تضاربت الانباء الوارده وبعض التصريحات من رموز الحزب الاتحادي الديقراطي "الاصل" حول المشاركه في الحكومه الجديده بين التأكيد والرفض .. فبينما اكد محمد الحسن الميرغني "نجل مولانا" عضو هيئة القياده ورئيس قطاع التنظيم بالحزب اكد علي عدم مشاركة الحزب في الحكومه الجديده حيث اسهب في المعوقات وعدد الاسباب التي تمنع المشاركه وركز علي عدم ضمان خيار الوحده بين الشمال والجنوب كأكبر معوق وحجر عثره امام المشاركه .. في اشاره الي ما ذهب اليه رئيس الحزب "مولانا " بعدم التفريط في سنتيميتر واحد من تراب الوطن .. وفي المقابل شدد الاستاذ حاتم السر الناطق الرسمي باسم الحزب عدم مشاركة الحزب في اي حكومه تعزز من فرص الانفصال وتؤجج نيران الانقسام بين القوي السياسيه علي حد تعبيره .. الا انه ترك الباب مواريا امام المشاركه حيث اكد علي ان قرار الحزب النهائي سيعلن بعد اجتماع مرتقب بين لجنه من الحزب الاتحادي "الاصل" ولجنه من المؤتمر الوطني مما يؤكد بروز اتجاه قوي للمشاركه وفرضية مشاركة الحزب في الحكومه يسعي اليها المؤتمر الوطني بشده .. ذلك لأن الحزب الاتحادي "الاصل" رقما قياسيا صعبا لا يمكن تجاوزه .. وعملاقا علي الساحه السياسيه السودانيه .. وبالرغم من ان الحزب قاطع الانتخابات الاخيره ولم يشارك فيها لاسباب مكشوفه ومعلومه للقاصي والداني والتي عبر عنها مرشح الحزب الاستاذ حاتم السر .. بأنها لن تكون حره ونزيهه وشفافه .. ومزوره بكل تأكيد .. والتي شابتها العديد من "الاخفاقات المطبوخه" بين الوطني والمفوضيه والتي كفلت للوطني نسبه معتبره من مقاعد البرلمان والمجالس التشريعيه .. بعد ان كان الشارع السياسي معبأ ومهيأ لتكرار سيناريو انتخابات العام 1986 الا ان اسلوب الوطني "القذر" في المناوره السياسيه اجبر الحزب "قياده وقاعده" علي عدم الخوض في معركة محسومه مسبقا لصالح الوطني .. بل وذهبوا الي ابعد من ذلك بعدم الاعتراف بنتائجها ومع ذلك تأتي بعض الاصوات المناديه بالمشاركه في الحكومه .. اذ كيف يمكن للحزب ان يشارك في "جريمه" اقصد حكومه ذات تاريخ سئ وسمعه ملطخه ومعزوله اقليميا ودوليا ؟ والادهي وامر .. كيف يمكن للحزب ان يشارك مع المؤتمر الوطني الذي ظل طوال اكثر من عقدين من الزمان يترصد الحزب ؟ في محاوله بائسه منه لاضعاف قوة الحزب وقاعدته .. وظل يترصد قياداته الرشيده والقدح في وطنيتها واخلاصها للوطن وما اعتقال الاستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب قبل بضع سنين ورفاق دربه المناضلين والمكافحين "سلميا" بتهمة "التخريبيه" المفبركة من جهاز امن الدوله الا واحده من سيناريوهات الوطني ضد خصومه ظنا منه انه بذلك العمل الجبان ستنكسر ارادة الحزب وقواعده الجماهيريه ولم يعي الوطني ان مثل تلك التصرفات الرعناء ستزيد من التفاف الجماهير حول الحزب وتزداد القياده اكثر صلابه ومتانه من ذي قبل وهل الحزب يتحمل وزر ما اقترفته ايادي الوطني في حق البلاد والعباد .. وكما هو معلوم اصبح السودان علي مفترق طرق حيث بدأت تلوح في الافق وباحتمالات كبيرة جدا انفصال الجنوب تلك الكارثه التي طبخها "المؤتمر الوطني" جيدا مع "الحركة "الشعبيه" في المطبخ "الامريكي ثم ان مشكلة دارفور ما زالت قائمه ولم تراوح مكانها والتي هي الاخري من صنع الوطني والمنشقين عنه "اولاد الشيخ السبعيني" بالعدل والمساواة .. وشرق البلاد في وضع متأزم للغايه وهناك حاله من التذمر والاستياء من قبل اهل الشرق علي سير تنفيذ الاتفاقيه المبرمه مع الحكومه وبرزت بعض الاصوات المناديه بانفصال الاقليم اسوة بالجنوب .. ثم ان القنابل الموقوته التي وضعتها نيفاشا علي خاصرة الوطن والتي اتمني الا تنفجر ويسلم منها السودان وهي المشوره الشعبيه لجبال النوبه ووضع جنوب كردفان والنيل الازرق وابيي .. كلها ازمات حقيقية من صنع الوطني الذي اصبح بحاجه لمن يتحمل معه اخطائه التاريخيه هذه وبعد كل الذي ذكرته انفا والذي هو بكل تأكيد معلوم لدي قيادات حزبنا الرشيده والواعيه تماما لحال البلاد .. يبقي هناك سؤال مهم .. الا وهو .. ما زال منكم نفر كريم يدعوا للمشاركه في هذه الجريمه مع الوطني الذي يريدكم بجانب تحمل الاخطاء التاريخيه معه .. يريدكم طوق نجاة لهم بحكم موقعكم السياسي السامي والرفيع في "التجمع والمعارضه" وبحكم السمعه الطيبه التي يتمتع بها الحزب وقياداته وجماهيره بالداخل والخارج ثم ماذا لو واصل الحزب مشواره النضالي الطويل الذي بدأه عقب انقلاب "الجبهجيه" "المؤتمرجيه" حاليا والذي لم تنتهي اسبابه بعد .. تلك الاسباب التي قادت الحزب لقيادة المعارضه وتكوين كيان "التجمع الديمقراطي" المعارض بحنكة واقتدار "مولانا" ونفر كريم من قوي المعارضه .. حتي تكون شوكه اخري في خاصرة "النظام" حتي يظفر الحزب "بشرف" المشاركه في تشييع "النظام" المتهالك الي مثواه الاخير شرف الدين عبدالله الزاكي .. النرويج