ما يستدعى إستغراب حركة التحرير والعدالة هو أن الحكومة والوساطة لم يشكوا يوماً من تعثر العملية التفاوضية الجارية بالدوحة بل عهدناهم فى تصريحاتهم إنهم متفاعلون بالوصول إلى إتفاق سلام نهائى فى دارفور، فإذن لماذا الإستراتيجية الجديدة؟ وما هى الإستراتيجية القديمة؟ فنحن نتسائل عن توقيت هذه الإستراتيجية. لماذا هذه الإستراتيجية الآن؟ ... خاصة بعد أن قال شعب دارفور كلمتهم عبر مؤتمرهم التشاورى الأول والثانى والذى شمل مختلف مكونات شعب دارفور الأجتماعية والسياسية ومنظمات المجتمع المدنى لاجئين ونازحين حيث تحدثوا عن تطلعاتهم بشكل واضح دون مذايدة ولم نرى أنهم دعموا حركة من الحركات الدارفورية بل تحدثوا عن تطلعاتهم وهموهم ورؤيتهم حول حل أزمة الدولة فى دارفور أمام الوساطة والمجتمع الدولى. لذلك هذه الإستراتيجية تجعلنا نعتقد إنها ما هى إلا تكتيك ومحاولة للإلتفاف على مطالب أهل دارفور المشروعة وهى أسلوب للتنصل عن دفع إستحقاقات معينة لأهل دارفور ومحاولة لتعبئة جزء من شعب دارفور ضد مصالحهم بالتضليل والحجج الواهية وهى بمثابة تشويش على الوسطاء ولا نعتقد إن الوساطة سوف تنساق وراء هكذا سيناريوهات. حركة التحرير والعدالة لا تميز بين مكونات شعب دارفور فنحن الآن بصدد طرح برنامج مبنى على الشراكة الإجتماعية والسياسية ولا نشك إطلاقاً أن هناك قاسم مشترك يجمع أهل دارفور بمختلف إنتمائاتهم السياسية المسلحة منها والمدنية وهو الإتفاق حول تخلف دارفور وليس هناك إختلاف بيننا حول إنعدام التنمية فى دارفور والوضع الأمنى المتردئ وسؤ أحوال أهلنا النازحين واللاجئين فى معسكراتهم وهناك ضرورة لإنهاء هذا الوضع غير المقبول إلا الذين يسترزقون من إطالة أمد الصراع. دارفور الجغرافى تاريخ صنعه أبطال ليس من بينهم من حمل شهادة الدكتوراة أو وضع على صدره نياشين الجنرالات ولكن كان لديهم من الحكمة والحنكة السياسية ما مكنهم من خلق التعايش السلمى، وبها تمكنوا من الحفاظ على حدود السودان الغربية التى يستسخرونها علينا الآن. وتنعكس هذه الحكمة من خلال الشراكة التى إستطاعوا أن يجعلوها بينهم لكى يعيشوا فى أمان الكل يجد نفسة. دونك العرف والتقاليد التى نحتكم عليها ودونك التوزيعات الجغرافية وحواكير القبائل فتجد دار للمساليت ودار للزغاوة والفور والرزيقات والتعايشة والهبانية ...الخ. فأنا لا أفهم هؤلاء الناس يدعون لوحدة السودان وفى ذات الوقت يسعون بكل جد فى تفتيت دارفور بل يبذلون فى سبيل ذلك كل مقدرات الدولة المادية والبشرية. وضعوا خمسة عناصر رئيسة لإحلال السلام ولمعالجة أزمة السودان فى دارفور وهى كلمة حق أرادوا بها باطلاً ولكنهم نسوا إن أنسان دارفور خاصة النازحين واللاجئين، خبروا إن السلام بالنسبة لهم يعنى الأمن وخبروا إن الأمن لا يتجزأ، لذلك قالوها صراحة نحن لا نقبل بالسلام الجزئى وطلبوا من الوساطة تسهيل مهمتهم لمقابلة كل أطراف الصراع فى دارفور لدفعهم تجاه السلام ولا ندرى ماذا فعلت الوساطة فى هذا الصدد! والحركة دأبت فى كل منابرها تقديم الدعوة لشركائها فى السلام. والكل يعلم أن الحركات هى النقطة المحورية فى حل قضية دارفور فالأجدر بالحكومة وشركائها التى تدعيهم أن يجّدوا فى إحلال سلام شامل، يشمل جذور المشكل وكل شركاء العملية التفاوضية حتى نضمن الأمن والإستقرار الحقيقى بدلاً من الإلتفاف على الحقائق. ومعلوم لا توجد تنمية بلا أمن وسلام حقيقى على الأرض فأى محاولة لجعل الحركات ثانويين فى المعادلة الدارفورية لن تجدى نفعاً. السلام المتفاوض عليه خيار إستراتيجى للحركة وهى ماضية على هذا النهج وقد أثبتت الحركة جديتها فى ذلك أمام الوسطاء، فرغم أن الحكومة قد خفضت عدد عضويتها المفاوض إلا ان الحركة شكلت حضوراً بكامل عضويتها فى لجان التفاوض طوال هذه المرحلة. فالحركة تتفاوض بإرادة وقلب مفتوح وعقل واعى من أجل الوصول إلى إتفاق يلبى تطلعات شعب دارفور وتعلم أن مكتسبات السلام لكل شعب دارفور لا إقصاء فيه لأحد وتعلم إن تطبيق الإتفاقية يحتاج إلى توافق أهل دارفور وتعاونهم فى تنفيذها فنحن ندعوا شعب دارفور الى الإعتبار من الدروس السابقة فالسعيد من إعتبر بأخيه. فموقف الحركة التفاوضى الذى تهرب الحكومة منه ما عاد سراً فالحركة بصدد تمليكه لشعبه ونشره على الملأ حتى يقف أهلنا على حقوقهم وتيمسكوا بها. هذه الإستراتيجية لتكتب لها النجاح يحتاج الى عنصر أساسى مفقود بين النظام والذين إجبروا على ترك ديارهم ومورس فيهم التنكيل وضيقوا عليهم الخناق، وهى إفتقارها الى عنصر الثقة من قبل إنسان دارفور. فعلى الحكومة التعامل بجدية وإرادة سياسية جادة فى دفع إستحقات السلام والتعامل بجدية مع قضية دارفور حتى لا يعطى يوماً لا نجد السودان حيث لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب عبدالعزيز أبونموشة نائب رئيس حركة التحرير والعدالة الدوحة- قطر 14/8/2010م تلفون: 0097466930417