في هذه الأيام و الشهور القليلة الباقية من عمر استفتاء شعب الأماتونج المناضل ,تعلوا الأصوات والصيحات المطالبه بوحدة التراب السوداني عبر حديث يستغرب منه الكثير من ابناء جلدتنا الزرقاء ويبعث في نفوسهم الغضب , تجسد في المظاهرات التي عمت الجنوب و الدول الافريقية المجاورة و التي عبرت عن الشعور القومي الجنوبي الذي يطالب منذ امد بضرورة قيام دولة الجنوب الحرة . الحقيقة المرة ان عقول الجلابة و فلسفتهم لم تتغير تجاه الجنوب ,فلا يمكن محو الحقائق و وقائع المظالم التاريخية التي توشمت في ذاكرة الجنوبيين بكلمات من ورق تستخف بالعقول , لقد تغير العالم و تبدلت المفاهيم و أصبح المواطني الجنوبي أدري بحقوقه السياسية و الاجتماعية و لا يمكن أخذه علي حين غرة -وقد صدق باقان اموم في تعبير عن هذا الشعور- لقد شارك هذا المواطن طوال سنوات الحرب قادتهم و أعتبروا محاربة الجلابة معركة قومية كانت الارواح الغالية و الأغنام و المواشي و الحبوب وقودا لهذه الحرب . ان شعبا بهذا الصنف من الوعي و القوة لا يمكن ان يخطيء في قرار مصيره وليس ضعيفا كما يصوره الجلابة في كل سانحه وجدت بالتشكيك في مدي مقدرة الجنوب علي ادارة الدولة المرتقبة و هذا بطبع ناتج من المخاوف الاقتصادية التي قد تصيب الشمال بعد موت مشروع الجزيرة وفقدان عائدات النفط الجنوبي...ومن جانبنا.. يكفي ال25 عاما صمودا في وجه دولة طاغية صبت كل شيء وجد في السودان لمحاربنتا... و حالفنا نصر الاحلام و المقاصد في نيفاشا. المدرك لرغبة شعب الاماتونج يدرك بكل وضوح ان وحدة السودان كان وهما ولا يزال وهم يراود الشماليين أكثر من غيرهم ... لا أجد تفسيرا لهذا (الوهم) هل هو حبا في استمرارية التسلط وزيادة الألم و تعميق الجراح في الجسد الجنوبي ؟ أم هو حقا نابعا من قلب - ان وجد قلب- خائف علي وحدة السودان بكل قوزقوزحية التناقض؟! . في اعتقدي .. انه فقط حملة دعائية من انقاذي القصر لتسكيين خواطر موطني الشمال الوحدويين الصادقين الذين يشاركون اخوانهم في الجنوب في ايجاد وحدة جديدة شاملة علي اسس جديد. وكون كلمة خيانة مرادف للانقاذ فان هولاء لا يحبذون ان تلصق خيانة السودان لهم رغم انهم هم من شتل الجهويات و الحروب الدينية في السودان , و الان يقطفون ثمارها ألما. اخواني لقد دني الوقت ولا يمكن لأحد حجب ضوء الحقيقة,نملك القوة و الارادة في تقرير مصيرنا بكل الوسائل .. وبسبب ذلك كان حق تقرير المصير بندا مقدسا في اتفاقية نيفاشا , و قد حاربنا من أجله شمال الجلابة كله ويجب علينا ان نترجمه الي حرية حقيقة تجسدا في الدولة .. دولة الجنوب الحرة .... صراحة لن نبكي السودان كثيرا .. انه دولة لا تمثلنا فالتاريخ يثبت ... لا أحد من قادة هذه الدولة فكر في احترام معتقداتنا الروحية و الثقافية ,بل وجه الينا كل أنواع العسف الديني و أصبحنا فيء المسلميين علي مر تاريخ هذه الدولة. بني جلدتي .. ان تصويتك لانفصال ليس فقط انتقام سياسي, ولكنه ترجمة لنضال هذا الشعب الذي قاوم المصائب و جبروت قوم الصحراء الي هذه اللحظات الحاسمة .. لنري ثمرة الدماء التي سكبت من أجل هذا الوطن و الشعب... لنضع الحد لانتهاك حريتنا ونهب ثرواتنا لدعم مشاكل العرب في كل بقاع وجد... انني أري ضرورة دعم اخوننا في افريقيا السوداء بجزء من مالنا... وليس فلسطين و حماس العرب!!. لقد عشنا من أجل الحرية وسف نموت من اجلها... مواطن درجة أولي في دولة أولي لنعش أحرار نصنع النور كم مات منا ..كم قتل قادمون اليك بكل جنون نضع المجد نصبا حولنا غير الظنون هل سمع العدو ام مازالوا نائمون!!!!!! . Wien Miayom [[email protected]]