قبل يومين سير شباب الحركة الشعبية فى و لاية فكتوريا باستراليا مسيرة من اجل عملية تقرير المصير و الإستفاء الذى سيجرى فى 11 يناير 2011 و قد تجمع عشرات من أعضاء الحركة الشعبية و رفعوا مذكرة للحكومة الاسترالية تطالبها ان تدعم عملية الاستفتاء و الوقوف مع الخيار الذى سوف يختاره أهل الجنوب رغم إن الشعارات المرفوعة جميعا تدعوا الى انفصال الجنوب و تأسيس دولته المستقلة و قد خرج شباب الحركة الشعبية ينآدون بتطبيق اتفاقية السلام الشامل و رفض مراوغات حكومة المؤتمر ألوطنى التى بدأت تتحدث عن إن عدم اكتمال ترسيم الحدود سوف يعطل عملية الاستفتاء و يعتبر ذلك نكوص بالاتفاق رغم ان هناك نصا صريحا فى الاتفاقية يطالب الحركة الشعبية و المؤتمر الوطنى أن يعملوا من اجل إن تكون الوحدة جازبة لإبناء الجنوب و لا يعتقدون أن عدم العمل من اجل الوحدة كذلك هو نكوص بالعهود. الغريب فى الأمر إن كل مكاتب الحركة التى فتحتها فى الخارج أخذت من وقت طويا تروج لعملية الانفصال كأنما الحركة الشعبية قد أسست تلك المكاتب بهدف الترويج للانفصال و محاولة خلق رأى عام يعاضد الفكرة و خاصة فى واشنطن و عدد من الدول الغربية و استراليا و كندا و كذلك جمهورية مصر العربية و أصبحت الندوات و اللقاءات التى تقيمها تلك المكاتب تتحدث بشكل مباشر إن الجنوب فى طريقه لتأسيس دولته الجديدة و اذا تصفحنا كل اللقاءات الصحفية التى أقامها المسؤولون عن تلك المكاتب نج انهم جميعا بالإنفصال و يحاولون ان يجدوا له المسوغات و يقول قيادات تلك المكاتب إن الشماليين " المسلمين" دون تحديد للهويات السياسية يعاملونهم كمواطنين من الدرجة الثانية و يطبقوا على مواطنينهم الشريعة الإسلامية و الغريب تجد تلك التصريحات التأييد من البعض كأن بقبولهم تلك التصريحات يطلقون رصاصة الموت على نظام الإنقاذ وهى حالة ليست وليدة اليوم او جاءت بعد اتفاقية السلام الشامل او ردة حدثت بعد موت زعيم الحركة الشعبية انما حالة من السكوت استمرت منذ أن تكون التجمع الوطنى الديمقراطى وبدأت الحركة الشعبية تطرح قضية تقرير المصير و تجد التبريرات من القوى السياسية الاخرى بانها حق ديمقراطى يجب التأكيد عليه و هذا الحق يحمل سالب و الموجب فى ذات الوقت. من خلال تسير شباب الحركة الشعبية مسيرة ورفع مذكرة للحكومة الاسترالية اتضح حقيقة حجم المؤيدين للانفصال و الذين يجاهرون به بإنهم ليس اغلبية انما يمتلكون الجرءة فى طرح ارائهم بصوت عالى و ممارسة شىء من التخويف غير المحسوس على الاخرين لعدم طرح اراء مضادة لفكرة الانفصال حيث يقول البعض منهم فى كلا الحالتين ان الحركة الشعبية سوف تكون هى المسيطرة على الوضع فى جنوب السودان و هى رسالة تحمل مضامين غير سارة لذلك يتردد البعض فى المجاهرة بارائهم الوحدوية. فى العديد من النقاشات التى تجرى مع عدد من النخب الجنوبية و عندما يطمئنوا إن المجلس أمن دون رقيب يطرحون ارائهم المؤيدة للوحدة و يقدموا مقارنات منطقية بين السودان الموحد و الانفصال حيث دائما فى تلك المقاربات تميل كفة الوحدة كما ان هناك الذين يجاهرون بالوحدة باعتبار إنهم الان هم فى أمان فى دولة ديمقراطية تكفل لهم الحماية من اية تهديدات مستقبلية و هى حقيقة معركة اذا احسن إدارتها بإجماع وطنى سوف تحقق مقاصدها فى الوحدة باعتبار ان الحركة الشعبية ماتزال تحمل البندقية حتى الان و انها تحاول ان تجد لها اجماعا من خلال فوهة البندقية مع سكوت موتى للقوى السياسية السودانية التى لم تحسن المنهج النقدى الذى يجب ان يطال الحكومة و المعارضة على حد سوا. إن القوى السياسة اذا كانت بالامس فى التجمع الوطنى الديمقراطى او اليوم فى قوى الاجماع الوطنى " تحالف جوبا" سميه ما شئت فانها تتحاشى تماما نقد الحركة الشعبية و تعاملها كأنها طفلها المدلل و ليست قوى سياسية تخطىء وتصيب و لكن لانها تعانى من مشاكل تنظيمية و فكرية و قيادية ارهقتها و اضعفتها الامر الذى يجعلها تعتقد ان اية نقد للحركة الشعبية سوف يدفعها فى اتجاه الانفصال حتى اصبحت هناك قناعة عند نخبة الحركة الشعبية ان كل ما تفعله هو الصحيح حتى ولو جاهرت بالانفصال و دعت له اهل الجنوب يجب على القوى السياسية ان تجد لها الاعذار لانها ماتزال تعد الخصم الاول للمؤتمر الوطنى :انما كانت مشكلة الحركة هى المؤتمر الوطنى و ليس ما كتبته قبل وصول المؤتمر الوطنى للسلطة فى منفستو الحركة عام 1983. اذا كان هناك 1% رهان على ان الحركة الشعبية سوف تعمل لصالح الوحدة هو رهان خاطىء ان قيادات الحركة الشعبية قد حسمت امرها و شعارها الان دولة جديدة بعد 11يناير 2011 و لكن الرهان يجب ان يكون على الشعب الجنوبى لان الحركة نفسها غير لا تجزم ان جماهير الجنوب جمعيا مع الانفصال لذلك تجد تتضارب تصريحاتهم و تتناقض مرة يتحدثون عن الوحدة و مرة يجاهرون بلانفصال و مرات اخرى يضعون شروط للوحدة فكل تصريحاتهم تؤكد تماما انهم غير متأكدين الى اين تدور شوكة البوصلة كما ان خروجهم الضعيف فى ميلبون عاصمة ولاية فكتوريا تؤكد تماما حجم دعاة الانفصال و حتى اذا ارادت الحركة ان تخرج مسيرات اكر فان الخروج سوف تتبعه اساليب غير ديمقراطية و سنظل حتى يوم الاستفتاء ندعوا الى الوحدة مع الاخرين حتى لا نندم على وقت ضيعناه دون العمل لها و الله الموفق