إنك تحس بأن وطنك شيء ضعيف صوتك ضعيف رايك ضعيف إنك تبيع قلبك وجسمك وإنك تبيع قلمك وإسمك ما يجيبوش حق الرغيف يبيع المبدعون أغلى ما عندهم ولكن ليس لديهم حق الرغيف وهذا شيء سخيف. عشرات المبدعين أقعدهم المرض والفلس في بيوتهم ولا أحد يسأل عنهم ولا عن أحوالهم. تذكرت ذلك حين كان القوم يتغنون بأغاني الشاعر أبوقطاطي في برنامج «أغاني وأغاني» لم يتكرم أحد بالسؤال أين أبوقطاطي الآن؟ في آخر حوار ل(الأحداث) معه اشتكى بألا أحد يسأل عنه وأن أنيسه الوحيد هي المروحة التي يحدِّق فيها طوال الليل والنهار!! أين ذهب الأصحاب؟ أين هم ندماء الليالي؟ أين هم الذين استفادوا وتغنوا بشعره. كتَّر خير النائب الأستاذ علي عثمان الذي يتذكر سنوياً بعض الذين أعطوا للوطن من أرواحهم فناً وإبداعاً ولكن أين هي المؤسسة التي تكفل هؤلاء؟. لو أن النائب تكرم ببناء مؤسسة ترعى المبدعين وتعينهم في حالات عجزهم سيكون خيرها أعم وأنفع وأبقى. أدعو الصديق الأخ سموأل وزير الثقاقة أن ينهض لبناء تلك المؤسسة التي تحفظ كرامة المبدعين وتفي بعض دينهم على هذا الشعب الذي أثروا وجدانه بروائعهم. سلفا كير وباقان أموم يقول باقان إن باستطاعة الجنوب أن يعلن الاستقلال من داخل البرلمان وهذا بحسب باقان جاء ضمن برتكول مشاكوس!!. بحثت في بروتكول مشاكوس فلم أجد هذا النص!! هل هناك من يتكرم علينا به؟ ولكن هب أن هناك نصاً بمثل ما يقول باقان فالمعلوم أن نيفاشا قد جبت ما قبلها!! كيف يمكن أن يقفز باقان للخلف لمشاكوس تاركاً نصوص نيفاشا وراء ظهره.؟ قال باقان إن نص المادة (1-3) من بروتكول مشاكوس مدرج في اتفاق نيفاشا؟ لا افترض أن باقان يكذب ولكني بحثت عن تلك المادة المدرجة في نيفاشا والتي تتيح إعلان الانفصال من داخل برلمان الجنوب فلم أجدها، أرجو أن يتكرم السيد باقان علينا بإرسال برتكول مشاكوس والمادة المشار اليها مع موضع إدراجها في نيفاشا. لو سمح. قال السيد سلفا كير إنه ليس من سبب واحد يدعوهم لإعلان الانفصال الذي أصبح الآن يسمونه الاستقلال في صحفهم من داخل البرلمان. سلفاكير لا يستعجل الشينة وليس من داعٍ للعجلة فالفراق بإحسان لا يزال ممكناً فلماذا يسارع باقان بالكلام المسيخ؟. كل ما نتمناه إذا جرت الرياح بغير ما نشتهي أن نفارق إخوتنا بالدموع لا بالدماء. بلير..... دموعٌ وصلف بحسب ما جاء أمس في الأخبار أن رئيس الوزراء الأسبق «توني بلير» قد اعتذر في كتابه الجديد لضحايا حرب العراق ولكن الذي استوقفني هو هذه الفقرة التي وردت في تلخيص الكتاب: (اعترف بلير في الكتاب بأنه بكى مراراً وهو يتحدث عن كيف يعيش مع الآثار النفسية التي تركها قرار دخول حرب العراق واعتذر للأسى الذي تسبب فيه ولتسببه في اختصار حياة الكثيرين. ولكن بقيَ مصراً على أن قراره كان القرار الصائب). أرأيتم هذه الوقاحة؟ كيف يخوض السيد بلير حرباً غير شرعية لا مبرر لها على الإطلاق تودي بحياة الملايين ثم يدّعي أن قراره كان صائبا!! الذي يتخذ القرار الصائب لا يعتذر عما فعل ولا يحتاج لغسيل ضمير كما يفعل السيد بلير الآن بتبرعه بكافة المبلغ الذي دفع مسبقاً للمذكرات وهو (6و4) مليون إسترليني للجنود المصابين. يقول السيد بلير إن بوش كان مثالياً حقيقة لأنه كان ملتزماً بنشر الديمقراطية!! أليس هذا رجل سخيف وكاذب؟ أين الديمقراطية التي نشرها السيد بوش؟ في أى مكان؟ لو أن السيد بلير كان صادقاً لقال إن السيد بوش كان مجرماً حقيقة لأنه كان ملتزما بنشر الحرب والخراب في أرجاء العالم!! كنت قد قابلت السيد «توني بلير» مرتين, المرة الأولى حين أجريت حواراً معه في دهاليز لانكاستر في العام 2008م والثانية حين اختارتني السفارة البريطانية في السودان وأستاذنا ودالبلال للقائه إبان زيارته السودان. في كلا المرتين شعرت بعنجهية السيد بلير بصورة لم يكلف نفسه إخفاءها أبدا. ولذا لم يدهشني هذا الصلف الذي طغى على مذكراته رغم أنني كنت أتوقع قليلاً من التواضع خاصة بعد الكوارث التي خلفها في فترة حكمه والتي كانت وبالاً على العالم وعلى بريطانيا وعلى حزبه الذي قذف به خارج سدة الحكم بسبب جرائمه في العراق وأفغانستان.