بسم الله الرحمن الرحيم لقد تعرضت أسرتنا (آل عبدالمحمود العربي) يومي الجمعة والسبت الماضيين لتجربة جداً قاسية مع الموت، قدراً كان هو لابد من وقوعه، وفى نفس الوقت قد فجع مثلنا آخرون كثيرون بفقد الأحباء من أفراد أسرهم حتى الأطباء منهم فقدهم السودان جراء مرض الكورونا " الكوفيد " القاتل من غير تمييز أو رحمة. نعم أقول لا يرحم، لأن الذين عانوا منه وإن عاشوا بعد المرض فإن حياة الكثير منهم قد لا تعود طبيعية كما كانت سابقاً. فجأة تحولت حياتنا كلها إلى ظلام حالك وحزن عميق وذهول وكان الخيط من فرط الخْلعة والصدمة جداً لرفيع "بين الإنكار وتصديق الحقيقة". الحمد لله أن جعلنا من صلب ذلك الوطن السودان بلد الخير والعطاء وحسن الرجاء، ليس فقط بما يذخر به من الثروات وخيرات الأرض بل فوق كل ذلك بإنسانه العظيم " والعظمة لله" فالحمد لله الذي الذي جعل من كل سوداني إنساني الكنز الحقيقي الذي بقي لهذا الوطن ذهباً من عيار ثقيل لا يصدأ. لقد أثلجت صدورنا بتعزية المئات المترادفات من داخل الوطن ومن جميع أنحاء العالم محملة بالأحاسيس والمشاعر الصادقة من الأهل والأقارب والمعارف والصحاب والأصدقاء وأيضاً من نعمة صداقة ومعرفة إخوة القلم ومنتدى الأدب والثقافة والفنون الجامع المفيد المتاح عبر الإنترنيت ، هكذا زارنا فى شخصكم جميعاً يا أحباب كل الوطن الحبيب السودان عبر الإتصالات التليفونية والإيميل والتكست التي إنهارت علينا فكان لها بالغ الأثر الطيب والعلاج النفسي الذي خفف عنا مصيبتنا الكبيرة بفقد الشقيقين الحبيبين عليهما رحمة الله . و ما تذكر الإخوة والصحاب وكذلك أهل الخير لإخوتهم وأصدقائهم عند الشدائد مجرد مجاملة أو أداء واجب بل أعتبره قمة المروءة الصادقة وأعتبره نعمة وبركة نحمد الله عليها أنها استوطنت فى السودان العظيم وأن الله اختص بها أبناءه النبلاء الأوفياء فى هذا الزمن الذي تغير فيه كل شيء فى العالم من حولنا. المؤاساة عند وقوع الشدائد هى ذلك العلاج الإنساني الذي يبدد رهق الحزن النفسي والجسدي. المصاب عندنا فادح وجلل ولكن الحمد لله على إيماننا بالقضاء والقدر، فلا نقول إلا ما يرضي الله (أنا لله وإنا اليه راجعون) ودواؤنا قوله تعالى فى سورة البقرة : "وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ 0لۡخَوۡفِ وَ0لۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ 0لۡأَمۡوَٰلِ وَ0لۡأَنفُسِ وَ0لثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ 0لصَّٰبِرِينَ (155) 0لَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ (156) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ 0لۡمُهۡتَدُونَ (157)" أسمحوا لي أين ما كنتم داخل وخارج السودان أن أشكركم اليوم. جزاكم الله كلكم " يا من اتصلتم ويا من كتبتم ويا من عبرتم بالدموع والكلمات والأسطر ويا من كُنتُم حضوراً عند المقابر صليتم ودعوتم ثم دفنتهم وتحدثتم شهودا ً، رغم الحظر" عن الفقيدين شيخ مجذوب ودكتور بابكر ، شهداء الكوفيد وعن أسرتنا الكبيرة أحسن الجزاء. والله لو كان المجال هنا يسمح لكنت خاطبتكم وذكرتكم فرداً فرداً ً فمعذرة ، لكن الله يشهد وهنا فى مجمل القول أن شخوصكم لصور حية تعيش فى مخيلة كل منا بل صوراً حية نراها أمام أعيننا . الحب لكم من أعماق القلب مع الشكر والتقدير . غفر الله لي ولكم وحفظكم من كل سوء، مكررًا هنا الوصية: أحذروا يا أهلنا الأعزاء فالكورنا هي الموت الحقيقي وكما وصفه المتنبي إنها " سارق دق شخصه يصول بلا كف ويسعى بلا رجل" المخلص د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.