اطلعت اليوم على خبر اورته - في احتفاء بالغ - احدى ترسانات الانقاذ بموقع سودانيز اون لاين بشرت فيه بعودة صحيفة الانتباهة للصدور بموحب قرار اصدره مدير عام جهاز الامن والمخابرات وبموافقة رئيس الجمهورية ، والخبر في ذاته يتسق مع المواقف والتصريحات التي صدرت عن المسئولين الحكوميين خلال الايام الماضية الذين دفعوا بجرعات عالية من السموم في جسد الوطن تكفي لقتله دون حاجة لمساهمات اضافية . هذا الخبر يؤكد ما قال به البعض من ان تصريحات المسئولين الحكوميين لم تكن مجرد ذلة لسان ، بل جاءت تنفيذا لخطة اعلامية تبناها المؤتمر الوطني لمقابلة ازمة انفصال السودان ، وما يؤيد هذا التفسير البيان الرسمي الذي صدر عن المؤتمر الوطني بتأييد – او قل تبرير - تصريحات كمال عبيد حيث ورد فيه – اي البيان – ان تصريحات كمال عبيد قد جاءت في اطار توضيح مخاطر الانفصال ، كذلك توالي صدور تصريحات اكثر سخونة من مسئولين اعلى درجة مثل رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر ومستشار رئيس الجمهورية مصطفى اسماعيل . ولذلك فان خبر عودة " الانتباهة " ليس فيه ثمة مفاجأة ، فقد حان الوقت لان تدفع الانقاذ الى ساحة اللعب بصاحب الخبرة الواسعة "الخال الرئاسي" وصحيفته الانتباهة للاسهام في تنفيذ الاستراجية اللعينة . بعد ان ادرك المؤتمر الوطني ان نتيجة الاستفتاء قد حسمت قبل اجرائه ، ادرك ان السبيل الوحيد امامه للتملص من مسئوليته عن تقسيم البلاد ، ومواجهة تبعات الانفصال الاقتصادية والسياسية لا يكون الا بتزكية روح العداء والكراهية لدى ابناء الشمال ضد ابناء الاقليم الجنوبي باعتبار ان الجنوبيون وحدهم المسئولين عن تقسيم البلاد باختيارهم الانفصال ، وان ابناء الجنوب قد خانوا الشمال حين تنكروا للخير والنعمة التي اغرقهم بها – اي الشمال – طوال سنوات الحرب . وبالتالي فان توجيه مصادر العداء واللوم للشعب الجنوبي سيدفع بالسهام بعيدا عنها ولو مرحليا . بيد ان ما يثير القلق حقا ، انه وبقوة آلة الاعلام الحكومي ، وحالة الاحباط الشعبي ، فليس من المستبعد ان تلاقي مثل هذه بعض النجاح ، وقد هالني ما ورد من تعليقات نوردها حرفيا من موقع سودانيز اون ، حيث تقول الترسانة الانقاذية التي اوردت خبر عودة الانتباهة ( مبروك علينا وعليكم عودة الانتباهة ولسان حالها يقول وجع رجع ... وجع رجع ... وجع رجع ) ثم يورد آخر ( يا باشمهندس الطيب شوف شغلك مع الجماعة من كبيرهم لى صغيرهم رشهم رش صح رشاهم بلا يخمهم ) . يا لها من خطة لعينة وخبيثة حقا . كاميرا عادل الباز مرت من هنا وفي الوقت الذي يعيش فيه الوطن اقسى واحلك ايامه منذ ان كان تحت حكم اللورد كتشنر ، وفي زمن كتابات ناس ( الوجع رجع ) لم يجد رئيس التحرير عادل الباز ما يكتبه في عموده اليومي بصحيفته الصادرة صباح اليوم الا اخبار وتفاصيل وليمة صلاح قوش احتفاء بزفاف كريمته في حضور رموز الحكومة والمعارضة ورجال الطرق الصوفية ، ثم انتقل الى خيمة عرس اخرى بشارع الستين ليحكي عن افراح آل سنهوري والبرير بزواج ابنهم المبروك سعود البرير ، ثم انتقلت كاميرا الباز الى خيمة خطوبة وعد محمد سنهوري التي خطبت الى سليل اسرة العمراب محمد زكريا – والتعبير ايضا للباز – ومن هناك انتقلت الكاميرا الى وصف حفل زفاف عريس الاعلام السوداني الهندي عزالدين – والتعبير لصاحب الكاميرا ايضا - وحكى الباز عن الحفل الانيق الذي شرفه الفريق عبدالرحيم محمد حسين بقميص ( نص كم ) ولا ادري على وجه التحديد الاشارة التي قصد ان يرمى اليها الباز من وصف القميص الوزاري، كما حكى عن ( سكسكة ) زميل المهنة حسين خوجلي والآم الظهر التي منعته هو الآخر من ( السكسكة) . انا شخصيا شعرت بحالة حسد لا توصف من حالة ( الهناء ) التي يعيشها السيد الباز و اعتدال مزاجه في الوقت الذي بلغ فيه مزاجي الشخصي من جراء الوضع القائم - المرحلة التي تسبق الانفجار مباشرة . سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر