يبدو أن موكب المبادرة الإسبانية "إلعب مع أفريقيا" وصل محطته الخرطوم من ضمن 12 محطة في 12 دولة أفريقية فوجد السودان غارقاً حتى أذنيه في لجة الانتخابات، لذا لم يجد أي اهتمام من أي وسيلة إعلامية وكأن رحلة الموكب انتهت عند نقطة البداية ، مصر . وبالتالي فلم ندر عن محطاته الأخرى : أثيوبيا ، كينيا، تنزانيا، رواندا ،زمبابوي، ملاوي، ناميبيا، بتسوانا ، موزمبيق وجنوب أفريقيا. الفريق الذي انطلق على هامش استضافة القارة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا يضم 14 عضواً من فريق مؤسسة دولية ويهدف إلى زيادة مستوى الوعي تجاه بعض المشكلات الأساسية التي يواجهها سكان القارة من فقر وارتفاع معدل وفيات الأطفال وتلوث المياه. كانت فرصة للسودان أن يظهر بثوبه الأفريقي ذي الألوان الحارة والذي طالما تلون بألوان أخرى عديدة. فهذا الفريق القادم من "الميريا" في جنوبإسبانيا يدرك تماماً أن السودان بموقعه الفريد في قلب القارة الأفريقية وبتنوع ثقافاته وأعراقه لهو جدير بتمثيل القارة من خلال هذا التنوع . لا ندري ماذا أعد القائمون على أمر الثقافة والرياضة في البلد لاستقبال هذا الفريق ، فأقصى ما كان مطلوب منهم هو تمكين الفريق من تقديم المساعدات والمنح التي تم تجميعها لأجل قضايا الفقر في أفريقيا .لا خبر بالطبع عن إدارة المنح المقدمة، فلم تصور لنا أي وسيلة إعلام رسمية أو غير رسمية مقدار الفرح الذي كانت ستدخله هذه الهدايا في قلوب عشرات الأطفال في حواري المدن والقرى النائية من هواة كرة القدم ولم نعرف نصيبهم من مجموعة ال 10 آلاف كرة قدم و30 ألف مجموعة من تجهيزات كرة القدم والتي تم جمعها من أشهر الأندية العالمية . ومع أن الصورة التي تم الترويج بها لوصول الموكب إلى مصر هي صورة أرشيفية لأطفال سودانيين إلا أن إعلامنا بخل كذلك بإخبارنا كم من الفقراء استطاعوا الحصول على صناديق مستلزمات الوقاية من الأمراض مثل الملاريا وأجهزة تنقية المياه وبعض المواد التثقيفية حول الوقاية من الأمراض. ولا حتى أخذ المعنيون تجلي هذه اللفتة الإنسانية لمنظمة غير حكومية شقت صحاري وغابات أفريقيا بهدف دعم حق اللعب للأطفال باعتباره وسيلة لتحقيق التنمية الشخصية واحترام الذات . لا بد أن الموكب وصل إلى السودان ووجد افريقيا المصغرة تلعب على طريقتها الخاصة والسودان مؤهل للعب دور أفريقيا المصغرة فمنذ يناير من هذا العام وإلى سبتمبر يقام بمتحف اللوفر بباريس معرض الحضارة المروية والذي يحوي 200 قطعة أثرية عن السودان جمعت منها 100 قطعة من المتاحف العالمية حسب صحيفة الأحداث 15 يناير 2010م. يتناول المعرض الجوانب المختلفة للحضارة المروية من الفن والديانة والحفريات الأثرية، خاصة الآثار التي أسفرت عنها الحفريات الفرنسية التي اجريت في منطقة "المويس". وبعدها جاءتنا الأخبار باكتشاف أثري ضخم في شمال السودان للملك تهراقا 664-690 قبل الميلاد.العالم يكتشف السودان ويرى فيه من خلال تاريخه المثير وثقافاته المتعددة ومواهب بنيه خير نموذج للقارة .قرأنا في كتب التاريخ عن هذا الملك الفرعوني تهراقا ، ولكن غيّبت كتب المرحلة الابتدائية كثيراً من الحقائق مثل أنه جاء ذكره في الكتاب المقدس على أنه أنقذ أورشليم من الآشوريين، وأنه حكم إمبراطورية كبيرة تمتد عبر مصر إلى حدود فلسطين، وبلغت امبراطوريته من السعة لدرجة أنه لم يستطع أحد الوصول إلى حدودها خاصة من جهة الجنوب. اللاعبون مع افريقيا خرجوا من ديارهم لتخيل المناخ الأسطوري المرتبط بأفريقيا فملوكها بناة الأهرام نهضوا من كتب التاريخ إلى كتب الأبحاث والدراسات التي تكتشف كل يوم أثراً جديداً وشيئاً من معجزات ذاك الزمان ، فالسياق إذن سياق سحر اقترن بهذه القارة واستقر في الذاكرة الجمعية بوصفه أشهر وأقدم مخيلة صانعة للحضارة هنا في وادي النيل. عن صحيفة "الأحداث" moaney [[email protected]]