أيام لها شأن ،أوشكتُ أن أكتبها "أيام لها إيقاع!" و لكن خشية من يري حبلاً –ثُعباناً ،فقد إرتبطت بحسين خوجلي و برنامجه الجميل و أضعه من بين المبدعين رغم صلته الوثيقة بنظام الانقاذ أو مايو 2. لحسين معجبين ، كما له كارهون وهم كُثر! لعل حسين خوجلي يُبرئ ساحته من الانتساب للانقاذ و لجهاز الأمن و يعلن توبته في إطار مشروع أهلي للمصالحة و الاعتراف و للعدالة. فهو قد إعترف قبل سقوط الانقاذ بتلقيه لحوالي 500000دولار أميركي نظير عمله تسهيلاً لمعاملات مستثمر وقدأطلق عليها عملاً له عرق! و من ضراعه ! وهي من السمسرة، وقد لا تكون مشروعة. إذ مارس ذلك العمل من غير مكتب معروف وما يتبعه من دفع للضرائب و غير ذلك من رسوم – أفلح نظامه في وضعها علي المعارضين لحكمهم واخرجوهم من أعمالهم مهما تواضعت ! و نعود لأيام الله السبع ، إذ تعارف بعض الناس من أهل الفلاح عبر هيئات و جهات وطنية أو إقليمية ودولية علي إختيار يوم معلوم في مسيرة الانسانية ليصبح عيداً للاحتفاء بذلك الشأن. لعل اليوم الأشهر هو الأول من مايو من كل عام تحتفل به النقابات و الهيئات و الدول بالعمال ، بما لهم من دور مهم في حياة الناس بجهدهم و كسبهم في أعمالهم الشاقة :من رعي للحيوان في الغفار الموحشة و أعمال الزراعة –بدءاً من نثر البذور و حتي الحصاد و أشغال التعدين و المناجم و صيد الأسماك و النظافة و غير ذلك من مهن عديدة – يتم في العالم الأول تصنيفها و تحديد ساعاتها و أجورها. و قد رأينا ما يتعرضون له من مخاطر في وقتنا الحالي ! فهم الأكثر إصابة بالكورونا. لذلك حقيق بنا الاحتفاء بالعمال. كان لنظام مايو 1 الحظ الأوفر في الاحتفال بالعمال حين كان لصيق الصلة بالاتحاد السوفيتي. وقد إحتفل أيضاً بيوم المرأة العالمي وقد سبق كثير من الأنظمة بتكريم المرأة و توظيفها في مهام كانت وقفاً للرجل مثل الجيش و الشرطة و القضاء مع الوزارة. وقد إحتفي الشعب بالرائدة عيشة حسن ! يوم الطفل و يوم الحصاد ...إلخ. تذكرتُ إسبوع الفضاء العالمي وقد مر علينا دون أن نسمع به في الرابع من أكتوبر من عام 1957 أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي يدور حول الأرض وقدأسموه إسبوتنيك و هي بلغة الروس تعني الشرق ! دليلاً علي إنتصار الشرق علي الغرب و اليوم نسمع ذات الكلمة تستخدم في تسمية لقاح الكورونا الذي أنتجته روسيا ! دلالة أخري علي إنتصار الشرق في إنتاج أول لقاح في العالم. وقد شكك الغرب في جدواه ! يحتفل العالم باسبوع الفضاء العالمي بدءاً بالرابع من أكتوبر، تأكيداً علي أهمية الفضاء للبشرية و ما نتج عن ذلك من علوم و تكنولوجيا ذات أثر في حياتنا – الارصاد الجوي أضحي أكثر دقة، بل حتي في متابعة الأعاصير و تنبيه الغافلين إلي ضرورة أخذ الاحتياطات الضرورية للحد من أضرارها. الارسال التلفزيوني الذي عم الكرة الأرضية و كذلك الارسال الاذاعي و هنا لأحد مواطنينا دور مهم في منظومة أقمار صناعية و شركته العالمية التي أسماها عالم الفضاءWorld Space وهو نوح سمارة.وقد جاء في زيارة للبلاد قبل أعوام و من المدهش زيارته لأحد الصحف و مع ذلك لم يحتفي به وبمشروعه العملاق! و من المؤسف إفلاس تلك الشركة. لسبب واحد وهو أن نوح سمارة كان محامياً و رجل أعمال ! وقد غابت عنه متغيرات العلوم و التكنولوجيا المتسارعة! كما غابت عن صديقه صلاح إدريس- فقد حكي في لقاء متلفز عقب ضربة مصنع الشفاء، حين سئل عن سر أمواله فذكر مستنكراً بانه مساهم بعشرين مليوناً من الدولارات في شركة عالم الفضاء.لذلك علينا إدخال مستشاريات العلوم و التكنولوجيا في كافة الوزارات لمتابعة المتغيرات في عالمنا المتسارع! ولتفتي فيما يمكن أن نطلق عليه جدوي المشروع المستقبلي- مقابل دراسات الجدوي الفنية و الاقتصادية. فقد أضحي الراديو متوفراً علي الموبايل و علي الانترنيت، كما أن الارسال الاذاعي بالموجات المعززة Modulated Frequency وغيرها أصبح متيسراً علي نطاق المدن. وعلي كل حال ما زالت ثمار علوم و تكنولوجيا الفضاء في تنام. لقد سهلت أعمال الملاحة باجهزة الجي بي إس و المساحة ، مع إنتاج الخرائط الرقمية و الورقية و الخرائط المصورة مما يتوفر حتي علي أجهزة الموبايل- خرائط قوقل المصورة (قوقل إيرث). أحياناً يُراد من الاحتفال بيوم لنشاط ما ، تعزيزا لذلك النشاط و نشراً له.لقد عجزنا في مجالات العلوم و التكنولوجيا ! فلا يجوز أن نعجزفي المجالات الانسانية و الاجتماعية- إذ الفرص متاحة للابداع و الابتكار. وهذه دعوة للتجربة،لعلها تجد من يسمع و يؤخذ بما ندعو له. وهو تخصيص يوم للاحتفال بالعطاء و الانفاق. و ليكن في الثاني من يناير من كل عام ، مباشرة عقب الاحتفال بعيد الاستقلال، و لكن دون إجازة ! يوماً للعمل و للعطاء و الانفاق- ففي أماكن العمل يمكن للناس أن يتداعوا للعطاء في أي مجال يستحق الاهتمام ، مثل التعليم،الصحة و النظافة. وغيرها.ويمكننا أيضاً نشر ثقافة العطاء بين الأطفال، ليشبوا عليها. من المدهش أن الغرب أكثر إنفاقاً، بل أكثر حرصاً علي تعليم الأجيال القادمة لهذه القيمة الرائعة. إذ نجد الآن أكثر الناس إنفاقاً من أهل الغرب ،خصوصاً من ولايات أميركا المتحدات.(بيل قيت و بوفيت ، خير نموذج للأسوياء من البشر). أيضاً في مناطق السكن يمكن للجار أن يهدي لجاره نموذجاً يحتذي و لنشر هذه الفضيلة بالقدوة الحسنة و السنة النبيلة و علي الاعلام القيام بدوره في الترويج للانفاق و العطاء وقصص العطاء الكبيرة! ولتخصص دور الاعلام تجمعاتها بمختلف مسمياتها – منبر، ندوة ، لقاء..إلخ لتسليط الأضواء علي الانفاق و العطاء و أضدادهما من بخل و شح. و ما لدي المجتمعات الأخري من نماذج جيده حيث تري الأطفال في المدن الأوروبية و هم يحملون أواعي لجمع المال و يرتدون ملابس عليها شارات و شعارات المنظمات الطوعية أو المناسبات التي دعتهم لهذه الحملات- مثلما حدث عندما جاعت إفريقيا ! من المنظمات التي أدخلت كثيراً من الابتكارات تعزيزاً لقيمة العطاء و تشجيعاً له –إنشاء المتاجر لتلقي التبرعاتالعينية و عرضها للبيع مع وقف الأموال لأغراض محددة وفقاً لرغبة صاحب المال أو تلقي أموالاً غير مشروطة. علينا ألا نبخس أعمال الكرام من مواطنينا الذين أوقفوا أفضل أموالهم لمختلف الأغراض،مثل المحسن عبد المنعم محمد، شروني، البغدادي، الشيخ مصطفي الأمين...و في وقتنا هذا خصص بعض أصحاب الأعمال شيئاً من أموالهم لمنظمات أنشأوها، مثل كمال حمزة و أنيس حجار. ويبقي محمد فتحي إبراهيم ، المعروف بمو محمد- صاحب المشروع الأكبربتخصيصه لثلاثة بلايين من الدولارات لاصلاح الحكم في إفريقيا جنوبي الصحراء، وفقاً لمؤشرات الحكم الرشيد و فلسفة تلخصها الحكمة الشعبية " السمكة تفسد من رأسها" تشرف علي إختيار الحاكم الأرشد جامعة هارفارد و تقوم عليها لجنة عليها كوفي عنان.قيمة الجائزة 5 مليون دولار و راتب شهري مدي الحياة. ليت من يتولون الحكم الانتقالي ينتبهون لهذه الجائزة فيرشدون ! وهي خير حافز و دافع حتي لو إقتسموها بينهم- لأراحونا و أرتاحوالبقية حياتهم. و يتجنبوا السجون-دعك من الدوافع الأخري و نبل المقاصد. ليتهم يهتدون و يرشدون! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.