لاشك أن زيارة حركة العدل والمساواة وبهذا الوفد الرفيع من قياداتها الى مصر فى هذا التوقيت وزيارة الوزير عمر سليمان ووزير الخارجية المصرى للسودان،فهذه الزيارة جاءت فى هذا الوقت للتحرك المصرى الفعال فى الوقت الراهن تجاه قضايا السودان ،خصوصا ملف دارفور وتبعاته المزعجة للحكومة المصرية والسودانية معا،خصوصا أن الجانبين أبديا تعاونا ملحوظا بملف دول حوض النيل ، لهذا لابد لمصر أن تبذل كل ما لديها من طاقة دبلوماسية لمعالجة هذه القضية والتى باتت غصة فى حلق الحكومة السودانية خصوصا حركة العدل والمساواة والتى أثبتت جرأتها فى أحداث امدرمان. الرئيس البشير جاء الى مصر فى زيارة سريعة عقب أعلان فوزه بالانتخابات المثيرة للجدل أرجأه البعض لتهنئية الرئيس المصر ى بالشفاء, وأخرين الى سد الطريق أمام زعيمى طائفة الانصار والختمية بعد خروجهم المريب عقب الأنتخابات، الا أنه من المؤكد أن تكون تلك الزيارة متعلقة بجميع الملفات وعلى راسها ملف دارفور فيما انشغل أهل المؤتمر الوطنى بتبرير تجاوزاتهم الانتخابية ومحاولة تغطية تلك الروائح التى فاحت عقب الانتخابات، فيما تفرغ الرئيس البشير لجمع أطرافه وحماية موقعه لهذا جاء الى مصر غير عابئا باحتفالات الفوز التى أقيمت على شرفه من قبل حزبه. من خلا ل تلك الأحداث وما صاحبها من تبعات ، جاءت زيارة حركة العدل والمساواة الى مصر فى هذا الوقت وبمثل هذا الوفد ،ورغم فرض حصار أمنى على رئيسها ألا أن هذا لم يمنعه من تحية الجماهير الغفيرة التى احتشدت امام الفندق منذ وقت مبكر وهى تحمل صوره ولا فتات كتب عليها نصير المهمشين وزعيم ثورة التغيير،حتى الأعلاميين وجدوا صعوبة بالغة فى أخذ تصريح من قيادات الحركة حتى خرج عليهم نائب رئيس الحركة وأمين اقليم دارفور الاستاذ أحمد ادم بخيت شاكرا لهم حضورهم ومؤزراتهم للحركة وسط اصوات تطالب بالسلام وأيقاف الحرب حتى أننى عندما تقدمت بسؤال له عن تعلق الزيارة بنقل ملف القضية من الدوحة للقاهرة كما يشاع؟؟ أجاب باقتضاب بأن لمصر دور مهم وحيوى فيما يتعلق بقضية دارفور وقضايا السودان عموما..وفى سؤال أخر له هل لزيارتكم ومقابلتكم الوزير عمر سليمان علاقة بزيارته ووزير خارجية مصر للسودان ؟؟لم يرد أو يعلق..فيما عزا الأستاذ المرضى خاطر نائب رئيس مكتب الحركة بمصر الزيارة الى توطيد العلاقة بين الحركة والدولة المصرية ولمناقشقة قضية السودان والذى يمر بأزمة خانقة على حد وصفه ولمناقشة مشاكل الجالية السودانية وملف اللاجئيين السودانيين والمعلق منذ وقت ليس بالقصير.. من المؤكد أن قادة حركة العدل والمساواة قد أجتمعوا مع الوزير عمر سليمان عقب وصولهم مباشرة وجرى تنسيق سبق زيارته ووزير الخارجية الى السودان وسبق ذلك زيارة البشير الى مصر رغم أن مصر على مستوى القيادة لم تهنيئه بالفوز وهذا تأكيد لما صرح به خلال لقاء جماهيرى عند زيارته لمصر الصيف الماضى بأن الحكومة المصرية هى التى وقفت سندا وعضدا مع الحكومة السودانية ابان الحصار الذى فرض عليها..لهذا لم يكن مستغربا أن يستنجد البشير بمبارك وهو فى مثل هذه الظروف. لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو هل يتمكن الوزير عمر سليمان من طى ملف دارفو بأوجه جديدة فى شروط التفاوض ورضوخ الجانبين للحل المصرى والذى لم يثمر قبل ذلك من خلال جهود مصر المقدرة وأستضافتها لوفد الحركات والذى عند جلوسه على طاولة المفاوضات أخجلنا بتواضع طرحه وهشاشة دوره ، لهذا لم يلبث أن أنفض سامر القاهرة حتى هرولت الحركات الى دوحة العرب حيث يطيب المقام ويطول التفاوض ، لهذا لابد من أن تقوم حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية بمساعدة مصر على طى هذا الملف وعلى حركة العدل والمساواة ذات التاثير الأكبر أن تترفع فوق صغائرها وتجمع الحركات الأخرى فى حركة واحدة وقوية حتى يتمكنوا جميعا من بلورة قضايا دارفور وتوحيد أهداف النضال بدلا من هذا التشرزم والأنقسام والذى لايزيد دارفور سواء دمار وتخريب. وربما أننى متفائلا بزيارة الوفد المصرى الى الخرطوم فى أن يسهم فى وضع لبنات حل هذه القضية التى طال أمدها وتحولت الى بعبع وكابوس يغلق منام كل السودان.وأنى على ثقة بأن يتفهم قادة حركة العدل والمساواة معانأة أهل دارفور التى طالت ويضعون حدا لالام أهلها..والذين طالبوا من القاهرة نائبه بالسلام. abdelgafar elmahadi [[email protected]]