قال صحفيون إن صحيفة سودانية أعلنت يوم الاحد أنها ستتوقف عن الصدور لمدة أسبوع احتجاجا على الرقابة الصارمة التي تفرضها السلطات في الوقت الذي تم فيه حظر خمس صحف سودانية. وأعيد فرض الرقابة المباشرة قبل الصدور على صحيفتين الشهر الماضي كما شكت أربع صحف أخرى مساء السبت من زيارة قامت بها قوات الامن السودانية لها حذفت خلالها عدة صفحات من محتواها. وقال فايز السليك القائم بأعمال رئيس تحرير صحيفة أجراس الحرية المناصرة للحركة الشعبية لتحرير السودان التي وقعت مع الحكومة عام 2005 اتفاق سلام أنهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب ان الصحيفة ستتوقف عن الصدور لمدة أسبوع احتجاجا على الرقابة المباشرة قبل الطبع. ولم تتمكن صحيفة أجراس الحرية من طبع نسختها يوم الاحد لليوم الثالث على التوالي بينما لم يسمح لصحيفة الميدان الحليفة للحزب الشيوعي السوداني بالطبع. وقال محمد الفاتح مدير التحرير التنفيذي لصحيفة الميدان ان المطبعة تلقت أمرا بعدم طباعة نسختها وقال ان السلطات السودانية فيما يبدو انزعجت من تحقيق صحفي أجرته الصحيفة عن اضراب للاطباء. وقال صحفيون من ست صحف مستقلة أو معارضة لرويترز ان صحفهم تلقت زيارات مباشرة من قوات الامن التي قامت بفرض الرقابة عليهم مساء السبت. بينما قالت صحف أخرى انها تلقت اتصالات طلب منهم خلالها عدم نشر أخبار عن أنباء بعينها من بينها اضراب الاطباء احتجاجا على الاجور وظروف العمل أو عن المحكمة الجنائية الدولية ما لم تكن منقولة عن مصادر حكومية. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير العام الماضي بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال التصدي للتمرد في اقليم دارفور بغرب السودان وهى تهم ينفيها الرئيس السوداني. ولم يتح الحصول على تعليق فوري من قوات الامن السودانية. وشهدت الانتخابات السودانية التي أجريت في ابريل نيسان مقاطعة المعارضة ومزاعم بانتشار التلاعب وانتهت باستمرار حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير في السلطة بعد فوزه بأغلبية كبيرة. ومنذ ذلك الوقت شنت السلطات السودانية حملة على الحريات السياسية والصحفية. وحصلت الصحافة السودانية على قدر من الحرية بعد اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام 2005. لكن حرية الصحافة عانت بسبب تصاعد التوتر مع المحكمة الجنائية الدولية والازمة الانسانية في اقليم دارفور التي نتجت عن نزوح ما يقرب من مليوني شخص عن ديارهم. ومن المقرر أن يجرى استفتاء مهم في الجنوب في يناير كانون الثاني بشأن استقلال الجنوب عن السودان. وتعرض الصحفيون في الجنوب شبه المستقل للتحرش مع اعتقال السلطات للعديد منهم.