ابراهيم داؤود . كباشى الامين العربى هاشم خليل هذه الاسماء سوف تظل خالده بمدينه كسلا فقد كانوا مصدرا من مصادر العلم والتعلم . ثلاثتهم كانوا اصحاب مكتبات عامره بكل انواع المعرفه وفوق هذا وذاك كانت هذه المكتبات تشكل منتديات ادبيه وسياسيه وعلميه مكتبه المرحوم ابراهيم داؤود عرفت باسمه وعرفت مكتبه كباشى بدار الفكر ومكتبه المرحوم هاشم خليل عرفت بمكتبه دار المعارف . كانت مكتبه كباشى الامين العربى خاصه من اهم المكتبات بسوق كسلا ليس ذلك لندره الكتب الموجوده بها فحسب ولكنها كانت منتدى للصفوه من مجتمع كسلا يلتقى بها يوميا جمع كريم من الاطباء الاختصاصيين وجمع من الشعراء والاداريين والمعلمين وكل صاحب ذوق رفيع او فكر جاد وكان يقود كل هولاء محافظ المديريه المرحوم حسن دفع الله ويطرح يوميا موضوع من الموضوعات الشائكه التى تحتاج اعمالاللفكر والذهن للنقاش . ويستفيد الجميع من المحاضره التى تقدم من احد الحضور عى الهواء مباشره . تعرفت على العم المرحوم كباشى الامين فى وقت متأخر . ولكن ظلت صورته وصوته الوقور وتوجيهاته الابويه ماثله امامى لم تفارق ذهنى صورته وهو يتحدث عن الاسلام فى احد الايام ومحاوله مقارنه النظام الاسلامى بالانظمه السياسيه المعاصره . قال لى الرجل يا ابنى الاسلام تتمثل فيه كل الانظمه السياسيه المعروفه فى العالم وسالته كيف يكون ذلك ؟ قال لى يا ابنى لنآخذ الصلاه مثال لذلك ... وفغرت فاهى .. فقال الصلاه يا ابنى يتمثل فيها النظام الدكتاتورى و الاشتراكيه والديمقراطيه ... ظننت ان الرجل قد اصابه مس فقلت كيف يجتمع الثلاثه فى الصلاه .. فقال بصوت وقور ... يا ابنى الامام فى الصلاه واحد وهذا يمثل النظام الدكتاتورى ... ويقف الناس لاداء الصلاه صفوفا المدير الى جانب الخفير وهذه هى الاشتراكيه فالناس هنا سواسيه فى الصفوف ... اما الديمقراطيه تتمثل فى انه يجوز لاى شخص يقف فى الصفوف خلف الامام ان يصوب الامام متى ما اخطأ وهذه هى الديمقراطيه . لم اناقش الرجل كثيرا لاننى احسست بجديه الرجل وايمانه القاطع بما توصل اليه . وكباشى الامين العربى صاحب مكتبه الفكر كانت الاجتماعات ابان ثوره اكتوبر والمواكب تتحرك من امام مكتبته العامره بالعلماء . بل نبعت فكره قطار الموت المتجه من كسلا الى الخرطوم من مكتبه دار الفكر . مكتبه كباشى الامين العربى وقد تلاشت المكتبات بوفاه الرواد الاوائل حيث اصبحت المكتبات الان تهتم بالادوات المكتبيه واختفى القراء وما عاد الكتاب رفيق او خير جليس خاصه فى جيل اليوم الذى لا هم له غير صحف كره القدم والالغاز . فقد سالت طالب بجامعه من جامعات كسلا هل قرأت كتاب الايام . فقال لا . قلت له هل سمعت بالدكتور طه حسين قال لى هل يعمل الدكتور طه حسين بصحيفه الايام ؟ انقبض قلبى وطفرت دمعه من عيونى ... مات جيل وراح جيل فى ستين الف داهيه . وما عادت حتى المدرسه تهتم بالمكتبه ولا عاد الطلاب هم الطلاب ... سجاره وسفه وقزازه ببسى وواحده من اليمين وواحده فى الشمال . رحم الله العم ابراهيم داؤود والعم هاشم خليل والعم كباشى الامين العربى ... رحلوا ورحلت معهم المكتبات الى الدار الاخره وما عادت بكسلا مكتبه تؤم الناس او يؤمها الناس . عبد الله احمد خير السيد المحامى /كسلا