ظهرت طائرات هجومية رابضة على الارض -من ذلك النوع الذي قال تقرير للامم المتحدة ان الحكومة السودانية ربما استخدمته في غارات في دارفور بالمخالفة لحظر للسلاح- عيانا بيانا أمام دبلوماسيين بمجلس الامن الدولي خلال زيارتهم لاقليم دارفور المضطرب غرب السودان الشهر الجاري. وحصل السودان على 15 طائرة من طراز سوخوي سو-25 روسية الصنع المعروفة باسم "فروج فوت" من روسياالبيضاء منذ عام 2008 . وهناك جدل حول ما اذا كانت الحكومة السودانية استخدمتها في تنفيذ غارات جوية ضد ابناء دارفور في انتهاك لحظر على السلاح الذي فرضته الاممالمتحدة عام 2005. وقال دبلوماسي بمجلس الامن لرويترز مشترطا عدم الافصاح عن اسمه ان وجود الطائرات في دارفور ليس في حد ذاته دليلا على أنه تم استخدامها في هجمات على سكان دارفور ولكنه امر "مثير للريبة بدرجة كبيرة". وظهرت أربع من تلك الطائرات في صورة لرويترز التقطت يوم الثامن من اكتوبر تشرين الاول حين كان مسؤولون سودانيون يودعون وفد مجلس الامن التابع للامم المتحدة في مطار الفاشر في شمال دارفور بغرب السودان. ويقول متمردون في دارفور ان الحكومة كانت تقصف مواقعهم في جبل مرة قبيل زيارة وفد مجلس الامن في الفترة من الخامس الى التاسع من اكتوبر تشرين الاول للسودان وخلالها. وقال دبلوماسيون ان تقريرا للجنة خبراء بالاممالمتحدة مكلفة بمراقبة الامتثال للحظر يشير الى أن بعضا من الخمس عشرة طائرة طراز سوخوي سو-25 ربما استخدمت في عمليات عسكرية في دارفور. وأضاف الدبلوماسيون أن الحكومة السودانية تعهدت لروسياالبيضاء بأنها لن تستخدم تلك الطائرات في دارفور وأنها قالت للجنة الخبراء انها أوفت بذلك الوعد. ولم ينشر هذا التقرير رسميا بعد لكن دبلوماسيين كشفوا أهم ما خلص اليه. ولا يمنع الحظر المفروض على السلاح توريد معدات عسكرية للسودان لكن الدول مطالبة بالحصول على ضمانات من الحكومة السودانية بألا ينتهى مآل هذه الاسلحة الى درافور. وكانت صحفي برويترز يرافق الوفد قد التقط صورة الطائرات سوخوي-سو-25 تحت سمع وبصر المسؤولين السودانيين ومسؤولين أمنيين من الاممالمتحدة ودبلوماسيين من مجلس الامن التابع للامم المتحدة. كما لاحظ أعضاء عديدون بالوفد الطائرات وأعربوا عن دهشتهم من أن الحكومة السودانية تركتها على المدرج بالقرب من طائرة تابعة للامم المتحدة كانت تنقل المبعوثين الى العاصمة الخرطوم. وتعرف ثلاثة خبراء على طراز الطائرات الموجودة في الصورة وهم جون بايك من جلوباس سيكيورتي دوت أورج وهو موقع على الانترنت معني بشؤون الامن والدفاع ومقره واشنطن وبود كول الاستاذ في جامعة الدفاع الوطني التابعة لوزراة الدفاع الامريكية (البنتاجون) وجارث جيننجز مدير تحرير وحدة ميسايلز اند روكتس في مجلة جينز العسكرية. وقال جيننجز في تصريح لرويترز ان الطائرات سوخوي-سو 25 "مصممة خصيصا لمهاجمة أهداف برية وهي المعادل الروسي للطائرة ايه-10 وورتهوج بالقوات الجوية الامريكية". ومن الصعب التحقق من تقارير القصف الجوي. ولا تتمكن القوة الهجين من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور في الغالب من الوصول الى مناطق الصراع لمراقبة تلك الانتهاكات. وسلم مكتب السفير السوداني في الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان بتلقيه رسالة الكترونية من رويترز تستفسر عن الطائرات ولم يكن لديه تعليق على الفور. ولم تجب بعثة الاممالمتحدة في روسياالبيضاء على اتصالات بهاتفها ولم تجب على استفسار بالبريد الالكتروني. ويقول الدبلوماسيون ان الصين حاولت عرقلة نشر تقرير لجنة الخبراء بسبب قسم يقول ان أعيرة نارية صينية استخدمت في هجمات على قوات الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور. والمحت وفود من الولاياتالمتحدة ومن دول غربية الى أنها تود توسيع حظر الاسلحة ليشمل كافة مبيعات السلاح للخرطوم لكن دبلوماسيين يقولون ان الصين لن تسمح بذلك أبدا.