هل كان لابد من ان تغيب هكذا تاركة هذا الفراغ الشاسع في كل الفجج والاماكن وحتي المقعد البرلماني الذي ناضلت من خلاله طيلة فترة عطاءها في اروقة الحركة الشعبية لتحرير السودان ظل شاغرا لانها كانت ملئ الجغرافيا والتاريخ وحضورا مرتبا في مفاصل القضايا التي تخص انسان الهامش السوداني فكانت بمثابة كوة الضوء التي انارت الطريق امام المهمشين وبالاخص الاكثر تهميشا وهم شريحة النساء ولذا ظلينا نقول بان فقد انسانة بقامة المناضلة ليلي اجود الونج لهي خسارة كبري لجماهير البسطاء من ابناء وبنات شعبي المسحوقين خاصة اهلنا بمنطقة شمال اعالي النيل الذين سحقتهم الة الجبهة الاسلامية ونهبت خيرات ارضهم وسلبت ممتلكاتهم واراضيهم تحت مسميات عدة تارة تحت مسمي جمعية الانقاذ وتارة اخري مؤسسة موفق الخيرية واحيانا اخر المنظمات المزيلة بمفردة اسلامية كل هذه الجمعيات والمنظمات قد مارست ادوار غير اخلاقية ولا تمت الي الاسلام بصلة بل كانت تفرق بين الناس وتعمل لاجل منافع شخصية بحته ولا ينكر ذلك الا مكابر ,وفي فجاءة سريعة خرجت الينا الجبهة الاسلامية بمشروع نهب رسمي تحت مسمي مشروع الامن الغذائي وكان يستهدف انسان المنطقة الشمالية تحديدا وكان هذا واضحا للعيان وتحت اشراف صلاح الين محمد احمد كرار عضو مجلس قيادة الثورة (الجبهة الاسلامية)؟ وكان الهدف هو تغير جذري في التركيبة السكانية وخلق ملاك جدد بدعم من الحكومة مع اقصاء السكان والملاك المحليين , وبذا تتحقق امانيهم بتشريد وتفريغ المنطقة من اهلها الاصليين وان بقيت بعضية منهم لكن بدون مشاريع زراعية والقلة منهم لا يستطيع ان ينجز برنامج الزراعة وغيرها ذلك لعزوف البنوك عن التمويل الزراعي وهذه احدي السياسات المصاحبة للبرنامج الابدال والتغير , ولكن لم تكن تلك هي اخر مشروعاتهم الاقصائية بل مورست ايضا في منطقة فلوج الغنية بالبترول ولازلنا نذكر ما قاله احدي قيادات النظام ايام افتتاح حقول البترول في المنطقة حيث قال بانهم بحاجة الي مواطن مواكب يعني بالواضح اهلنا الدينكا ديل المواطنيين الاصليين لا يصلحون وربما لا يفلحون في لبس العقالات عشان كدا لابد من مواطن مواكب ومن هنا جاءت فكرة قري السلام لتوطين جماعة مواكبة برغم من ان القدر هو الذي جعل الدينكا سكانا لتلك الجغرافية ولكن الفكرة فشلت فشلا ذريعا الا ان الجبهة استطاعت وببرأعة ان لا توفر فرصة عمل واحدة لأي من سكان المنطقة الاصليين (الدينكا) وحتي السواقيين والمساعدين كان يتم تعينهم خارج منطقة شمال اعالي النيل ,من ثم يأتون الي الحقول في بذة العمالة الاجنبية لا فرق بينهم والصينيين , وكانت هذه بعضية من معاناة انسان شمال اعالي النيل ولاجل هذا جاءت الرفيقة ليلي ومن اجل حقوقهم ناضلت فكانت مثال للمرأة المناضلة الكادحة التي حصدت لذاتها المعرفة وانجزت لنفسها المرتبة الرصينة واعطت الكثير لمجتمعها مما جعلها تحس بالرضا بما ظلت تقدمه لرفعة انسان شمال اعالي النيل ففي الفترة التي كانت شمال اعالي النيل بلا اصوات كان صوتها بمثابة النسمة العطرة التي حلت علي سماوات المنطقة بالبشر والترحاب في حين راي الاخرين في صوتها نشاز لانه كان الصوت العالي الذي شنف الاذان باهازيج السلام والبشريات هكذا كانت الراحلة ليلي اجود الونج فقد استطاعت ان تؤسس لمدرسة متفردة قل ان يجود الزمان بامثالها انها لفقد عظيم للمجتمع السودان وللحركة الشعبية وللشرائح المستضعفة ولانسان شمال اعالي النيل بصفة خاصة ذلك لان المنطقة لم تسمع اصوات رجالية تصنت لها الاذان في البرلمان القومي ناهيك عن اصوات نسائية لكن جاءت ليلي لتسكت الخشامات السياسية وتقول ان هناك من يدرك الحقيقة ويدافع عنها بعقلية مرتبة لاجل اللايضيع حق هذا الشعب المقهور وهكذا مضت رافعة صوتها لاجل ان تتدحرج عجلة التنمية مسافة تسمح بازاحة المعاناة عن كاهل انسان المنطقة فكانت هي الاولي امتياز علي مر التاريخ في منطقة شمال اعالي النيل رجالا ونساء ولكنها رحلت عنا تاركة مسافة صامتة دليلا للغائب الباقي ولذا كان لابد من ان نقف قليلا بل استثنائيا لانها رحلت فجائيا الي عوالم اخري عمر يوسف نقور جوك ايوا