أعلنت الحكومة رفضها لأي شروط مسبقة قبل انطلاق المفاوضات التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة لتحقيق السلام بدارفور. في الوقت الذي كشفت فيه «4» حركات مسلحة منضوية تحت مجموعة خارطة الطريق عن رفض السلطات القطرية ل «20» من قياداتها الميدانية مغادرة الدوحة التي تنحصر جولة المفاوضات فيها بين الحكومة وحركة التحرير للعدالة. وقال رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر ل «الأهرام اليوم» قبل توجّهه من الخرطوم للدوحة لحضور الجلسة الافتتاحية صباح اليوم بفندق شيراتون، قال إن وفده المكون من «30» شخصاً أبلغ الوساطة القطرية والدولية رفضه المسبق للشروط. ورداً على سؤال الصحيفة بخصوص وجود مجهودات مبذولة من أجل إقناع حركة العدل والمساواة بالرجوع إلى منبر الدوحة، قال إن الحكومة غير معنية بهذا الموضوع وأوقفت التفاوض مع الحركة بعد مواقفها المتشددة، وأبدى تفاؤلاً بخصوص أن يمضي التفاوض مع حركة التحرير للعدالة إلى الأمام استناداً على الاتفاقيات السابقة معها. من جانبها أطلقت حركة التحرير للعدالة نداءً لكل حركات المقاومة الدارفورية للالتحاق بمفاوضات السلام في الدوحة. وقالت الحركة على لسان المتحدث الرسمي باسمها عبد الله مرسال: «قبل بدء الجلسة الافتتاحية للمفاوضات صباح اليوم واستعراض الأجندة نتوجّه بالنداء لحركة العدل والمساواة وكل مكونات المقاومة الدارفورية أن تشارك في هذه المفاوضات». غير أن مرسال لمّح إلى أن حركته لن تربط موقفها ومصيرها بحركة العدل والمساواة التي تجري معها اتصالات مستمرة وضغوط لإلحاقها بمنبر الدوحة. وقال مرسال ل «الأهرام اليوم» من الدوحة إن الجولة الحالية من المفاوضات ستناقش ملفات السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والسلم والعدالة والتعايش والشؤون الإنسانية، داعياً الحكومة إلى إبداء الجدية اللازمة لإنهاء معاناة أهل دارفور. وكشف المتحدث باسم حركة التحرير للعدالة عن التحاق حركة إسماعيل ريفا من مجموعة خارطة الطريق التي يسعون لإقناعها بالاستمرار بالتفاوض في الدوحة. لكن «4» حركات مسلحة منضوية تحت مسمّى خارطة الطريق وموجودة بالدوحة أعلنت عن مقاطعتها لجلسات التفاوض. وذكر نائب رئيس حركة العدل والمساواة الديمقرطية محمد يوسف خاطر ل «الأهرام اليوم» من الدوحة أن الأسباب في موقف تلك الحركات يعود إلى أن الوساطة رفضت مقترحاً بجعل التفاوض في مسار واحد يشمل كل الحركات المسلحة، غير أنه أشار إلى تمسُّك الوساطة بمسارين ورفضت اقتراحاً ثانياً بإنشاء مسار ثالث للحركات الأخرى. وكشف خاطر عن رفض السلطات القطرية ل «20» من القيادت الميدانية الموجودة بالدوحة مغادرتها بحجة عدم حصولهم على موافقة الحكومة السودانية لإرجاعهم إلى الميدان، ووجّه هجوماً لاذعاً على الوسيط الدولي جبريل باسولي ووصفه بأنه رجل عسكري وليست لديه عقلية سياسية وخبرات كافية للتعامل مع المشكلات المعقدة مثل قضية دارفور خصوصاً وأنه لم يتلقَ التعليم الجامعي. وقال خاطر إن أكبر خطأ ارتكبته الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي هو إسناد ملف دارفور لرجل لا يمتلك مقدرات الحل ولا يعرف أسباب المشكلة ويجهل الحركات ويتعامل وفقاً للرؤية الحكومية، ودعا إلى حل مشكلة دارفور عبر مشاركة كل مكوناتها وحركاتها.