[email protected] كان الأسبوع الماضي درامياً بالنسبة إلى حركة التحرير والعدالة .. البيان الذي صدر باسم رئيس المجلس الثوري ( التشريعي) والذي أعلن فيه إقالة رئيس الحركة ( د.سيسي) قد أصاب عضويتها وقيادتها بدوشة .. كان ذلك واضحاً في مستوى الحذر الذي حوته التصريحات الرسمية للحركة التي صدرت عقب البيان .. كذلك الإجتماعات الطارئة رفيعة المستوى ، بالغة الأهمية التي تلت ذلك حسبما جاء في بيانهم الرسمي الذي أعلن إحباط المحاولة الإنقلابية أو الإنشقاقية.. نقول إذن حمداً لله على السلامة فقد أحرزتم هدفاً في مرمي الإنشقاق .. وبقيتم متوحدين .. تلك محمدة نريدكم أن تستمروا متوحدين .. فالوحدة نفسها هدف مطلوب يجب الحفاظ عليها.. وإلا سوف تغص الساحة الثورية بضجيج الحركات المتشظية مرة أخرى .. ويا له من ضجيج ويا له من عويل .. و يا لها من (عوارة) .. سيطروا على تلك العوارات والحركات الكرتونية ولا تتركوها تنفلت من الوعاء وتطل علينا من جديد .. والتجربة التي مررتم بها الاسبوع الماضي أوضحت أن تلك الحركات نفسها قد وعت الدرس وما عادت تحن إلى الماضي البئيس ولم تلتمس سبيل الإنشقاق أو تدعمه. لكن رغم ذلك الهدف ، إلا أنه ما تزال النتيجة هي التعادل .. كيف؟ تذكروا أنه قد ولج مرماكم هدف مبكر سجلتموه بأنفسكم في أنفسكم .. هل تذكروه؟ سوف نذكركم به .. وسوف نذكركم في نهاية المقال أيضاً كيف يمكنكم تسجيل هدف الترجيح الذي قد ينقلكم مباشرة إلى مقاعد المخلصين الصادقين وتقلبون به كل التوقعات. أما الهدف الذي سجلتوه في أنفسكم فهو الذي جعلكم ضمن الزمرة الخاسرة لولا هدف التعادل الذي حمل إسم الحفاظ على الكيان واللبقاء متوحدين. إنه هدفٌ مشين أتاح للحكومة أن تنفرد بكم ..تحاصركم وتغازلكم .. تفرح بكم وتدافع عنكم في معركة كنتم في حاجة إلى رفقاء السلاح والكلمة المقاتلة والموقف النبيل.. لكن إخترتم طوعاً أن نكونوا في ذلك الموقف ومن عجبٍ فقد كنتم فرحين بذلك الإتفراد .. الهدف الذي أحرزتموه في أنفسكم كان قد نال من المركز القوي الذي كانت الثورة تقف على رُباه ذلك الهدف قد ولج مرماكم ومرمى الثورة يوم أن شقفتم الصف الثوري كله يوم أن رفضتم التنسيق مع المجموعتين الثوريتين الأخريتين ( العدل والمساواة ومجموعة خارطة الطريق) لم يكن مقنعاً قول رئيسكم " إن حركة العدل والمساواة ما كانت راغبة في التنسيق معنا وأنها لم تعترف بنا أصلاً فكيف تطلبون منا التنسيق مع من لم يعترف بكياننا !! هكذا الكلام كان عذراً أقبح من ذنب العدل والمساواة نفسه صحيح العدل والمساواة كانت كذلك.. وكان موقفاً خاطئاً .. وذنباً عظيماً لكن هل سعيتم أنتم ( حركة التحرير والعدالة) ومددتم لها يد التعاون ثم صدتكم بالفعل .. أم أنكم كنتم تبحثون عن العذر لتداروا به الرغبة العمياء في الإنفراد؟ .. خطأ الغير ما كان يوماً ولن يكون حسنةً تحسب للآخر. إذا أثبت أن فلاناُ شيطاناً لا يعني ذلك أنك ملاكاً ، فقد تكون شيطاناً آخر مثله. وصحيح أيضاً أن قائدكم كان يوجه نداءاً إلى العدل والمساواة بأن تعود إلى الدوحة .. كيف يوجه ذلك النداء بذلك البرود دون أن يكلف نفسه عناء الإجتماع بهم.. آخذين في الإعتبار الحالة النفسية التي كانت عليها العدل والمساواة أيامئذٍ .. أما كانت مناشدة الشامت ؟ أولم تكن عزومة مراكبية ؟ تهافتكم على التفاوض مع الحكومة منفردين يذكرني بسلوك بعض الرفاق من جماعة مني مناوى ، كما وردنا من من نثق به ، أيام تأهبوا للتوجه إلى الخرطوم ليتسلموا إستحقاقات أبوجا .. بعض أولئك النفر لم يتمالك نفسه عندما وصل الخرطوم وبدأت وظائف السلطة الإنتقالية تستقبلهم وهن عاريات ..عاريات من اية قوة أو صلاحية .. ومع ذلك (إنبرش) ذلك البعض من الرفاق أمام تلك الوظائف وأقبلوا على ربهم شاكرين أن جعل الآخرين يعافون إتفاقية أبوجا مما جعل نصيبهم صافيا خالصاً من منافسة ومزاحمة أولئك الآخرين. (قالوا الحمد لله جانا صافي) وما دروا أن العلة كل العلة في إتفاقية أبوجا كان نقصان الإجماع من قبل الحركات الممثلة لأهل دارفور يومئذٍ قبل أن يكون نقصان المضمون. قد يختلف معي البعض في هذا ولكنني شخصياً كان موقفي الرافض لإتفاقية ابوجا كان مبنياً على هذا الأساس. لو كانت قد جاءت إتفاقية أبوجا بأقل مما جاءت به لكن بإجماع الحركات التي كانت تمثل الثورة آنذاك لما كنت قد رفضتها. شأن أية ثورة إما أن تنتصر أو تتوصل إلى حلول وسط .. وقد تنهزم أيضاً .. لا يهم .. لكن المهم أن تكون النتيجة (كيفما كانت) وفق مبررات موضوعية وألأهم من ذلك أن تكون النتيجة قد أجيزت بديمقراطية وشفافية كاملتين وبرضا وبمشاركة الجميع. تلك هي معادلة المصير والرضا به أيها الرفاق وذلك ما لم يحدث في ختام مفاوضات أبوجا .. وهذا ما سوف لن يحدث في نهاية مفاوضات الدوحة. واليوم أركم .. ايها الرفاق في حركة التحرير والعدالة تكررون السيناريو نفسه يخيل إليّ أنكم كنتم تمنون النفس أن تنسحب حركة العدل والمساواة من الساحة حتى تكونوا في وضعية (جانا صافي) أو وضعية (السخيل الكتل تومو) فتنفردوا برضاعة متوهمة قد ترضعكم إياها الحكومة. صحيح ، قد نافرت العدل والمساواة وأنكرت وجود الجميع عند لحظة المغنم .. وقالت ما قالت لكن إذا كانت العدل والمساواة كانت قد قالت ذلك في لحظة الكبرياء والتيه والزهو الحرام ( رغم أنه ليس عذراً ) فهل تعنون أنكم لا تمانعون في أن يصفكم الناس ويشبهونكم بالعدل والمساواة من حيث الجحود والكبرياء .. إذا سمي الناس ما أقدمت عليها العدل والمساواة بجحود نضالات الرفاق ، هل تقبلون أن يسمي الناس موقفكم هذا بالإنتهازية؟ طيب الآن قد تابت العدل والمساواة فلماذا لا تتوبون؟ موقفكم من حركة العدل والمساواة ينطبق على موقفكم من مجموعة خارطة الطريق .. فإذا كانت مجموعة خارطة الطريق قد تنكبت الطريق ولم تفلح في أن توحد عناصرها في كيان واحد فاستحقت لعنة الجميع وجلبت عليهم تعالى الوساطة وحرمانهم من التمثيل في التفاوض، هل يعطفيكم ذلك من تهمة الإنتهازية التي أعترتكم يوم رفضتم التنسيق معهم معللين أن الوساطة هي التي لم ترغب منحهم مقعداً في التفاوض .. وهل تُحدد لكم الوساطة مع من تنسقون ومع من ترفضون التنسيق؟ الا يعني ذلك أن الوساطة هي التي تقودكم وتتحكم في قراركم؟ ألا يعني ذلك أن الحكومة التي تتحكم في الوساطة هي التي تتحكم في قراركم ؟ أم أن قراركم كان بأيديكم لكنكم كنتم تبحثون عن العذر لتغطوا به سوء نيتكم ورغبتكم الجموحة في الإنفراد حتى يأتيكم نصيبكم خالصاً؟ تُرى أي الفرضيتين أنسب لكم؟ لقد كانت مجموعة خارطة الطريق حمقاء حين فوتت الفرصة على نفسها بأن توحد فصائلها فتصبح - غصباً عن الوسيط - جسراً للتواصل بين حركتين ليس بينهما وداد ، هما: حركتكم ( التحرير والعدالة ) وحركة العدالة والمساواة .. لكن رفضكم التنسيق معهم يمثل إنتهازية فاق حماقتهم . إن الحسنة التي في سجلكم الناتجة عن حفاظكم على وحدتكم قد عادلتها السيئة التي كسبتها ايديكم بتمكين الحكومة من رقابكم بسبب أنفرادكم .. والذئب يأكل من الغنم القاصية. النتيجة تجاوزاً تعادل إذن .. إن لم تكونوا متأخرين بهدف والآن .. هل من سبيل لتسجيل هدف ينقلكم من الخلف إلى صفوف الصامدين الصادقين؟ ليس في الدنيا مستحيل ولأن كل شيئ وارد .. أطلب من الناقمين عليكم وخاصة منسوبي حركة العدل والمساواة أن يحسنوا بعض الظن بكم .. حتى حين.. أرجوا من قادة العدل والمساواة أن يضبطوا إيقاع صحيفتهم الإليكترونية وتصريحات بعض قادتهم بحق حركة التحرير والعدالة حتى نرى ما تنتهي إليه هذه الأخيرة. ايام قليلة ويأتي الخبر اليقين إما قلبت حركة التحرير والعدالة كل التوقعات فإرتفعت فوق الظنون وإما صدقت فيهم الظنون فسجلوا هدفاً آخر بأنفسهم فنزلوا أسفل سافلين لو نجت حركة التحرير والعدالة من مأزق (الوحل الحكومي) وعادت صافية من غير سوء فسوف يبدل الناس كل سوءاتها إلى حسنات ولأصبح الطريق مفروش بالورود بينها وبين المتشككين في نواياها ، وعلى رأسها حركة العدل والمساواة ، ولأصبح ممكناً أن نرى حبل الود ممدوداً بينهما. دفاع الحكومة عن هذه الحركة أيام محاولات الإنشقاق الأخيرة كان شيئاً لافتاً .. وكان أمراً مخجلاً ومخيفاً في آنٍ واحد .. لكن العبرة بالخواتيم . فإذا إستعصت هذه الحركة على التلاعب الحكومي فقد نجوا ، وذلك هو هدفٌ في مرة الحكومة فهل التحرير والعدالة بها كفيلة. إن غداً لناظره قريب مجرد خاطرة محاولة شق حركة مناوي في هذا التوقيت هل هو البرهان العملي على تهيئة الحكومة للمقعد الخاوي من أي مضمون والخالى من صاحبه مناوي الذي كان ، منصب ( مساعد رئيس الجمهورية) أملاً في أن يقبله رئيس مجموعة (جانا صافي) الجديدة في تكرار بالكربون لأبوجا ؟ بكرة نشوف.