بسم الله الرحمن الرحيم رسالة مفتوحة إلى الدكتور/ نافع على نافع وضعية المستقلين في ظل التشكيل الحكومي الجديد في البدء ، إذا ما نظرنا إلى وضعية المستقلين في مجملها نجدها ظاهرة صحية أفرزتها ظروف أكثر واقعية لاعتبارات موضوعية ذات منحى إيجابي على كافة الأطر ، ففي الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى المستقلين بأنهم مجرد (متفلتين) نجدهم في منحى آخر قدموا خدمة جليلة في مسعى لتأكيد معنى التعددية في وقت انسحبت فيه سائر القوى السياسية خاصة التقليدية وتبقت القوى المستقلة لتضفي شرعية نوعية منشودة لضمان سير العملية الانتخابية في ثوب من التعددية ولولا المستقلين لتبقى المسرح السياسي خالٍ من القوى السياسية ماعدا حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتعين عليه خوض غمار الانتخابات بدون المستقلين وكأنما حزب المؤتمر الوطني يعقد جمعية عمومية قاصرة على عضوية الحزب المعتبرة فحسب ، لكن – والشيء المؤسف- أن يُنحى في التعامل مع المستقلين وكأنهم مراقبين يحضرون هذه الجمعية العمومية (الانتخابات) فحسب ؛ إذ يكون من الظلم والحيف المبين قد وقع حيال هؤلاء المستقلين ، لأن حتى الآن مما يؤخذ على حزب المؤتمر الوطني أنه يحاول في مسعى للحوار والتفاوض مع تلك الأحزاب وخاصة التقليدية منها متناسياً أنها قد خذلته إبان العملية الانتخابية جراء انسحابها وهذا فيه نسب للفضل إلى غير أهله (المستقلون) . وكان من باب أولى أن يشرع حزب المؤتمر الوطني في الحوار البناء مع المرشحين المستقلين شاكراً إياهم على مسعاهم الحميد وموقفهم الوطني الايجابي إلى جانب إخراج العملية الانتخابية بشكل يفيد معنى التعددية ، ومن المؤسف أن ينظر إلى هؤلاء المستقلين بأنهم مجموعة (خارجة- متفلتة) لأن لولا المستقلين لفقدت العملية الانتخابية شرعيتها جراء فقدان مظهر التعددية . نعلم أن معظم هؤلاء المستقلين تقدموا باستقالتهم من حزب المؤتمر الوطني وترشحوا على وجه الاستقلال وهذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على أن حزب المؤتمر الوطني فعلاً ( حزباً عملاقاً ) وبالتالي يرفد قيادات عملاقة في فكرها وطرحها إلى الدرجة التي تنوء بها فرص الترشيح داخل مظلة هذا الحزب (الرائد- العملاق) فنتاج طبيعي أن تجد هذه القيادات طريقها إلى الاستقلال كي تترشح خارج كليات هذا الحزب ، وهذا لا يمت إلى التفلت والخروج بأي صلة وإنما هذا دليل عافية وصحة بما يؤكد عملقة هذا الحزب وهذا لأول مرة يحصل في تاريخ القوى السياسية السودانية بأن يكون هناك حزب تصله درجة نضج قياداته إلى الدرجة التي تضيق فيه كليات الترشيح لاستيعاب هذا الكم الهائل من ذوي الخبرة والتجارب والكفاءات القيادية وإذا لم يحسم هذا الأمر بقدر عالٍ من الحكمة والموضوعية حتماً سيقود لتحقيق ظاهرة ( التفلت ) معنى ومضمون . والقراءة الصحيحة لمجمل هذه الوضعية (وضعية المستقلين) في ظل تنامي الأحداث في الوقت الراهن بطول وعرض السودان ، تقود إلى أهمية إيلاء هذه الوضعية مزيد من الاهتمام بالجلوس مع جميع المستقلين مع قيادة الحزب على مستوى رفيع وياحبذا مع رجل المرحلة القوي (د.نافع على نافع) ؛ لأن نخشى من أن يوكل أمر المستقلين إلى غير ذلك فتشوب مسيرة التفاوض مع المستقلين شائبة قصر النظر التي تعقد الأمور أكثر مما هي عليه ، لأن الجلوس مع (الدكتور نافع) شخصيا بحكم صفته التنظيمية السياسية في الحزب وبإعمال صوت العقل والحكمة يتم تسخير جهود هؤلاء المستقلين بما يفيد العباد والبلاد وما أحوجنا إلى ذلك في ظل الظروف الراهنة لأن لا نريد أن نكون قلوبنا شتى وتتفرق بنا السبل وصاحب العقل يميز الأدوار عند تعدد المراحل في ظل تنامي التحديات المستقبلية . أ. علم الهدى أحمد عثمان محمد 00249910677716 – 00249923881105 [email protected]