في صباح يوم 24 أبريل 2010 ، انهمكت كل تلفزيونات العالم الناطقة بكل اللغات في بثّ تفاصيل خبر عالمي عجيب مفاده أن فريقاً طبياً إسبانياً مكوناً من 30 جراحاً قد قهروا عقبة رفض الجسم البشري لأعضاء غريبة ونجحوا في زرع وجه جديد لرجل فقد وجهه بالكامل في حادث سير مروع قبل خمس سنوات وراحت الصور التوضيحية الكمبيوترية تتوالى وكلها تشير إلى التغيير الوجهي الكامل الذي شمل تغيير كامل التفاصيل الوجهية بلا استثناء ، فقد تم استبدال الجبهة ، العينين، الأذنين ، الخدود، الأنف ، الفم والفكين بالكامل وحصل الرجل الذي فقد وجهه على وجه جديد وسيم بطبيعة الحال ، واستطرد الخبر في القول بإن الرجل قد طلب من الجراحين تمكينه من رؤية وجهه الجديد بعد إجراء العملية الرائدة بأسبوع وأن الجراحين سوف يخضعون الرجل ذي الوجه الجديد لاختبارات نفسية ويراقبون عن كثب التداعيات النفسية التي قد تصيب الإنسان إذ أجبر على التخلص من وجهه القديم والتعايش مع وجه شخص ميت باعتباره وجهه الجديد الخاص الذي سوف يلازمه بقية حياته! لقد تكررت قراءة الخبر العجيب في كل القنوات الفضائية بصورة ملفتة ومزعجة وبدت هذه القنوات وكأنها لا شغل لها سوى بثّ هذا الخبر العجيب إلى درجة دفعت بعض المشاهدين الموسوسين إلى تحسس تفاصيل وجوههم والتطلع إلى المرايا بصورة لا إرادية للتأكد من أن وجوههم ما زالت في مكانها أو ما إذا كانت ستحتاج إلى عملية استبدال شامل في المستقبل! أما بعض الساخرين من بني البشر ، فقد قاموا بقراءة أخرى للخبر وهو أن الخبر يشكل دون شك بشرى سارة للأغلبية القبيحة من البشر التي تتسيد المشهد الواقعي في كل مكان في كل أنحاء العالم! فسوف يصير في وسع النساء القبيحات والرجال القبيحين التخلص التام والنهائي من وجوههم الكالحة عبر الذهاب إلى بنوك الوجوه واختيار أجمل وأوسم الوجوه البديلة التي تبرع بها الأموات من الجميلات والوجهاء ومن ثم يتحولون إلى نجوم ونجمات مجتمع بعد إجراء عملية نقل وجه ناجحة! وسوف يصبح في مقدور عتاة المجرمين هزيمة النظرية الجنائية التي مفادها أن قبح الوجه يحدد الميل الى ارتكاب الجرائم وسيستطيعون ارتكاب أفظع الجرائم بارتياح شديد ودون انزعاج وهم يرتدون الوجوه الوسيمة الجديدة التي زُرعت لهم في العيادات الإسبانية! وسوف يصير بإمكان الزعماء السياسيين ذوي الوجوه الكريهة الاختفاء في منتجعات أسبانيا الطبية لفترة قصيرة والعودة من هناك بوجوه جديدة وسيمة تمكنهم من البقاء في كراسي السلطة إلى الأبد دون حاجة لترويج أي برامج سياسية أو خلافه! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر