم المصلحة الوطنية العليا . 3. أن تستطيع الأحزاب المشاركة الوصول الى كافة المعلومات والأطلاع على كافة البيانات مهما كانت طبيعتها أو درجة سريتها بأعتبار أن الشخصيات الحزبية هى أيضاً شخصيات وطنية أمينة على أسرار البلاد. 4. لامانع أن يحتفظ المؤتمر الوطنى بحقه وأسراره كحزب ولكن ليس بأموال الدولة وجيش الدولة ومقدرات الدولة التى ينبغى أن تكون المعلومات حولها متاحة ليتم صرف هذه المقدرات فى السيادة و التنمية . 5. ضرورة التفات الحكومة المزمع تشكيلها الى وقف الفساد المستشرى وعمل الأصلاحات الأقتصادية والأجتماعية والأدارية اللازمة ورفع الفقر والعوز عن المواطنين وبسط هيبة الدولة ببسط العدالة وسيادة القانون. 6. تغيير المعاملة 180 درجة مع أخوتنا الجنوبيين حتى نحبب لهم البقاء ضمن السودان الموحد. 7. السعى لحل مشكلة دارفور بكل الوسائل الممكنة مع ايجاد صيغة للتعامل مع المحكمة الجنائية والعالم ككل كشركاء فاعلين فى الساحة السياسية والأقتصادية الدولية. 8. أن المناداة بتشكيل حكومة من التكنوقراط وليس حكومة قومية كما ينادى بذلك كبار المايويين الشموليين الذين لم ينقطع حقدهم على الأحزاب التى أطاحت بهم ، تبدو وكأنك تشكل فريق كروى مدرسى من أوائل الفصو ل والصفوف......وبالطبع لن ينجح هذا الفريق في أحراز النجاح رغم شطارة أعضائه لأن الكرة ليست شطارة فقط وانما هى قوة تحمل أيضاً ومعرفة لمقدرات الخصم وقدرة عالية على المناورة...كما أن هذا الفريق لن يكون له التزام بالمسئولية التاريخية في حالة الفشل وسيقولون أنهم متخصصون فى مجالاتهم ولا يعرفون كثيراً عن دهاليز السياسة المظلمة. لذلك فأن تكوين حكومة واسعة من السياسيين المؤثرين ذوى العلاقات الأقليمية والدولية الواسعة سيكون الخيار الموضوعى الأفضل فى رائى فى مثل ظروف بلادنا مع الأستعانة بالتكنوقراط في الوزارات ذات الطبيعة الفنية. 9. رغم ضحك أصحاب المؤتمر الوطنى من هذا الكلام باعتبار أن المهزومين لا ينبغى أن يملوا شروطهم...فأننى أرى أن المهزوم هو السودان فى نهاية المطاف بجمود وأصرار وعناد أبنائه وأن ما حدث قد حدث ولا يمكن معالجة الأخطاء بالأخطاء وان أى تفكير فى العنف الذى نرفضه جميعاً يغلق أى باب للأمل و الحوار.....ولات ساعة مندم.... وليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب....وأقول للمرة الألف أن المؤتمر الوطنى لا يجابه الأحزاب الآن وانما يواجه مستقبل وطن يكون أو لا يكون......وطن يتربص به المتربصون من أركانه الأربعة ويصيخون السمع ليسمعوا لعلعة الرصاص.......فلا تعطوهم هذه الفرصة حكومة ومعارضة.... وعموماً ورغم العنت والمشقة فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ذلك أن صفة الكون هى الديناميكية والتغيير وليس السكون والموات. salih shafie [[email protected]]