تلفحني ريحُ السموم بلهيبها احترقُ ليتني كنت هناك يلُفَني صمتُ الظهيرة أتدثرُ بشمسها الحارقة اشتاقُ لنسمةٍ لأمسيةٍ مطيرةٍ تعبق برائحة الأرض ليتني لم أفترق وليتني بقيت هناك كي أعشق الوجوم أعشق الصمت العميق في هدأة الليل أشتم رائحة (القطران)* ممزوجا بنباح كلاب العشيرة وصوت المذياع يشدو يغني بحب الوطن (ونعود لك تاني بعد اسبوع)** ويمر اسبوع ولا أعود وشهر ولا أعود وعام مضي وتلته أعوام ثم ألف عام وعام من العطش والظمأ والجوع لتراب بلدي لديار أهلي أنا اشتاق لغبار الطريق يُغبٍّر رجلي فتغدوان قطعة من التراب أطوف بها بين الحارات لا أهدأ ولا أفتر ولا يغشى جسدي الرهق ولا العذاب هناك حيث لا أخشى( الفاقة والعناء)*** وليس في صحرائي سراب فأغدو سعيدا، سعيدا حتى بالهموم ***** بربر عشقي إليك بلا حدود أنت منبع جذوة الحب التليد بقلبي تسكن حواريك منه تستقي الوجود فأنت حياتي وحياة حياتي ونُسُكي و صلاتي ودمت دوما في قلبي المرهق من فِراق ودمت لي الأمل محياي ومماتي أعود إليك فتعتريني النشوة يطوقني حبك فلا أخاف غدر الزمان ولا الملمات هوامش يزعم بعض الناس (عليك الحذر من البائين بربر وبارا) معتقدين بأن أهل بربر وبارا لا يؤتمن لهم جانب وهذا خطل كبير وله من الجانب الآخر أن بربر وبارا بهما نوع من ذكاء وقتها. *القطِران مادة تصنع من الحنظل وتستعمل في دباغة الجلود ولها استعمالات أخرى وكانت تصنع في بربر وفي ليالي الصيف كنت أشتم رائحتها المميزة. ** أغنية ربوع السودان البرنامج الإذاعي الرائع وقد كنّا صغارا نلتف حول المذياع ليلتي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع نستمع لذلك البرنامج الذي كان ينطق عن هوانا. *** مقطع من إحدى مدائح الشيخ عبد الرحيم البرعي. omer eltegani [[email protected]]