[email protected] تدخل البلاد فى الشهور القادمة فى واحدة من اهم مراحلها التاريخية الحديثة وذلك بدخول الفترة الزمنية لنهاية اتفاقية السلام الشامل التى حقنت الدماء المتدفقة فى البلاد فى اطول حرب اهلية مرت على القاره الافريقية والعالم اجمع، أيضاً يطل علينا من زاوية اخرى الاستفتاء لحق تقرير مصير شعب جنوب السودان كحق فرضته اتفاقية السلام الشامل صار بموجبه الخيار لاهل الجنوب ليختاروا الوحدة ان شاءوا اوالانفصال الذى تفصلنا عنه اشهر معدودات لنصبح فى دولتين لكل واحدة منها حدود ودستور يختلف عن الاخرى فى الشمال والجنوب ، ولكن مايثير الدهشة هو إن الشريك الاكبر فى السلطة المؤتمر الوطنى الذى مارس انقلاب انتخابى على الشعب للمرة الثانية وإسترد سلطته عبر التزوير الذى لاتُخطًئه العين والعقل فى كل انحاء البلاد اذا استثنينا الجنوب وجنوب النيل الازرق اللذان لم يستطع المؤتمر الوطنى أن يحدث فيهما إختراق بفضل وجود القوة المتمثلة فى الحركة الشعبية لتحرير السودان التى عملت على أن تكون الانتخابات للتغيير الحقيقى خاصة فى النيل الازرق، ونحن اذا نقترب من الاستفتاء لحق تقرير المصير نلاحظ بين الفينة والاخُرى المحاولات التى يقوم بها المؤتمر الوطنى لتصعيب خيار الانفصال لشعب الجنوب وذلك بتصوير جنوب البلاد بعدم الامن والاستقرار الذى يمكن الدولة من حكم ذاتها ولكن هذا مالا يجعل من الوحدة خيار جاذباً بل العكس تماماً شعب الجنوب يتجه بكلياته الى أن يقيم دولة منفصله تماماً عن الشمال العنصرى الطارد والذى يمارس الاقصاء بكافة انواعة ،ويتضح ذلك جلياً فى الحملة النازية التى يقودها ما يسمى بمنبر السلام العادل الذى يتبنى دعايات مشينة تذكرنا بسياسات الفصل العنصرى التي انتهجها البيض فى جنوب القارة والتى عرفت ب(ابار تايد) وهى ذات الدعاية التى يتبناها المؤتمر الوطنى بطرف خفى ويحمى مروجيها امثال الطيب مصطفى (خال الرئيس).........! الذى يطل علينا بمقولة شهيره وهى سنسلم السودان موحداً كما وجدناه ولكن هيهات تصريحات الرئيس لن تجعل من السودان بلداً واحداً لان البشير فى عهده شُنت على الجنوب حرب عنصرية باسم الدين. وحكومة اللانقاذ هى من اكثر الحكومات التى اذاقت شعب الجنوب الامرين ، وليس شعب الجنوب فحسب انما كل الشعب السودانى الذى تذوق ويلات الانقاذ ولم يستطع ان يفعل شىء لاجل التغيير بفضل سيطرة الانقاذ(التدمير)!على كل المفاصل بلا تحديد حتى إشتعلت الحرب فى دارفور والتى وصل بها الامر الى التدخل الاممى فى قضايا الاقليم الذى اكتوى بظلمات الانقاذ والتى كان اخرها مجزرة سوق المواسيربالفاشر ، الجنوب مقبل على اهم فترة فى تاريخه الحديث وحتماً سيتجه نحو خيار الانفصال لان كل المؤشرات تدل على ذلك . ولكن حكومة الشمال المتمثله فى المؤتمر الوطنى تريد أن تجعل من الاستفتاء لحق تقرير المصير زريعه لاثارة الفتنة والقلاقل وسط الجنوب وبدأ الاعلام المملوك للدولة يصور لشعب الجنوب إن الاوضاع فى الجنوب أيله للحروب وعدم الاستقرار والصحف الصادرة فى الخرطوم تؤكد ذلك ،هذا من جانب . أما من الجانب الاخر فإن المؤتمر الوطنى بدأ فى التصعيد خاصة فى القضايا التى يمكن أن تؤجل من عملية الاستفتاء كالتلويح بالديون السودانية البالغ عددها 32مليار دولا ر والتى يطالب الوطنى باعفائها من المجتمع الدولى او اقتسامها الى نصفين مع الجنوب ..! وخيراً فعل الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم الذى رفض ذلك الامر وقال: ان الديون استخدمت فى الحرب على الجنوب وأنا اضيف له ان الديون أسُتخدمت فى الحرب على جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ودارفور واستخدمت تلكم الديون لمصالح افراد ولسيت الدولة السودانية . وايضاً من المحتمل أن يقف المؤتمر الوطنى ضد ترسيم الحدود كما هو الحال فى قضية أبيي التى بدأت تستعر نيرانها من جديد ،كل ذلك بفضل تاجيج الصراع من قبل المركز ولكن على الوطنى أن يعلم جيداً إن أى خطوة لتصعيب حق الجنوبيين فى الذهاب الى الاستفتاء ستقود البلاد الى حرب ضروس لاتبقى ولا تزر خاصة وإن نيران دارفور مازالت مشتعلة حتى لحظة كتابه هذة الاوراق والافضل لحكومة المركز أن تقف مع الجنوبيين فى الفتره القادمة لترجيح خيار الوحدة عبر الاعمال الجادة فى الجنوب وعبر الحوار الهادف لضمان استقرار السودان كدولة موحدة لان الحكومة فى المركز لن تستطيع أن تواجه حرب ثانية غير التى فى دارفور وإذا اشتعل الجنوب حتماً ستلحقة جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وحينها سيكون الوطنى فى مواجهة المجتمع الدولى فيما يخص المحكمة الجنائية الدولية ، وعدم اعترافه بدولة الجنوب التى سيعترف بها العالم اجمع وسيواجه القوي السياسية الداخلية التى ستنقسم الى مجموعتين الاولى تفضل النضال المسلح كما هو الحال فى دارفور والثانية تفضل النضال السلمى ، هذا إن لم تتحول غابات الاسمنت فى الخرطوم الى خنادق لإسقاط النظام الشمولى الجاثم على صدر شعوب السودان البريئة طيلة ال(21 سنة )الماضية والتى انهارت فيها كل مقومات الدولة وتحولت الدولة السودانية الى دولة الحزب الواحد ‘فضلآ عن اندثار القيم والمعارف التى كان يتميز بها السودان عن الدول الاخرى فى محيط القارة السمراء فالافضل لحكومة المؤتمر الوطنى التى ستتحمل كل الاوزار التاريخة التى ستلطخ جبينها الاسود اصلاً أن تسعى بكل قوتها لتجنيب البلاد حرب قادمة بدعوى تصعيب الانفصال على الجنوب وان انفصل الجنوب سيواجه الوطنى ضغوط عديدة لان المشورة الشعبية للمناطق الثلاثة تطل براسها على الاحداث فى الساحة السودانية . ولا ننسى قضية دارفور والجنائية وتحريك دول الجوار المتضرره من الانفصال للملفات النائمة مثل قضية اغتيال حسني مبارك وستعود الدائرة من جديد . -- fisal saad directer of information and communication SPLM- northern Sector mob: 0922703341