الكاتب الأستاذ الفاتح يوسف جبرا وهو غني عن التعريف لكل الشعب السوداني في مقالاته الساخرة والتي تعبر عن ما يجيش في عقول الشعب السوداني وتحت عنوانه : ساخر سبيل ، والتي يتناول فيها مواضيع من صميم إهتمامات المواطن السوداني وفي قالب ساخر جاذبة للقراءة وفي جميع الصحف والمنتديات لإنها تعبر فعليا عن آلام ومعاناة ومايقاسيه الشعب السوداني وهي القلب النايض لما عجز عن تحقيقه المواطن وذلك بسبب الكبت والحرمان وفوهة البندقية التي مازالت مصوبة علي صدور المواطنين منذ 30/6/1989، إضافة إلي الرقابة القبلية لإجهزة الإعلام وما يفعله مقص الرقيب. نود أن نشرك محبي سودانايل في هذه المقالة لأنها تدق جرس الإنذار لتدهور بنية أخلاق الشعب السوداني أمام وعلي مسمع ومرأي من السلطان ، فإن كان مقدورا علي العودة بالإقتصاد إلي أيامه الخوالي فهل يمكن أن نعود بإخلاقنا إلي سابق عهدها والتي كانت ماركة وعلامة مميزة للشعب السوداني علي إمتداد العالم كله؟ نشك في ذلك ما دامت فوهة البندقية مُصوبة نحو الصدور، ومع ذلك فإن الشعب السوداني والحادبين علي القيم والمثل والسلوك والأخلاق يحتاجون لوقفة متعمقة لدراسة أسباب تدهور الأخلاق لهذه الدرجة وكيفية الخروج من هذا المستنقع الآسن ، هل هنالك أمل، أم علينا أن لانحلم بعالم جديد لأن مسئول في الحلة غير الله إنعدم؟ فإلي المقال والذي وصلني عن طريق الإيميل: بدأت الإستعداد (السنوية) لمباريات ما يعرف بدورى (الشريف) وقد أفردت كثير من الصحف الرياضية والفنية والإجتماعية عدداً من الأخبار والتحقيقات التى تلقى الضوء على الإستعدادات التى يبذلها (اللاعبون) لخوض هذا الدورى ذو الجوائز (الدولارية) والحوافز (الهائلة) التى لا يمنحها المنظمون بسبب (العلاقات الشخصية) لا سمح الله ولكن بسبب الأداء المتميز فى (المستطيل الأحمر) ! تقول الأخبار أن الدورى والذى تجرى منافساته فى ملعب الشريف بمدينة (مادوغرى) النيجرية قد أراد له المنظمون هذا العام أن يكون دورى (أشبال) بعد أن سئم الجمهور والمنظمون للدورى من أداء (الشجر الكبار) واللعيبة المحترفين الذين أصبح أداءهم يتميز بالبطء والعادية نسبة لعامل السن والترهل والسمنة المصاحبه لذلك . وقد أفادت الأخبار أن دورى هذا العام قد أراد له المنظمون أن يكون دورى (شبابى ملتهب) ومن أجل ذلك فقد بعث منظمو الدورى بمناديب ووسطاء و(كشافين) ذو (أعين فاحصة) يجوبون أنحاء العاصمة والأقاليم بحثاً عن اللاعبين الموهوبين (صغار السن) الذين لم يسبق لهم اللعب (دولياً) أو حتى إقليمياً ويستحسن (الخام) الذين لم يسبق لهم اللعب (من أساسو) إلا فى (مراكز الشباب) أو برامج (نجوم الغد) ! تقول الأخبار أن مناديب (دورى الشريف) بقومون هذه الأيام بعمليات الفحص والتمحيص والترشيح ثم عقد (المقابلات الشخصية) للاعبين فى أماكن بعيدة عن أعين المتطفلين والصحف والأعلام حيث يطلب من (اللاعب) القيام بفقرات توضح مهاراته فى (الإستحواذ على الكرة) والمقدرة على تسجيل الأهداف من (أى حته) فضلاً عن مهارته فى (المحاورة) و(تبويظ) أعصاب لاعبى الفريق الآخر وفى نهاية المقابلة يطلب منه تسليم (سى دى) تحتوى على سيرة ذاتية (مصورة) حتى يقوم بالإطلاع عليها منظمو المنافسة . ونسبة لما بثته بعض المواقع الإلكترونية لتسجيلات تمت فيها تغطية مباريات ذلك الدورى (فى الأعوام الماضية) تلك التسجيلات (المرئية) التى تبرز صورة (الشريف شخصياً) وهو يصافح اللعيبة المتميزين (بالأحضان) وينثر عليهم آلاف الدولارات ويقوم بإهدائهم بعض (الشيكات) وفاخر العربات فقد أصبحت أمنية كل (شبل واعد) هو أن يتم تسجيله ويصبح مؤهلاً للسفر إلى (مادوغرى) واللعب فى (دورى الشريف) ولذلك فقد إمتلأت الصحف بتصريحات اللعيبة من شاكلة : - والله نفسى بس العب فى دورى الشريف إن شاء الله بعد داك أعتزل - لمتين نحنا نلعب فى الدورى المحلى ده ؟ - والله الما لعب فى دورى الشريف ده قالو ما لعب ! - فيها شنو لمن نكتسب خبره و(إحتكاك) بالفرق الخارجية ! سيداتى آنساتى سادتى .. قريباً جداً ومن إستاد ولاية (مادوغرى) النيجيرية تنقل لكم وسائل الإعلام وبصفة خاصة (موقع اليوتيوب الأسفيرى) تفاصيل مباريات (دورى الشريف) والتى يقوم بتنظيمها والإشراف عليها ومباشرتها حاكم الولاية – شخصياً - ! هذا الدورى (السنوى) الذى يتم تحت بصر وسمع (العالم كلو) ما عدا السلطات المسئولة لدينا والتى يمكن أن تقيم الدنيا ولا تقعدها إن قام أحد (اللعيبة) فى إحدى (الساحات الشعبية) المغمورة بإرتداء بنطلون يشك فى أنه غير مطابق للمواصفات (الشرعية) ! - هل يدري الإتحاد العام (للكرة) لدينا بهذه التعاقدات المشبوهة فى هذا الدورى الذى أصبح مسلسلاً تزكم رائحته الأنوف ؟ - وهل يعلم ذوو هؤلاء (اللعيبة) بما يحدث فى هذا (الدورى) من (ألعاب خشنة) قد تؤثر فى مسيرة هؤلاء اللاعبين المستقبلية ؟ - هل يسافر المدعوون للعب فى (الإستادات) التى يرتادها الآلاف من المواطنين .. أم يتم اللعب فى ( صالات مغلقة)؟ - ما هو دور (سفارتنا فى أبوجا) فى ما يحدث؟ أم أنها تشاهد هذا (الدورى) و(تشجع اللعبة الحلوة)؟ كسرة : بدل العالم ده كلو يتفرج فينا .. كان الحكاية غلبتكم أدو (الشريف) ده فيزاء خلوهو يجى هنا ! وبلاش فضائح !! بس الحكاية مش غلبتم وبس ، هم ما فاضيين لي حاجات تافه زي دي ، همهم الأول الكرسي ثم الكرسي ثم الكرسي مرفقات : رابط إليكترونى لفديو يوضح مجريات (الشوط الأول) فى إحدى مباريات (دورى الشريف) فى أحد المواسم السابقة : http://www.youtube.com/watch?v=33epz1A0yug sayed gannat [[email protected]]