Mohamed Hama [[email protected]] تختزن الذاكرة بكثير من اسماء المدن في العالم التي ارتبطة بارتفاع نسبة الجرائم المنظمة فيها، كما صورتها سناريوهات سينما هوليود الامريكية في عدة افلام حازت علي جوائز قيمة، مثل مدنينة شكاغو وبعض المدن التي اشتهرت بعصابات تجار المخدرات والمافيا في امريكا الاتينة مثل كولمبيا، و في المحيط الافريقي اشتهرت العاصمة الكينية نيروبي ومدينة جوهانسبيرج في جنوب افريقيا بالرعب، و الذي هدد ارتفاع نسبة الجريمة فيها، الي الغاء الكاس العالم الماضية لكرة القدم، و ظل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يقول باستمرار انه مستعد لتحويل العرس الرياضيي العالمي في حالة استمرار ارتفاع معدل الجريمة بمدن جنوب افريقيا، ولكن الاموال الطائلة التي تم صرفها لتوفير الامن قبل واثناء المونديال انقذت الدولة المنظمة من حرمانها شرف تنظيم البطولة الاولي العالمية في القارة السمراء، فسجلت اقل نسبة في الجرائم خلال فترة تنظيم بطولة كاس العالم، الشئ الذي اسهم في خروج العرس العالمي اروع مما كان متوقع بسبب الهواجس الامنية وارتفاع معدل الجريمة المنظمة فيها. ولكن منذ اندلاع الحرب في دارفور في مطلع عام 2003 ظل الصراع الدائر بين الحركات المسلحة والقوات الحكومية خارج نطاق المدن، مما جعل سكان القري التي احرقت منازلهم بالنزوح الي اطراف المدن الكبيرة هرباً من الموت وبحثا عن الامن، لذا كانت معظم معسكرات النازحين تقبع حول الفاشرونيالا والجنية، المدن الكبيرة في الاقليم التي تنطبق فيها شروظ الملاذ الامن لحد ما في ذلك التوقيت. وبعد حرق القري وتدمير الريف الدارفوري وصعود بعض الحركات الي اعالي سفوح جبل مرة، وعدم استقرار بعض الفصائل في مناطق محددة، حتي لا يتم استهدافها من قبل القوات الحكومية، تحولت المليشيات التي تتحالف مع الحكومة من اجل القضاء علي التمرد الي داخل المدن الكبيرة تنتظر دورها القادم في الصراع، بعد ان طالة فترة انتظارها ومع توفر الاسلحة الثقيلة في ايدي افرادها، بدات تلك المجموعات بالتعدي علي اموال وممتلكات المواطنين، فكانت احداث سوق المواشي بالفاشر التي راح ضحيتها عدد من المواطنين اولي تلك المواجهات، ثم توالت حالات النهب والسطو علي المدنيين ليلا، ثم انتقلت العدوي سريعا الي مدينة الجنينة وانتشار بيع السلاح في سوق ابرم طاقيتك مما ادي الي تدهور الاوضاع بمدينة خلال السنوان الماضية ، ولكن ماتشهدة مدينة نيالا التي تعتبر اكبر مدن الاقليم اقتصاديا، من تدهور مريع في الاوضاع الامنية، وضعها في اعلي ترتيب مدن دارفور انفلاتا للامن، الشئ الذي قد يضعها في لائحة مدن الرعب علي مستوي العالم، من حيث ارتفاع نسبة الجريمة المنظمة، وتدهور الامن، وقد تاخذ حيذا مقدرا من مذكرات عمال الاغاثة الاجانب، عقب عودتهم الي بلدانهم ليدونوا ماشاهدوه من الرعب وظروف اختطاف قاسية مروا بها في تلك المدينة. فكانت جرائم النهب الشخصي من اجل الحصول علي جهاز الهاتف الجوال اول ما انتشر من جرائم في المدينة، ثم تطورت الجريمة الي خطف عربات المنظمات الانسانية والامم المتحدة التي تقدم المساعدات للنازحين، ثم صعدت الي خطف عمال الاغاثة الاجانب من داخل مساكن المنظمات والشوارع الرئسية فيها، وارتفعت عمليات السطو والنهب من داخل بيوت المواطنين والمحال التجارية ليلا، وتطورت الاوضاع لدرجة تنفيذ عمليات الاغتيالات داخل المدينة كما حدث لاحد اكبر الرياضين بمدينة (بلوه) بالاضافة الي حادث اقتحام منزل استاذ الثانوي ومقتل ابناءه، ووصل الانفلات الامني لدرجة تنفيذ عمليات السطو نهارا في داخل السوق بالاعتداء علي رجل اعمال شهير وتهديده والاستلاء علي اموال منة، في منطقة تضج بالماره، وكانت حادثة السطو علي فرع بنك التضامن بالسوق الجنوبي منتصف النهار الذي يقع علي مرمي حجر من منزل الوالي الذي تتم حراستة بالعربات المدججة بالسلاح، وعلي بعد امتار من قيادة الواء السادس عشر مشاة بالمدينة، كما ان مركز شرطة نيالا وسط والدوريات الشرطية لم تكن بعيدة من موقع الحدث، الشئ الذي يؤكد ان المدينة قد انهارت امنيا، واصبحت خارج سيطرة القوات الامنية. وما ان تشرق الشمس في نيالا حتي تتداول مجالس المدينة، حوادث القتل والنهب والسطو والتهديد بالسلاح في الليلة الماضية، علاوة علي تعود المواطنين علي النوم علي انغام اصوات الاعيرة النارية والرصاص في سماء المدية ليلا بات مشهد مالوف، ما جعل ظرفاء المدينة من نسج قصص وطرائف عن حالات السطو والنهب والهروب من المجرمين بطرق مختلفة. كل هذا غير جرائم الاعتداءت الشخصية والسرقات القديمة المعروفة. اذا تحتفظ سجلات شرطة نيالا، بكثير من البلاغات عن حواداث النهب والاغتيالات والسطو واختطاف العربات و الاجانب والقتل، ما بين التقيدها ضد مجهولين ام مشتبهين علي ذمة التحقيق، او مازالت الشرطة تجري البحث عن مجرمين، ولكن قليلا ما تم تقديمهم الي محاكمة من قبل تلك الجرائم، حتي اصحب تقيد بلاغ ضد مجهول هي التوقع السائد لكل مواطني المدينة، اثناء توجههم الي مقار الشرطة لابلاغهم عن حادث ما.