جاء يوم شكر الأستاذ عادل الباز. فقد تفرغ منذ أيام لتدبير تكلفة علاج زميل عزير بالقاهرة التي يقضي فيه هو نفسه فترة نقاهة مفروضة. ولما حدثني قبل أيام عن المسألة كانت مكالماته "تتضارب" إلى كل من توسم فيه خيراً. وكان ثابت الجنان بالنظر إلى التكلفة التي تنوء بها الجبال. ولما عدت له باقتراح من بعضنا هنا لفتح باب التبرع بالشبكة قال لي لا لزوم لذلك فالمال وارد بالسترة و على ما يرام. ولما قرأت يوم أمس الأول عن حملة للتبرع بالشبكة للغرض اتصلت بالأخ بكري ابو بكر وقلت له ما أعرفه عن وقفة الباز والتمست منه مراجعة المشفق على زميلنا في جدوى الإعلان. وللباز هوشة جعليين سناهير. وفي القاهرة بالذات. تتدرعه التكاليف من حيث لا يحتسب ويهش لها. وفكرت أنه متى خرج من هذه الهوشة سالماً ان أطلب منه دفع استحقاقاتنا على الصحيفة. . . من القاهرة. فيبدو أن نبيه الخضر يخرج في المؤمنة بأهل الله. وذكرتني مواقفة الهاشة الباشة بما يروى عن جعلي. زاره صديق قديم عزيز. وأكرمه. ولكنه ظل يشعر بالتقصير مهما فعل. ثم جاء يوم سفر الصديق والجعلي في حرجه.. وفي الموقف وفي لحظة "هوش بازية" قال الجعلي لصديقه: "يا فلان علي الطلاق إلا تدور شكلة مع أي زول من طرف وتٌر وتخلي الباقي علي". فأنظر ببسي الجعلي للصداقة والإكرام. بينما يتضور زميلنا الصحفي مرضاً تكلأ ه هوشة الباز تجد اتحاد الصحفيين وشبكة الصحفيين متماسكين الحزز بإنصراف مؤسسي عن مثل تعب زميلنا والباز. وخلاف الاتحاد والشبكة مشروع ولذا قلت "إنصراف مؤسسي" بمعنى أنه لا الاتحاد ولا الشبكة رتب لمال ضائقات مثل التي اكتنفت صديقنا. ولكنني اعترف للاتحاد بأنه استخلص سياسات للتأمين الصحي في غاية المسئولية. وقد كان الاشتراك فيها هو آخر ما قمت به ضحى يوم سفري في عطلتي الحالية. تقتضي الولاية على الصحفيين في الاتحاد والشبكة علاقة أفضل من التباغض الحاصل بينهما. فلا أعتقد أن الدكتور تيتاوي، رئيس الاتحاد، قد وفق في قوله إن الشبكة جسم فالت على الاتحاد وتقع ما بعد الخط الأحمر للمؤسسية. فالحق بالطبع مكفول لاي جماعة صحفية أن تنشأ وتتقاطع اهدافها مع أهداف الاتحاد. فمعسكرات الطلاب السياسية في الجامعات أقدم من اتحاد الطلبة وتتنافس للظفر به. فشبكة الصحفيين ليست جسداً مواز ولا فالت. ولو حسنت النوايا لرآه تيتاوي كجسد حليف. ولكنني عبت دائماً على من يسمون أنفسهم "الصحفيين الديمقراطيين" أنهم يكتفون بمنظمة قاصرة عليهم ويشمخون بأنوفهم على الاتحاد. قلت لهم ذلك يوم اجتمعوا لتدارس مسألة إغتيال محمد طه. قلت لهم إن النقابة هي مطمع كل تنظيم مهني دونها كالشبكة. وينشأ مثل تنظيم الشبكة أصلاً لبلوغ سدة النقابة بكسب جمهرتها لصفه. وليس ماذوناً لمثل الشبكة أن تكون نقابة مهما ضاقت بالنقابة الحالية إلا إذا جعلت من ذلك هدفاً قاصد وشاغلاً يومياً كما فعلت أخيراً بعض الجماعات التي نازلت نقابة المنشأة المعزولة. ولكن التقليد النقابي السوداني لا يقر الأجساد النقابية الموازية. وكانت دائماً حيلة الإنتهازيين فيه. أرجو ان نعتبر في المهنة بعظة هوشة الباز. فقد قل مثلها. بل لاضرروة لها اصلاً متى تواضعنا على زمالة مهنية نتواثق فيها على ما ينفعنا ونتداوس في السياسية . . . بشرف. وقد نبدأ في باب الزمالة بالتأمين الصحي. دعواتي لزميلنا ببلوغ راحة الشفاء أخي الباز: جزاك الله خيراً-- القديمة.