في الاسبوع الماضي كتب مرتضى جعفر الخليفة مقالا بعنوان ( صحافة التسرية والمناصحة – مصطفى البطل نموزجا ) ، ولا بد ان يكون المقال قد اطرب كثير من القراء – وانا واحد منهم – فيما اغضب عددا اكبر من القراء من معجبي الصحفي الاشهر مصطفى البطل . اعتقد ان مرتضى قد كان قاسيا في حكمه على مصطفى البطل ، فلا يمكن لذي بصيرة او – حتى غير ذي بصيرة – ان ينكر ان مصطفى البطل – لاادري اين كان يختفي هذا الرجل كل هذه السنوات – ان التاريخ سيكتب انه – مع آخرين - قد ارتقى بالصحافة السودانية الى مستوى لم تبلغه من قبل رغم طول التجربة الصحفية في السودان . انني اشعر بالغيرة – واعتقد ان مرتضى جعفر كذلك – من عدم انشغال قلم بارع ومقروء مثل الذي يملكه مصطفى البطل - بالقدر الكافي- بالحديث عن امهات القضايا التي تواجه البلاد كالتي اوردها مرتضى جعفر ، وهناك الكثير الذي يمكن اضافته اليها ، ولكنه يبقى مجرد شعور بالغيرة لا اكثر ولا اقل ، وهذا هو السبب الذي لم يجعلنا – مرتضى جعفر وانا - نطلب من كتاب مثل جعفر عباس ( ابوالجعافر ) ولا هيثم كابو ان يخاطبان هموم الناس دون حديث الهرج والكرة والطرب كما يفعل مرتضى مع مصطفى البطل . اعتقد ان لكل كاتب الحق في ان يختار المواضيع التي يتناولها ، واسلوب المعالجة للقضايا التي يطرحها ، ولا اعرف معنى لكلمة ( الوصايا ) على الكاتب اذا قلنا بغير ذلك . لا يذكر مصطفى البطل الا ويذكر معه الكاتب البارع فتحي الضو ، وقد اضحيا معا مثل محمد الامين ومحمد وردي في السبعينات ، فقد كنا – نحن جيل السبعينات - نعتبر الاعجاب بهما معا كالجمع بين اختين – اي لا يمكن ان تكون من معجبي ابو الامين وفي ذات الوقت من معجبي وردي - تماما كما لا يمكنك ان تشجع المريخ والهلال في آن معا ، وكنت انا - لسبب يعلمه الله وحده - اشجع الاضعفين جماهيريا - المريخ وابو الامين ، وقد لاحظت – كما لابد ان يكون قد لاحظ غيري ايضا – ان القراء ينقسمون في اعجابهم بين مصطفى البطل وفتحي الضو . فيما يجد كثير من القراء – مثلي - متعة في حديث التسرية والترفيه ( دون المناصحة ) لمصطفى البطل ، فان كثيرن آخرين – مثلي ايضا - مغرمين لدرجة الهوس بكتابات فتحي الضو الذي جعل من قلمه سلاحا لمنازلة نظام الانقاذ اللئيم والذي يقف من خلف كل البلاوي التي نعيشها طوال العشرين سنة الماضية ، فما عاد الوطن هو الوطن ولا عاد الناس هم الناس . ارجو ان يخيب مصطفى البطل ظني فلا يسلط قلمه في حق مرتضى جعفر – فمصطفى لا يتفوق الا على نفسه في حديث الذم لمن يقول في حقه كلمة ، ولعله يقرأ ما سطره مرتضى جعفر بعين الرضا . سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر