بربكم ... لا تبتروا أباكم الوطن –شعر سليمان عبد التواب إهداء إلي الأخ الأستاذ / السمؤل خلف الله وزير الثقافة وقد أستحق هذا الترقي بما قدم للثقافة والمثقفين من قبل أن يستوزر . عسى أن يجد في هذه المشاعر ما يستحق تحويلها إلي كورال يصدح به عدد من فناني السودان في إطار مشروع شامل للنفرة الثقافية من أجل وحدة السودان . إلي الأخت الأستاذة / إستيلا قايتانو وقد استطاعت أن تنقل الجنوب للشمال بإبداع قصصي متميز . عسى أن تواصل جهدها لتحقيق الأنصهار والانتصار . إلي الأخ الأستاذ / عادل الباز وقد ظن أن القطاع الدبلوماسي نائماً وما دري أنه يتقلب في جمر المعاناة في صمت . ونهمس له أن الصلاة بها الجهر والسر وكذا أوقات عملنا تنحصر ما بين الظهر والعصر . مع إعطاء صحيفة الأحداث أَولوية النشر الكامل لهذا العمل دون حصرية . أخوكم / سليمان عبدالتواب الزين بربِكُمْ ... لا تبتروا أباكم الوطنْ عالجوا جِراحَه ببرِكُمْ أصنعوا دوائَه بصبرِكُمْ وعجلوا شفائَه بحبكُمْ وأزرعوا بأرضه طقوسَكُمْ شجنْ برِبكُمْ .. لا تبتروا أباكم الوطنْ إجمعوا كُجوركُمْ شيوخَكُمْ سيوفَكُمْ قبوَركُمْ لتسبق الزمنْ قد أجمعوا بحكمة تقول : من عالج الجراحَ بالجراح قد أبدل الشفاءَ بالوهنْ بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطنْ ********** كم كان وجهُهُم حزين الرثُ والأطفالُ والزمنْ ساعةَ الغروبِ في أويل يجهشون بالبكاء والعويل وكان الشرقُ في توتيل يخوض في المناحة : حي وب كيف يقتلوا؟ كامل صحيح كيف يقطعوا ؟ رأيه السديد كيف يهملوا ؟ تمدد الجنوبُ والشمال في المساحة وأطلقوا الحداءَ ساخنَ الزفير : والله الحدود زي ما الجدود رسموا وتنقطع اليمين للخانوا أو قسموا أبشر يا أخوي أهل الجنوب حسموا نتقاسم رزقنا ونرضا بالقسموا ********** تدافع الجميعُ بالدواء أمنحو أباكم الشفاءْ بالدعاءْ والوفاءْ والقرآن والكجور والأنجيل من قال واحد وتر كمثل من بُتر بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطن جميعكم ببركم تجاوز (الزعل) وأزعن القياد تحول العبوس عند وجهه سُعاد وكان حال نطقه تجاوز العذاب : لا تجعلوا الأطفال (يلعبون) بالتراب فكيف بالكبار يسرعون بالخراب ؟! وكيف بالكبار يهرعون للسراب ؟! وكيف يفصلون الأرض والسماء ؟! وكيف ينكرون الداء والدواءَ؟! بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطنْ لا تمنحوا أطفالكمْ إعاقةَ الحَزَن لا تورِثّوا أحَفاَدكُمْ أشْلاءَ من وطنْ قد ورَثوا أجدادُكُمْ على مدي الزمنْ سودانَكَم موحداً يقاوم المحنْ فكيف تعجزونَ ؟!! بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطنْ ********** الآن تملكون بالشعور إِنتماء لله والوطن الآن تمزجون الطينَ بالدماء بناُئكُم وطنْ الآن تبدعون من تعدد الألوان لوحةَ الإخاءْ في الله والوطن الآن تفهمون بالتمحيص والبلاءْ ما قيمةَ الوطنْ الآن أزرعوا رماَحكُمْ مسافة السماءْ وأشرعوا سلاحَكُمْ لبازر العداءْ بمثل ما تقمَّص الجدودُ بالحياة كبرياء قد أنبتت قبورُهُمْ سنابلَ الرخاءْ فكيف تنبتون الباباي حنظلاً ؟ وكيف تبدلون بالدماء ماءْ ؟ ********** سيكتب التاريخُ فوق سِفركمُ لكل جيل من بقايا نسلِكُمْ أنكم من وحدَّ السودانَ وأنكم من أنقذَ الإنسانَ تائهاً مشتَتَ المكان بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطنْ لا تبتروا السماء والتراب والمطر لا تبتروا الإنسان في عروقه إرتحلْ من الصحراء للغابات والسهول والقمر بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطن وغيركم يُجمِعُ الشتات لا تبتروا أباكم الوطن وبعضكم لبعضِكم هبات من غيركم يكمل الرحيل للجهات جنوبكم شمالكم وشرقكم بغربكم تُكمل الصفات بربكم .. لا تبتروا أباكم الوطنْ ********** تقمص التمساحَ روحُ جدناِ الزمنْ تلقف التمساحُ ساقَ ذلك الدخيلَ وأطلق الأطفالُ صوتَهم للنيل " شليل وينو؟ خطفوا الدودو شليل وين راح ؟ خطفوا التمساح وغاب جدُكُمْ في بطن نيلكم هنيهة وعاد يحمل البخورَ والكجورَ والطقوسَ والعروسَ ومضغةَ الفؤاد يزيل من قلوبكم ضغينَة الحروبِ والخطوبِ والرمادْ ويعلن الزواجَ والخضابَ والمعاد ْ