إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأبعاد الجغرافية السياسية للصراع حول منطقة أبيى .. إعداد: خميس كات ميول/ القاهرة
نشر في سودانيل يوم 15 - 10 - 2010

خميس كات ميول/ القاهرة
باحث متخصص فى الجغرافيا السياسية
والنزاعات القبلية

خريطة توضح موقع منطقة أبيى
المدخل :

جذبت منطقة أبيى الأنظار فى اللحظات الاخيرة نتيجة للأحداث المؤسفة المتواصلة التى حدثت أخيراً فى المنطقة من قتل وتشريد ونهب وخصوصاً فى فترة السلام والجدير بالإشارة أن أبيى لم تشهد هذا العنف منذ وقت قريب كما هى معلومة لدى البعض فى الوقت الحالى بل أنها أحداث قديمة متجددة تتجدد بين الفينة والاخرى خصوصاً عندما تتعمد الخرطوم فى الإيفاء بإلتزاماتها السياسية والأدبية والأخلاقية تجاه المنطقة ، والغريب فى الأمر أن معظم وسائل الاعلام المختلفة تتجاهل الكثير من الحقائق والوقائع عن منطقة أبيى ، معظمها تتناول قضية أبيى من زاوية واحدة من منظور السلطة فى شمال السودان بحكم آلتها الإعلامية التى اعتادت على الترويج المغرض وتزوير الحقائق حتى الثوابت الجغرافية والتاريخية واتت هذا البحث ليكشف على الملأ المعطيات الطبيعة والبشرية للمنطقة ، حيث يتناول هذا البحث قضية أبيى من منظور الجغرافيا السياسية وتم تقسيمه إلى أربعة مباحث على نحو التالى :

المبحث الأول : الملامح الجغرافية لمنطقة أبيى
أولاً : الحدود والموقع وخصائصه

تقع منطقة أبيى فى الشريط الحدودى بين إقليمى جنوب السودان وشماله تحدها من ناحية الشمال والشمال الشرقى ولاية جنوب كردفان " جبال النوبة ومناطق المسيرية " ومن جهة الشمال الغربى ولاية جنوب دارفور وتحدها من جهة الغرب ولاية شمال بحر الغزال ومن الجنوب ولاية واراب ومن الشرق ولاية غرب أعالى النيل ، يظهر جلياً من الموقع الجغرافى أن منطقة أبيى تمتاز بموقع جغرافى متميز من المفترض أن يكون مصدر للخيرات وليس للويلات كما هى السائدة اليوم وتتجاور مع قوميات عدة قبائل الدينكا ملوال والدينكا توج فى كل من الجهة الغربية والجنوبية بالنسبة للمنطقة وقبائل الدينكا روينق وفان رو بأعالى النيل الغربية وقبائل النوير من جهة الشرق ، وفى حدودها الشمالية والشمالية الغربية قبائل النوبة وقبائل المسيرية ودارفور.
على ضوء ماسبق فإن الحدود الفلكى لمنطقة أبيى وفقاً لقرار محكمة العدل الدولية فى لاهاى – هولندا ، الحدود الشمالية لمنطقة أبيي عند دائرة عرض 10 درجة و22 دقيقة والجنوبية عند دائرة عرض 10درجة و 10 دقائق و10 ثوان والحدود الغربية للمنطقة هى خط طول 27 درجة و50 دقيقة وحدودها الشرقية عند خط طول 29درجة .
ثانيا : ملامح سطح الأرض والمناخ :
تسود فى منطقة أبيى الأراضى الطينية السوداء " التربة الخصبة " لا توجد رمال فى المنطقة كالذى يوجد فى صحراء كردفان سوى بعض التلال الصغيرة المتناثرة فى اجزاء المنطقة تسمى محلياً بلغة الدينكا " دوبنم " وهذا اكبر دليل قاطع بعدم صلة المنطقة بكردفان لا بشرياً ولا طبيعياً بينما العكس لجنوب السودان كما سيتضح لاحقاً ، بالإضافة الى بعض المناطق الوعرة فى مناطق متفرقة خصوصاً فى جزءها الجنوبى عند نهر كير احدى روافد نهر النيل العظيم ويتفرع منها بعض المناطق المائية " الخيران الموسمية " ونهر كير الذى يسميه البعض ببحر العرب يشق منطقة ابيى من جهة الشرق إلى الغرب ، فيما يتعلق ببحر العرب فهذا خطأ مركب أولها لاتوجد قبائل عربية ساكنة المنطقة لأن المنطقة تتبع لقبائل الدينكا الإفريقية وثانيها جغرافياً لايمكن تسمية نهر ببحر فالبحر معروف بإتساعه اما النهر فمجراه ضيق ، حاول البعض تزييف الحقائق العلمية الجغرافية والتاريخية فى الماضى وحان الآوان لننبش الحقائق الى السطح .
تقع منطقة ابيى بكامل حدودها فى اقليم السافنا الغنية المناخى وتسود فيها اشجار السنط والمهوقنى والطلح والهشاب والسدروغيرها ، وتتخللها اجزاء كبيرة من الغابات ذات الاشجار الطويلة التى تحجب اشعة الشمس من سطح الارض فى جزء مقدر من ارض المنطقة ، كما توجد الحشائش الطويلة المعروفة بحشائش السافنا ، وتمتد هذا الاقليم المناخى " السافنا الغنية " من الشرق للغرب فى حدود جنوب السودان من جهة الشمال لتشمل ولايات أعالى النيل وبحر الغزال والجدير بالذكر ان الولايات الشمالية المتاخمة لحدود جنوب السودان تقع فى اقليم السافنا الفقيرة بما فيها مناطق المسيرية " المجلد وبابنوسة وغيرهما " ، الأمطار فى منطقة أبيى تهطل فى بداية شهر ابريل وتقف لفترة قصيرة تسمى محلياً بلغة الدينكا نقوك " بمان شيك أى الصيف القصير " لتهطل بغزارة مجدداً بعد تلك الفترة فى شهرى مايو ويونيو لتقف نهائياً فى نهايات سبتمبر وبدايات اكتوبر قد تزيد قليلاً او تنقص فى سنة قلة الأمطار وتسمى محلياً بالدينكا " رون ياك اى سنة الجفاف " عكس كردفان الذى يهطل الامطار فيه فى نهايات يوليو . وفى ما يختص بالرياح فى المنطقة فمنخفضة السرعة عكس المناطق الصحراوية فى كردفان والسافانا الفقيرة التى تفتقر للاشجار ، وتمنع الغابات الكثيفة فى المنطقة من هبوب الرياح بسرعتها المعتادة فى شمال السودان حيث تغطى المنطقة 80% على الوجه التقريب الغابات بينما الجزء الباقى مساحات تكاد أن تكون خالية ولكن جزء يسير منها توجد فيها بعض الشجيرات . ومن حيث درجات الحرارة فان درجات الحرارة فى معظم مناطق السودان تكاد تكون متشابهة ولكن فى مناطق السافنا الغنية الاشجار تلطف الجو وتقلل من الحرارة ووهج الشمس .
المبحث الثانى : سكان منطقة أبيى
تعتبر منطقة ابيى منطقة للدينكا نقوك احدى بطون الدنيكا المنتشرة فى اعالى النيل الكبرى وبحر الغزال وحسب التصنيف لبطون الدينكا فان نقوك ابيى فرع من فروع نقوك فى اعالى النيل حيث يشملهم مجموعة فدانق احدى المجموعات الاربعة الرئيسة المكونة لقبائل الدينكا فى جنوب السودان .
تتفرع عشيرة الدينكا نقوك إلى تسع عشائر كالآتى حسب الترتيب الأبجدى : أبيور – أشاك – أشوينق – اللى – أنيل – بنقو – ديل – مانيوار – مرينق ، وهذه العشائر تتوزع فى مناطق متفرقة فى أرجاع أبيى .
لا توجد إحصاءات دقيقة لقبيلة الدينكا نقوك غير ان بعض المنظمات الدولية العاملة بالمنطقة تقدر سكان مدينة أبيى فقط ب 90 ألف مواطن دون القرى الأخرى ، ولم يجر أى عملية إحصائية فى منطقة أبيى عندما كان البلاد يجرى عملية إحصاء السكان والمساكن فيما عرف بالتعداد الخامس .
يعمل سكان منطقة أبيى بحرفتى الزراعة والرعى حيث تعتبر منطقة أبيى ارض جيدة وصالحة للزراعة اشهر المحاصيل الزراعية هى الذرة والذرة الشامية ينتج المزرعة الواحدة فى السنة مرتين فيما يعرف محلياً " بأنقوال " وهو نظام غير موجود على الإطلاق سوى عند عشائر نقوك فقط .
يربى قبيلة الدينكا نقوك الماشية على رأسها البقر – والغنم – والضأن يعتبر البقر ذات اهمية قصوى للدينكا يستخدم فى الزواج لدفع مهور الزواج وبعض المعاملات التجارية والروحانية وأخرى .
منطقة أبيى تقع فى الحدود بين اقليمى شمال وجنوب السودان وتجاور الولايات ذات الإختلاف العرقى المذكورة آنفاً لذلك نجد ان سكان مدينة أبيى خليط من شتى المناطق المجاورة والبعيدة لمنطقة الدينكا بينما الريف تحتفظ بوضعيتها الخاصة للعشيرة التى تمتلكها قل ما تجد فيها افراد ينتمون للعشيرة الآخرى من عشائر الدينكا نقوك الأخرى ناهيك من خارج منطقة الدينكا نقوك ، بينما العكس فى مدينة أبيى حيث تسكنها شتى ألوان طيف ولكن بعد احداث مايو 2008 م صارت 99% من سكان مدينة أبيى حسب تقدير الكاتب من الدينكا نقوك هذا من غير الرسميين الحكوميين والدوليين العاملين فيها .
فى موسم الجفاف فى بدايات الشتاء تأتى بعض مجموعات المسيرية إلى المنطقة عابرين غير مستقرين ليصلوا إلى مناطق التوج جنوبى أبيى وفى بعض الاحوال النادرة يتواجدون فى ضفتى نهر كير بأبقارهم وعندما يهطل الامطار فى الخريف يبدأ رحتلهم السنوية عائدة إلى ديارهم فى ضواحى المجلد وبابنوسة وهما مدينتان رئيستان للمسيرية وما ادعاءات التى تطلق عبر الهواء حول ملكيتهم لأبيى إنما إدعاءات اشبه بالبالون لا حقائق علمية جغرافية وتاريخية ولا إجتماعية تدعمها او تثبتها .
وإذا كان عبورهم عبر منطقة أبيى إلى المراعى فى أعماق الجنوب يجعلهم اهل أبيى فلماذا لم تدعى قبيلتا الدينكا التوج واوان شان نيال ملكيتهم للمنطقة حيث كانتا تشكلا أكثر من نصف سكان مدينة أبيى فى تسعينات القرن الماضى والسكان الأصليين لمنطقة أبيى منتشرين فى مدن شمال السودان وبالتحديد فى الجزيرة والخرطوم ؟! هذا يعتبر تعويلاً سياسية لا أكثر ولتحقيق أهداف سياسية آنية للمركز سرعان ما تزول بعد الاستفتاء وإنها ضرب من ضروب الخيال !، ستكون المسيرية على رأى المثل الذى يقول : أبو قرنوق الذى ذهب إلى الغابة ليبحث عن قرنين فعاد بلا أذنين .
المبحث الثالث : جذور الصراع وتطوره
سيحاول الكاتب تقسيم هذه الجزئية الخاصة بجذور الصراع وتطوره إلى ثلاث مراحل :
أولاً : مرحلة النزاعات المتفرقة والطفيفة
بما ان المسيرية هم سكان غير مقيمين فى المنطقة حيث يستخدمون منطقة أبيى كمعبر بما تسمى بالمرحال " اى الانتقال " فنادر ما تجد فى القرن الماضى احتكاكات موسعة بينها وبين الدينكا نقوك فإذا وقعت فإنها تحل عرفياً حسب الاعراف بين القبيلتين ويتم فض النزاع وتعود المياه إلى مجاريها والاحتكاكات بين المسيرية والدينكا فى تلك الفترة لا تقل بين عشائر الدينكا نقوك مع بعضها البعض او المسيرية فيما بينها مثلاً بين اولاد كامل ومزاغنا بل فى كل الأنظمة القبلية ، واشتهر الزعيمان الناظر دينق كوال أروب الشهير ب " دينق مجوك " ونظيره بابو نمر على الجلة حيث اكثر زعمين مشهورين بالحكمة ولهما فلسفتهما الخاصة فى حل القضايا سواء كانت داخل القبيلة او مع الأخرى إذاً هما اسلكا نهج أسلافهما ، فما الذى أفسد العلاقة الطيبة بين الدينكا نقوك والمسيرية ؟ سيحاول الكاتب الإجابة عليها فى السطور القادمة .
معظم النزاع بين الجانبين غالباً ينجم من خلال المراعى والابقار المسروقة بين الطرفين وتتم الإتهامات المتبادلة بين الطرفين ، والمعروف فى المجتمعات هناك بعض المتفلتين ومثيرى الشغب والفتن هؤلاء الناس كانوا موجودين ولكنهم كانوا تحت سيطرة الزعيمين الناظر دينق مجوك ونظيره بابو نمر.
ثانياً : مرحلة تدخل المركز [ الحكومات فى الخرطوم ] :
هذه المرحلة هى القشة التى قصمت ظهر البعير وعكرت صفو العلاقة بين الدينكا نقوك والمسيرية وبالتحديد فى تلك الفترة الشؤمة فترة الأحزاب السياسية وحزب الامة بقيادة الإمام الصادق المهدى حفيد الإمام المهدى الكبير المنصور من قبل قبائل الغرب قبل البحر فمعظم التقارير كانت تشير بان الامام الصادق إكتسح الانتخابات باصوات قبائل غرب السودان لذلك اراد ان يرد الجميل لهذه القبائل ومع الأسف رماهم فى الهاوية ، تم تعبئة القبائل العربية وتسليحهم بالاسلحة النارية بادعاء حماية ثرواتهم التى كانت فى أمان قبل مولد الإمام الصادق زعيم حزب الأمة بل واقدم من حزبه ، وتم تسليح قبائل الحوازمة وهى عربية ترعى فى منطقة جبال النوبة والمسيرية التى تعبر ابيى وتم تحريض بعض المجموعات على مهاجمة منطقة أبيى وإفراغه من سكانه ليحلوا محلهم قبيلة المسيرية وحدث نهب وقتل وتشريد وهلم جرا من الويلات للدينكا نقوك يذكر ان كل هذه الاحداث تحدث والحرب دائرة فى جنوب السودان والجدير بالذكر ان النزاع بين الدينكا نقوك والمسيرية توسعت ابان الحرب بين شطرى القطر ، بعض التقارير فى منطقة أبيى تقول ان التمرد بدأت فى المنطقة لصد هجمات المسيرية المدعومة من المركز حيث شارك ابناء ابيى بعدد مقدر فى الحرب الأولى 1955م - 1972م والحرب الثانية 1983- 2005م .
وفى عهد الانقاذ الحالى تم تجييش المسيرية فى شكل مليشيات الدفاع الشعبى حيث تم حرق منطقة أبيى بالكامل والجدير بالإشارة ان خراب ودمار المنطقة كانت ابان فترة الإمام الصادق حيث تم حرق كل القرى التابعة للدينكا نقوك والحريقة كانت بشعة والدمار كان شاملاً وكان ذلك ما بين عامى 1985م – 1986م يوصف بانها اخطر من احداث مايو 2008م التى هزت الضمير الإنسانى العالمى لان الاحداث كانت محصورة فى مدنية ابيى فقط بينما فترة الأمام الصادق كانت اشمل وانتشرت مليشيات المسيرية المعروفة بالمراحيل فى كل ارجاء المنطقة يقتلون وينهبون دون رقيب وحسيب ، الفرق بين أحداث مايو 2008م واحداث 1986م هو ان الأحداث الأولى تم بثها ونقلها عبر وسائل الإعلام المختلفة بينما الأحداث الثانية لم تحظى بالنشر والاذاعة والبث نتيجة التعمد تارة والتأخر فى مجال الإعلام آنذاك تارة أخرى ولو حظيت بالبث لبكت الدنيا بأسرها !.
ثالثاً : مرحلة تسييس القضية
منطقة أبيى تم ضمها إدراياً لكردفان 1905م أبان فترة الحكم الثنائى
" الإنجليزى المصرى " بحجة سهولة إدارتها من كردفان دون مشاورة سكان المنطقة والجدير بالإشارة أن منطقة أبيى ليس هى الجنوبية الوحيدة التى حولت إدارتها لشمال السودان بل مع منطقتى قوقريال وبيمنم وتم إرجاع ادارتهما للجنوب 1938م بينما بقيت أبيى فى وضعها الإدارى فى الشمال .
حظيت قضية أبيى فى إتفاقية أديس أبابا 1972م الموقعة بين الجنوب والشمال ببند إجراء الإستفتاء فى المنطقة حول وضعية المنطقة الإدارية ولكن لم يتم إجراء اى إستفتاء فى المنطقة ويعتبر ضربة البداية لنقض المواثيق والإتفاقيات الخاصة بأبيى ، وكان كل من يطالب بإجراء الإستفتاء يزج فى السجون والزنزانة وفى بعض الأحوال يتعرض المتشددون حيال القضية إلى التصفية الجسدية .
وفى مقررات أسمرا للقضايا المصيرية 1995م للتجمع الوطنى الديمقراطى المعارض لحكومة الجبهة الإسلامية ذكرت قضية أبيى فيها بضرورة إجراء الإستفتاء فى المنطقة لتقرير مصيرها حول تبعيتها الإدراية ، وفى مفاوضات السلام فى كينيا بين الشمال والجنوب حظيت منطقة أبيى ببرتكول خاص بها وقعت فى 19 ابريل 2004م .
والمعروف ان البرتكول كان مقترحاً أمريكياً قدمه المبعوث الأمريكى فى فترة إدارة جورج بوش الإبن السناتور جون دانفورث ومن أهم البنود فى هذه الإتفاقية التى حظيت بقبول واسع النطاق هى :
1- تعتبر منطقة أبيى منطقة لعشائر الدينكا نقوك التسع والسودانيين الآخريين .
2- فى نهاية الفترة الإنتقالية يجرى إستفتاء منفصل للمنطقة بالتزامن مع إستفتاء جنوب السودان حول تبعية المنطقة الإدراية .
3- يتم تكوين مفوضية ترسيم حدود منطقة أبيى وقرارها ملزم للطرفين.
وتم خرق برتكول أبيى عندما رفض المؤتمر الوطنى تقرير خبراء مفوضية ترسيم حدود أبيى التى تم تعيينها بموافقة الشريكين برئاسة الأمريكى دونالد بيتر سون بدعوى أن المفوضية جاوزت حدود التفويض الممنوح لها واستمرت السجال بين شريكى الحكم فى السودان إلى ان ادى إلى تفجر الأوضاع فى مدينة أبيى وحرقت المدينة بأكملها وشرد أكثر من 90 ألف مواطن حسب التقارير المختلفة ، وفى النهاية تم إحالة الخلاف إلى محكمة العدل الدولية فى لاهاى بإتفاق طرفى الحكم فى السودان وفقاً لبرتكول آخر وقع فى الخرطوم فى 8 يونيو 2008م ، أهم بند فيه إحالة قضية الحدود إلى محكمة العدل الدولية فى لاهاى وأصدرت المحكمة حكمها فى 22يوليو 2009م وألزمت رئاسة الجمهورية بتكوين مفوضية الترسيم على الفور ولقى قرار محكمة العدل فى لاهاى بشأن الحدود بين الدينكا والمسيرية ترحيباً حاراً بين الجانبين المؤتمر الوطنى وقبيلة المسيرية من جانب والحركة الشعبية والدينكا نقوك من جانب آخر ، حيث اصدرت رئاسة الجمهورية قراراً رئاسياً بتنفيذ القرار وترسيم الحدود على الأرض فماذا جرى فيما بعد ؟!
وقد وصفت وزارة الخارجية السودانية الحكم الذي أصدرته محكمة التحكيم الدولية في لاهاي بشأن حدود منطقة أبيي بأنه خطوة للامام مؤكدة التزام الحكومة السودانية واحترامها لقرار المحكمة0‏ وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية قوله : ان الحكومة السودانية ستحترم القرار الذي تعتبره نهائيا وملزما نظرا لموافقة جميع الاطراف منذ البداية على الاخذ بحكم المحكمة الذي يضمن أيضا حقوق الرعي في المنطقة0‏
ومن جهة أخرى قال دينق الور كول المسؤول بالحركة الشعبية لتحرير السودان المشاركة في حكومة السودان الائتلافية ان قرار محكمة التحكيم مقبول وسيحظى باحترام الحركة الشعبية، و اكد القيادى بالحركة الشعبية ووالى النيل الازرق مالك عقار التزام الحركة بما جاء فى حيثيات الحكم، وناشد الطرفين بالتريث فى ابداء الاحكام، واضاف (المنطقة سودانية وليس هناك غالب او مغلوب)، ونوه الى ان الخطوة المقبلة تتمثل فى تدارس الامر بين الشريكين بخصوص اختيار المساحين لترسيم الحدود.وفى ذات السياق اشار
رحمة عبد الرحمن النور، نائب رئيس ادارية ابيي، الى ان القرار لن يؤدى لاي انفلاتات امنية بالمنطقة، مؤكدا ان الطرفان استقبلته بروح طيبة
واعتبر الفريق الطيب عبد الرحمن، والي غرب كردفان السابق، ان قرار لجنة التحكيم الدولية حول ترسيم حدود ابيي جاء وفاقيا؛ ويرى ان يبدأ تطبيق القرار واستمرار التعايش بين القبائل بالمنطقة، ووصف القرار بانه نزل بردا وسلاما علي المواطنين من الطرفين؛ وسيتعايش الطرفين مع القرار. واضاف (ان القرار سيحفز الطرفين المسيرية والدينكا لتعميرها، وان ابيي تحتاج لدعم ابنائها وان ابناءها قادرون علي السير بمنطقتهم الي الامام)، ورأى ضرورة ان يتم شرح القرار وتنفيذه للمواطنين من الدينكا والمسيرية. الى ذلك اكد د. كارلو ايويل، رئيس اللجنة التنسيقية العليا لمجتمع ابيي، ان القرار سيفتح صفحة جديدة للعلاقات بين المسيرية والدينكا وقال ان القرار جاء متوازنا، ووصف د. كارلو منطقة ابيي بانها تزخر بخيرات وذلك لما تتمتع به من بترول وثروة حيوانية وزراعية وغابية تنعكس علي جميع اهل السودان.
وقبل حريكة محمد عثمان اميرعموم المسيرية ولاية الخرطوم بالقرار واضاف (نحن نقبل اقامة دينكا نقوك معنا في نفس الارض ونحن استقبلنا القرار بكل روح ).
وتفاقمت الأزمة من جديد عقب تصريحات القيادى فى المؤتمر الوطنى مستشار البشير الفريق صلاح قوش واصفاً قرار محكمة لاهاى لم يحل المشكلة وعلى الطرفين إيجاد صيغة جديدة بديلة والسؤال الذى يطفو على السطح كل الإتفاقيات السابقة التى وقعت لم يجد التنفيذ من جانب المؤتمر الوطنى هل هذه الصيغة الجديدة التى يتحدث عنها صلاح قوش ستجد حظاً وافراً فى التنفيذ ؟! أعتقد لا والتاريخ يشهد على ذلك ، وقبل التصريحات النارية لرجل الامن الانقاذى لقى اللجنة المكلفة من رئاسة الجمهورية لترسيم حدود الدينكا نقوك والمسيرية صعاب لانجاز مهامها وتعطلت عملية ترسيم الحدود حتى لحظة كتابة السطور هذ ه .
فى سياق متصل رفض المؤتمر الوطنى تكوين مفوضية إستفتاء منطقة أبيى حيث قدم الحركة الشعبية مرشحين لرئاسة المفوضية ولكن قوبل بالرفض من قبل المؤتمر الوطنى ، وحسب الإتفاق بين الجانبين أن المؤتمر الوطنى سيسمى رئيس مفوضية إستفتاء الجنوب بينما الحركة الشعبية ستسمى من يرأس مفوضية أبيى وحسب محاضرة قدمها الرئيس سلفا كير بمعهد السلام فى الولايات المتحدة الأميركية فى هذا الشهر أنهم " أى الحركة الشعبية " قدموا مرشحين من كافة القبائل الجنوبية وتم رفضهم من جانبهم وسألت الحركة الشعبية من تريدون ليرأس المفوضية ؟ أجابوا نريدوا هندياً ! يذكر أن السودانى اذا ارد ان يسخر بالآخر يقول له انت هندى ولّى شنو ؟!
فوجئت الحركة الشعبية والدينكا نقوك بمقترح جديد من المؤتمر الوطنى بتحويل المنطقة إلى منطقة تكامل بين الشمال والجنوب فى حالتى الإنفصال أو الوحدة ففى الحالة الأولى يتم وضع علمى البلدين ومنح مواطنى المنطقة الجنسية المزدوجة والحقوق الدستورية بين البلدين وفى الحالة الثانية يكون مواطنى ابيى مواطنين كل من اقليمى الشمال والجنوب ، وقوبل بالرفض جملة وتفصيلا من قبل الحركة الشعبية والدينكا نقوك والمجتمع الدولى واعتبروه خروجاً واضحاً من برتكول ابيى .
وفى آخر المفاوضات بين الجانبين فى نيويورك بوساطة أميركية اقترح الولايات المتحدة الأميركية بتقديم برامج تنموية فى مناطق المسيرية وقال وفد المؤتمر الوطنى أنه بصدد دراسته فى الخرطوم وسيلتقى الوفدان مجدداً بوساطة أميركية فى أديس أبابا فى منتصف أكتوبر 2010م ، وقال القيادى البارز فى الحركة الشعبية وزير التعاون الإقيلمى بحكومة الجنوب الأستاذ/ دينق ألور بأنها الفرصة الأخيرة للمؤتمر الوطنى .
المبحث الرابع : العوامل الجغرافية المؤثرة على الصراع
أولاً : أثر الموقع الحدودى على الصراع
لاشك وقوع منطقة أبيى فى شمال إقليم جنوب السودان هو من الأسباب الرئيسة للصراع حول أبيى فمعروف بان قبيلة المسيرية تجاور قبيلة الدينكا نقوك وتشتركا فى المراعى فأدى عملية الإشتراك فى المراعى إلى صدامات متفرقة بين الجانبين لفترات طويلة وتفاقمت إلى أزمة تكاد عن تكون عصى على الحل رغم المحاولات الكثيرة ، ومناطق المسيرية كما سبق ذكره تقع فى السافنا الفقيرة ذات الأشجار المحدودة والامطار النادرة وبما انها قبيلة رعوية فلا بد من البحث عن مناطق للرعى فيها فكانت منطقة أبيى هى المناسبة لمواشيهم بحكم الموقع المجاور لهم والمرعى .
ثانياً : أثر التركيب القبلى فى الصراع
قبيلة المسيرية هى قبيلة عربية حسب التصنيف العرقى والإثنى فى السودان لذلك تجد دعماً سخياً من الحكومات فى المركز التى تدعى بالعروبة والتى عملت جاهدة لجعل السودان دولة عربية رغم أنف السمة الإفريقية الغالبة وفشلت فشلاً زريعاً والدليل على ذلك الحروبات التى تشتعل فى كل الجهات الأربع فى السودان ، وفى المقابل بان قبيلة الدينكا نقوك من فروع الدينكا كبرى القبائل فى السودان وثالث قبيلة فى إفريقيا بعد الهوسة والزولو وشارك قبيلة الدينكا نقوك بصورة فاعلة فى الحربين بين الشمال والجنوب
رابعاً : أثر الموراد الإقتصادية
الصراع فى أبيى لاتغيب عنها غناها بالموارد الطبيعية لذلك طمع الكثيرون فى مواردها السطحية والباطنية فى سطحها مياه عذبة صالحة للشرب بالنسبة للإنسان والماشية وارضها خصبة صالحها للزراعة وامطارها شبه منتظمة مما يساعد الإستقرار فى الأنتاج الزراعى ومعظم المحاصيل الغذائية والتجارية يمكن ان تزرع فى منطقة أبيى بالإضافى الى المراعى الطبيعية الواسعة التى تتمتع بها والذى يجعل قبيلة المسيرية ترحل لتقطع ألاف الأميال وترعى فيها وفى باطنها ذهب أسود .
وتم إكتشاف البترول فيها بكميات كبيرة حيث توصف دائماً بأنها المنطقة الغنية بالنفط مما زاد الطين بلة وزاد الطامعون من تمسكهم بها .
الخاتمة :
أولاً : النتائج
- السبب الرئيسى للمشكلة هى تحريض الحكومات المتعاقبة فى الخرطوم للقبائل المسيرية ودعمها دعماً سخياً ليحارب بالوكالة عنها لتحقيق أهدافها السياسية
- ووجود الموارد فى المنطقة من موارد سطحية وباطنية زاد المؤتمر الوطنى طمعاً فى المنطقة .
- عدم توفر الإرادة السياسية للمؤتمر الوطنى لحل القضية وتمسك بها ككرد للضغط على الجنوب لتقديم المزيد من التنازلات .
- عدم فهم عدد كبير من مواطنى قبيلة المسيرية لقضيتهم واصبحوا دمية لأبنائهم العاملين فى المركز الذين اختاروا الخرطوم مسكناً لهم وتركوا اهلم المسيرية فى اتون النيران .
- فى نهاية المطاف ستعود أبيى لجنوب السودان بأى شكل من الأشكال بدعم من المجتمع الدولى الذى شهد على الإتفاق وسيتم تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية فى لاهاى بشأن حدود منطقة أبيى ، وحتماً ستعود الإستقرار للمنطقة .
ثانياً التوصيات :
- على الشريكين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية العمل على محاولة إعادة العلاقات التاريخية بين الدينكا والمسيرية لأنها فيها منفعة للطرفين " امنية – إقتصادية – تنموية "
- على جنوب السودان ان يحول منطقة أبيى إلى ولاية قائمة بذاتها وأن يجعلها ولاية جاذبة للسكان لكل الجنوبيون بتوفير التنمية والتنمية البشرية وجذب الإستثمارت الأجنبية فى المجلات المختلفة وإنشاء عدد من الجامعات والمؤسسات التنموية الأخرى وإنشاء قاعدة عسكرية لتفادى أى خطر محتمل للولاية حيث كل ما زاد عدد السكان يكون عنصر قوة لجنوب السودان .
- على المسيرية القبول بقرار لاهاى وعدم تراجعه لضمان جيرة طيبة تحفظ لهم مصالحهم فى الجنوب عامة وليس منطقة أبيى فحسب .
تم !!
المراجع الاساسية باللغة العربية :
1- فرانسيس دينق ،صراع الرؤى ، نزاع الهويات فى السودان ، ترجمة عوض حسن ، الطبعة الثانية ، القاهرة 2001م .
2- محمد عبد الغنى سعودى ، السُّودان ، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ، بدون .
3- يحى جمال عثمان، الحدود الادارية فى السودان ، رسالة ماجستير فى الآداب ، قسم الجغرافيا ، جامعة القاهرة 1959م .
4- صديق البادى ، القبائل السودانية والتمازج القومى ، دار البلد الخرطوم 1998م
المراجع الاساسية باللغة الانجليزية :
1- Beshir, Mohamed Omer, ( 1975 ) : the South Sudan , from conflict to peace , Khartoum bookshop
2- Abyei conflict US JOURNAL.
3- الصحف وبعض وكالات الانباء العالمية والمحلية .
[email protected]
[email protected]
تم عرض هذا البحث كمحاضرة فى الجمعية الافريقية فى الزمالك يالقاهرة فى يوم الخميس الموافق 30- سبتمبر- 2010م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.