يعتبر (الإحترام) أسمى شعور يكنُه الإنسان لغيره الإنسان نتيجةً لموقف الأخير من موضوعٌ ما، أو طريقة تعبيره عن وجهة نظره، أو أخلاقه. بل و قد تمتد (الليستة) ليتضمن طريقة اللبس، أو المظهر العام أو حتى طريقة المشي و الأكل ...و ما شابه ذلك! و لكن كثيراً ما تقابل شخصٌاً يقول لك مثلاً: أن هذا الرجل قد فقد إحترامي بفعلته هذه! بمعنى إنه كان يحترمه، و لكنه لن يحترمه بعد اليوم لما فعله أو لموقفه من قضية معينة! قادني إلى هذه المقدمة الكلام (الفاضي) الذي كتبه كاتب الإنتباهة إسحق أحمد فضل الله بتاع (في ساحات الفداء) في عموده آخر الليل يوم الخميس الماضي. فقد فقَد هذا الرجل إحترامي لأسلوبه المخادع و كذبه المتعمد و طريقة كتابته المملة و الغير (جادي) و هو يكتب في آخر الليل (فعلاً) ما حلم به في النهار! ويجوز لك أيها القارئ الكريم سؤالي: فهل كنت أحترمه فعلاً قبل ذلك؟ نعم، كنت أحترم شكله و خاصةً رأسه (الشايب)، كما كنت أحترم موقفه (موقف جريدة الإنتباهة) الداعي لفصل العرب المسلمين عن بقية السودان! ففي رأيي (الشخصي)، هذا الموقف جدير بالإحترام لإنه يعبِر عن موقف العرب المسلمين و (خاصةً) الذين يقطنون إلى جهة الشمال في السودان. فلينفصلوا عن بقية السودانيين و المسلمين الغير عرب! هذا حقهم! و الآن لنأتي إلي موضوع كتابتي لهذه الأسطر؛ فقد (حلم) إسحق فضل الله في آخر ليلته أن "الحركة الشعبية تعلن (أمس) في الصحف و في جوبا اليوم إتجاحها من الإنفصال إلى (حكومة فيدرالية)"!!! و حاول في التدليل على ذلك بقصة مشهورة (عندهم) في الشمالية عن زوجة تراجعت عن موقفها بدعوة أن (سيدها) الحسن هو الذي يجذبها أو يدفعها نحو الزوج (العامل فيهو ما فاضي)! طبعاً إسحق يقصد، بل كتب (بالحرف) أن الحركة الشعبية لتحرير السودان الآن يقودها سيدها الحسن نحو الشمال للتوحد معها!!! و الشمال (إذا كان هو الإنتباهة و نعامها) "يمثِل فيهو ما فاضي للوحدة"!!! و الحقيقة هي أن نائب رئيس نظام الجبهة الإسلامية قاد وفداً (يوم الخميس) من مئة عضو إلى جوبا بغية إجراء لقاءات مع قادة حكومة الجنوب و حكام الولاياتالجنوبية بقصد (رشوتهم) بمشاريع وهمية، بموجبها يقومون (المسوؤلين الجنوبيين) بإقناع الشعب الجنوبي بالتصويت لصالح ما يسمى بالوحدة الجازبة! هذا هو ما حلم به إسحق فضل الله! فمن هي بربكم، الزوجة التي يقوم (سيدها) الحسن بدفعها نحو الزوج (المتكبر)؟ الجبهة الإسلامية القومية أم الحركة الشعبية لتحرير السودان؟ واقع الأمر أن إسحق و أخوانه (النعام) يعلمون جيِداً أنه ليست الحركة الشعبية لتحرير السودان هو الذي سيحسم موضوع فصل عرب الشمال و مسلميه عن الجنوب! فقد (حسم) عرب الشمال و الجلابة أنفسهم هذا الأمر منذ العام 1954م عندما (قرروا) رفض الفيدرالية صيغةً للحكم في السودان، بل و ذهبوا إلى أن السودان دولة للعرب و المسلمين! و لأ يحق لغيرهم حكمها أو حتى تمثيلها في وزارات معينة (يسمونها هذه الأيام) بالوزارات السيادية و ما أدراك ما السيادة! فالفيدرالية أو حتى (الكونفيدرالية) صيغة غير مطروحة من الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ بل طرح الحركة الشعبية لتحرير السودان هو: الوحدة الوطنية المبنية على العدالة و المساواة لكل المواطنين من غير تفرقة في الدين، الجنس، اللون، الثقافة أو الجهة! أما الجنوبيين _ (و ليست الحركة الشعبية لتحرير السودان) _ فكل التوقعات تشير أن نسبة ال 95% أو أكثر تؤيد الإستقلال الكامل عن السودان القديم. و لأ أظن أن إسحّقاً ينتظر مني أسبابأً للتدليل على ذلك. فالمشكلة إذاً ليست الحركة الشعبية لتحرير السودان و من خلفها الحسن أو الحسين! المشكلة هي خيبة أمل الإنتباهة، كتابها و نعامها! فإن دل الحملة المنظمة التي تقودها الجبهة الإسلامية و من وراءها الإنتباهة،و الSMC ، و آخر لحظة ضد الجنوب و الحركة الشعبية على شئ، فإنما يدل على حقدهم الدفين ضد حرية و إستقلال شعب جنوب السودان. فمنذ توقيع إتفاق نيفاشا، ظلت الإنتباهة تنبح بعدم جدوى التعايش مع الجنوب الغير عربي و الغير مسلم تارةً، و أن الجنوب لن يقدر على حكم نفسها تارةً أخرى! فماذا تتوقع من الجنوب تجاه من يرموهم بالوثنية و ما شابها من تعالي الجلابة؟ فليعلم إسحق فضل الله أو غيره، أن الجنوبيين اليوم غير جنوبيين 1947م، لن يقبل الجنوبيين بغير السودان القائم على العدل و المساواة، و إلا فلن يثنيهم عن الإستقلال خزانات و لأ آبار مياه ليسوا بحاجة لها أصلاً. فلهم من المياه ما يكفيهم و يزيد. أما شركات جهاز أمن الجبهة التي إختارتها الجبهة الإسلامية لتقوم إنابةً عنها بتنفيذ هذه المشاريع الوهمية، فليكن في علم الجبهة الإسلامية أن الجنوب و ربها ستكون لها بالمرصاد. بل ليعلم الجبهة الإسلامية أن أي يد يمتد إلى حق تقرير المصير لجنوب السودان، ستقطع بلاء تردد. Akumthok C. Akumthok [[email protected]]