سعاده وزير التربيه والتعليم / ولايه كسلا مضى زمان علينا انا وانت ومن هم من جيلنا والجيل الذى سبقنا كانت حكومه السودان تتحمل نفقات تعليمنا حتى الجامعه وكان الدخل القومى لحكومه السودان يومها يتمثل فى القطن والصمغ العربى وبعض المنتجات الزراعيه الاخرى . لم يكن لدينا بترول او ذهب وكنا بالرغم من ذلك محل اهتمام الدوله . وكنا لا نملك شىء غير حقيبه الكتب المصنوعه من الدموريه او الدبلان وابن ميسور الحال كانت حقيبته من الكاكى ( استاك بورد ) او ( الترلين) . وكانت اداره المدرسه تخصص اليوم الاول لنظافه المدرسه واليوم الثانى للكشف الطبى حيث تاتى الى المدرسه عياده متحركه تتكون من طبيب ومساعد طبى وممرض ومعمل كامل للتحاليل الطبيه وبعد الكشف يتم صرف الدواء لمن كان مريضا حسب قرار الطبيب ( مجانا ) وبدون بطاقه تامين صحى . وفى اليوم الثالث يتم صرف الكتب المقرره والكراسات واقلام الرصاص والمسطره والاستيكه والريشه والسنه التى يتم تركيبها على الريشه للكتابه بالحبر . ويتم يوميا تحضير الحبر ويوضع فى محابر خاصه لا اراها الان ويبدو انها قد دخلت المتاحف . وبعد صرف الكراسات والكتب يتم صرف الجلاد ويشرف ( ابو الفصل) على تجليد وتغليف الكراسات والكتب , سعاده الوزير اننى اشفق عليك . انت فى ورطه ليس واحده ولكنها عشرات هى اتدرى لماذا ؟ وزاره التربيه الان تعانى من نقص فى المعلمين المؤهلين . تعانى ندره فى الكتاب المدرسى . تعانى نقص حاد فى الاثاثات . تعانى نقص فى وسائل التدريس .. اختفت من خارطه المدينه معاهد التأهيل التربوى . اختفت بالمدارس حصص الرياضه ماعادت الوزاره تؤمن بان العقل السليم فى الجسم السليم . اختفت مكتبه المدرسه العربيه والانجليزيه . اختفى منشط الجمعيه الادبيه لم تعد ذات اهميه . اختفت كراسه المدونه الطبيعيه . . اختفت المذاكره مساءا بالمدرسه . لقد اشتريت كتب الصف الثامن من مكتبه خاصه بالسوق ( تجاريه ) فقد قال لى ابنى ان الكتب موجوده بمكتبه (......) بسوق كسلا . وذهبت مساء نفس اليوم ووجدت ويا للدهشه كل المقرر ليس للصف الثامن فحسب بل لكل الفصول من الاول اساس وحتى الثامن اساس . وسألت نفسى سرا وحدثتها كيف تحصلت هذه المكتبه التجاريه على الكتاب المدرسى وفشلت وزاره التربيه والتعليم بالولايه فى الحصول عليه ؟ ولماذا لا تشترى الوزاره الكتب من هذه المكتبه وتوزعها على المدارس . . واطل سؤال اخر طرح نفسه بشده ماذا يفعل الفقير والمسكين واليتيم ؟ من لهم غير الله . واذا تكرمت سعاده الوزير بحضور طابور الصباح فى بعض المدارس داخل المدينه او فى اطرافها سوف تجد اطفال هم اشبه بالاشباح تكاد تحسب ضلوع احدهم وقد ترى ما تحت الضلوع فهولاء هم المساكين ابناء المساكين الذين لا ياكلون غير( السخينه ) و( الدكوه) او كسره بالمويه والملح . وسوف تجد من الاطفال من اتى المدرسه وليس لديه ( حق الفطور ) كيف لهذا ان يستوعب وهو يتملل جوعا ؟ وما خفى اعظم . سعاده الوزير تحرك نحو المدارس لترى بعينك ولا تكتفى بالتقارير لتكن عينك وسمعك هو تقريرك ادخل الفصول سوف يقف التلاميذ ( قيام ) قل لهم ( جلوس) ثم اطلب اخراج كتاب واطلب منهم القراءه سوف تسمع العجب . هل تصدق سعاده الوزير ان طالبا اسمه (طه) ولكنه قد كتبه ( طاها) تذكر سعاده الوزير بانك ابن هذه الولايه والناس الان ينظرون وينتظرون ماذا انت فاعل بفلاذات اكبادهم . من الجالسين على البروش والمفترشين الارض ومنهم الجالس على ( جالون ) يحضره معه من المنزل لانهم فى المنزل لا يملكون غير قليل من ( العناقريب) انك فىورطه سعاده الوزير واسال الله ان يوفقك فى اداء امانه التكليف . ونحن نريد ان نرى يصماتك واضحه . فانت اب قبل ان تكون وزيرا وكل تلاميذ الولايه ابناؤك وبناتك . وفقك الله عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا