أكثر من أربعة أشهر أهدرت في الدوحة في أكبر تجمع لثوار دارفور نتيجة منهجية المحاصصات العرقية والقبلية والتشبث بالرئاسة والأمانات الهيكلية داخل أروقة حركة التحرير والعدالة لإدارة التفاوض. هكذا فرضية، أن التعاطي السياسي حصرياً للقبائل الأفريقية ومستبعداً عرب دارفور لقلة الحنكة السياسية أو لوصفهم جزافاً بأذرع النظام القهري في أقبح تشرزم وممارسة إقصائية قد يضعف كثيراً قضية السلام في دارفور. التركيز حول كيفية المعالجة السياسية والأمنية للأزمة السودانية في دارفور وإغفال الشق الإجتماعي والإقتصادي بإنتمائه العرقي والقبلي للقطاعات والحركات الثورية يرغمنا للتحدث عن الولائية وبعيداً عن الأطماع الإقليمية. تفضيل الولائية على الإقليم الواحد بدارفور مع إغفال ذكر إتفاقية أبوجا، مما يؤكد إستبعاد فكرة الانفصال الأحادي. إذن حل أزمة السودان في دارفور تستوجب نقلها لحلها في الإطار السوداني العام، بمشاركة جميع القوى السياسية والمدنية والاجتماعية برقابة ثورية. وعسكرياً أي تحرك من قبل إحدى الحركات الراغبة للإنضمام في العملية التفاوضية السلمية دليل قاطع لممارسة الإقصائية برفض الآخر جهوياً. وهكذا شبهة سياسية من الصعب إكتشافها في الحوارات العادية لإفتقار حركة التحرير والعدالة المكون الميداني. وخضوعها للعمل جنباً إلى جنب مع أجهزة النظام القهري، تحت مرأى ومسمع الدولة المضيافة الراعية والوسيط الدولي واليوناميد لقتل الثورة. والأدلة كثيرة أحدثها حبس قيادات خارطة الطريق من مغادرة الدوحة للرجوع إلى الميدان والعودة من جديد لولايات دارفور لرؤية الوضع على الأرض، ليست بدواعي التسلية وإنما بغرض التعرف على جهوزية جيش الجبهة الشعبية الديمقراطية والعدل والمساواة السودانية وتنسيق العمل المشترك مع الحركات الميدانية. حول إتفاقية نهائية للسلام المرتقب في دارفور بتسوية سياسية تجب ما قبلها "أبوجا". ولا أحد يذكرني بالوضعية الدستورية في ظل حكم الإنقاذ الشمولي والساعي لكونفدرالية يفرغ بها محتوى إتفاقية نيفاشا. فإن المصلحة الوطنية بأن الحكومة تعرقل عملياً المفاوضات في الدوحة بنظرة دونية حتى لا تصل إلى تسوية سلمية متروك لها وحدها. وأما ما يفيد الثورة الدارفورية قبول الآخر في وحدة منهجية وأجندة مشتركة لجميع الحركات المتمردة. فحذار الإبتعاد عن الإقصائية الجهوية من أجل التعايش السلمي القبلي لرتق النسيج الإجتماعي الولائي والإقليمي. المهندس/ علي سليمان البرجو عد الفرسان/ نيالا 971506521662+ Ali Alberjo [[email protected]]