• أثير الكثير من الغبار حول الجمعية العمومية لاتحاد الكرة السوداني. • أجريت الانتخابات في المرة الأولى رغم الخلاف العريض حول العديد من موجهات الفيفا. • آنذاك كتب الكثيرون وعقدت العديد من جلسات النقاش واستضافت القنوات الفضائية بعض الشخصيات الرياضية. • أدلى كل بلدوه في القضية الشائكة وحام جل الحديث حول القانون والتزام دولتنا به. • قال البعض أن السيد الوزير متمسك بالقانون وأشار آخرون إلى ضرورة الإذعان لموجهات الفيفا. • وبالأمس شاهدنا الجمعية العمومية المعادة وقد وضح جلياً أننا نضيع الكثير من الوقت فيما لاطائل منه. • حيث وضح جلياً أننا آخر من نلتزم بالقانون. • كل منا يفسر الأشياء على هواه والمهم عندنا أن تتحقق رغبتنا ويفشل الآخرون في تحقيق ما يرمون إليه. • لم أكن بالطبع حضوراً بحكم تواجدي خارج البلاد، لكنني لم أكن أحتاج للقرب من موقع الحدث حتى أفهم الفكرة التي سار عليها كل شيء بالأمس. • فقد بدأت تباشير اللعبة منذ أن اتصل أحد المسئولين ليوقف برنامج الرياضة في قناة السودان لمجرد أن المتحدث الذي استضافه البرنامج تعاطف مع الدكتور شداد. • أنا نفسي ممن طالبوا الدكتور شداد في الفترة الأخيرة بالرحيل وإفساح المجال لغيره. • لكنني لست متفقاً مع ما تم بالأمس. • منع الصحافيين من دخول القاعة التي استضافت الجمعية العمومية ومتابعتهم للأحداث من الخارج عبر شاشة ومن غير صوت على طريقة ( مستر بين) تدفع أي صاحب عقل للتساؤل. • الطريقة التي عبر بها ممثل الفيفا المصري الذي بدا واضحاً أنه تأثر كثيراً بكرم الضيافة الحاتمي معه أيضاً يجعلنا نتساءل عما جري وما يجري باسم القانون واحترام النظام في بلدنا. • عندما أعلن فوز معتصم جعفر بدا الرجل في غاية الحماس وصفق مع الحاضرين طويلاً. • وحين قال ممثل الفيفا المصري الشيخ طه أن الوزير التزم بموجهات الفيفا تعالت الهتافات وكبر البعض وهللوا. • لا أدرى مع علاقة التكبير بما كان يجري داخل قاعة تستضيف جمعية عمومية لاتحاد كرة قدم. • من يتأمل ذلك المشهد العجيب بعمق وتمعن لابد أنه يتساءل لماذا كل تلك الفرحة وكأنهم انتصروا على أحد أعداء السودان! • أليس الدكتور كمال شداد هو الرجل الذي ظل نفس هؤلاء الأشخاص يدينون له بكامل الولاء حتى آخر جمعية عمومية للاتحاد! • أليس معتصم جعفر نفسه هو الرجل الثاني في اتحاد شداد على مدى سنوات مضت! • أفهم أن يتم التغيير وأنا نفسي من دعاة التغيير، لكن المؤسف أننا لم نشهد تغييراً بالمعني المقصود. • فالكل موجود باستثناء رجل واحد. • ومن يريد أن يقنعنا بأن معتصم ومجدي هم رجال المرحلة سيحتاج لسكب حبراً غزيراً دون أن يصل لهذه الغاية. • فمعتصم ومجدي رجال شداد وكانوا سنده وعضده طوال السنوات الماضية. • وأي حديث عن التغيير وتأسيس الحوار وفك الاحتقانات لا يعدو أن يكون بروباجاندا ممن تبعوا الدكتور شداد مثل ظله في الفترة الماضية. • ولا أدري كيف يقبل البعض أن يساند رئيساً على مدى سنوات ليأتي في يوم كهذا ويحاول اقناعنا بأن كل شيء سيكون على ما يرام بعد مغادرة ذلك الرئيس. • من يتحدث عن احترام القانون والنظام لابد أن ينتصر للمبادئ. • فأين المواقف المبدئية في سلوك معتصم ومجدي وحتى أمين المال السابق صلاح الذي اتهم الدكتور شداد بالكثير. • لماذا لم يقف هؤلاء في وجه شداد عندما كان رئيساً ويعبروا عن رفضهم لسياساته؟! • لماذا صمتوا طوال الفترة الماضية؟! • أليست هي الرغبة في المحافظة على الكراسي التي رفضناها من شداد! • فما الفرق إذاً؟ وما الجديد! • وأخيراً أقول أن الشيخ طه المصري والبعض عملوها ظاااهرة. • وقد بدت تباشير ذلك واضحة حين تمت إعادة مازدا مدرباً للمنتخب الوطني كما قال صديقي المريخابي.