لاشك ان ماحدث فى غزه قد هز ضمير كل انسان ليس فى المنطقه العربيه وحدها وانما على نطاق العالم والشعب السودانى بحكم روابطه مع اهل غزه وهو شعب عاطفى فقد ادمى قلبه ماجرى لاطفال غزه وجميل ان نتفعال مع ماحدث فى غزه فتسير المسيرات وتجمع التبرعات ويسافر الاطباء ...ولكن مايحير اننا لانجد هذا التفاعل مع ما يحدث فى السودان فمثلا لقد عانى اهلنا فى الجنوب من ماسى حرب الجنوب فلم تخرج مظاهره واحده تطالب مجرد وقف هذه الحرب ولم اسمع بمن تبرع لاطفال الجنوب المنكوبين الذين التقطت امريكا بعض منهم متعاطفه معهم ....ومايجرى فى دارفور قد ذرف عليه العالم الدموع بسخاء وسيرت المظاهرات وجمعت التبرعات فى كل انحاء العالم تطالب بالسلام فى دارفور باستثناء السودان الذى دارت على ارضه فصول هذه الماساه!!! وليست القضيه عنصريه كما سيتبادر لبعض الاذهان التى اصبحت تلون الاشياء ورد الفعل على احداث المناصير او كجبار او العيلفون او بورتسودان تنفى تماما عنصرة المساله وتشير الى اننا نعانى من مشكلة ما فمستوى تفاعلنا مع احداثنا وماسينا يتضاءل امام تفاعلنا مع مايحدث فى العراق او فلسطين او مصر وحتى اعلامنا يتقدمنا فى ذلك وقد رايت النساء فى مشاهد فى التلفزيون يتبرعن بكميات من سبائك الذهب ورزم من الدولارات لاهالى غزه وهن يذرفن الدموع مدرارا بينما على اطراف امدرمان وفى احياء انقولا والشيخ ابوزيد وحكومه دقست وقانون مافى ستجد هذه النسوه من يعانى اكثر من اطفال غزه ولو ذهبن للشرق او دارفور حيث معسكرات اللاجئين (الذين تطعمهم منظمات الاغاثه)لماتن كمد من سؤء احوال اطفالنا هناك ...والنفس دائما اولى من الصاحب وحتى ديننا يحثنا بان اهل البيت اولى بالطعام من الغير والاقربين اولى بالاعانه من الاغراب ان مشاكلنا اكبر بكثير من مشاكل غزه وكل من تابع الغزو الاسرائيلى شاهد العمران الفخم الذى يزينها والطرقات النظيفه المسفلته التى تبز شوارع ارقى احياءنا وقد اندهشنا لمستوى المستشفيات ومعداتها المتقدمه وكميات عربات الاسعاف المؤهله لقد حدثتنى احد المعلمات بان وزارة التربيه طلبت من كل مدرسه ان يتبرع كل فصل فيها بمبلغ (120 جنيها) فى يوم غزه واضافت المعلمه ان الطالبات فى ذلك اليوم تركن وجبة الافطار لينفذن اوامر الوزاره وهن فى امس الحوجه لهذه الوجبه لضعفهن وهزالهن بينما تفيض اجسام اطفال غزه صحه وحيويه ونعمه اننى اتمنى من هذه الوزارات والمنظمات والاتحادات التى قادت حملة غزه ان تقود وبنفس المستوى حمله للتضامن مع اطفالنا فى دارفور ومع الشماسه فى شوارع الخرطوم ومع الجوعى فى حى كرور كما ارجو من اخواتنا اللائى تبرعن بالسبائك الذهبيه ورزم الدولارات ان يتبرعن وبنفس الحماس والانفعال لاطفال المايقوما ولليتامى والمعوقين من ابناء شعبنا وللطالبات الجائعات فى الداخليات ولطفلاتنا المشردات فى طرقات المدينه ان مثلنا مثل الذى يحترق منزله فيترك اطفاله الجوعى فى بلاماوى فى الطريق ليتصدق عليهم الآخرين ويذهب لبيت جاره ليبكى ماساة جاره ويضمد جراحه ويطعم اطفاله !!! محمد الحسن محمد عثمان قاضى سابق