مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستراتيجية الأمريكية اتجاه السودان .. بقلم: أ. نازك عبدالحميد هلال
نشر في سودانيل يوم 26 - 10 - 2010


nazik hilal [[email protected]]
وضع السودان في الاستراتيجية الأمريكية
الاستراتيجية الأمريكية بصفة عامه تصنعها أو تساعد في صنعها العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنها البيت الأبيض، مستشارو الرئيس ،الخارجية، الكونجرس، البنتاغون، وكالات الاستخبارات، مجموعات الضغط، مراكز الدراسات والبحوث، وكل جهة تحاول الضغط لتنفيذ ما تراه مناسبا، عليه فالمراقب العادي قد يرى تعارضا أو تناقضا في بعض السياسات أو القرارات الأمريكية، ولكن الخبراء يرون خلاف ذلك، وهناك مستويين أو أكثر من التعامل مع القضايا والملفات المطروحة، وأعلى هذه المستويات مستوى التعامل السياسي والاستراتيجي بعيد المدى والذي تكون فيه المصالح والمخاطر الاستراتيجية هي التي تحرك وتدير ذلك الملف .أما المستوى الأدنى هو مستوى أجهزة ادارة ألازمات.(1)
السودان كحقيقة تاريخية – حسب رأى الخبراء- لم يكن ومنذ استقلاله ضمن الأجندة السياسية والاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية إلا من خلال بعض النقاط التاريخية وهى:
• منذ نهاية الخمسينات بعد صفقة الأسلحة الشرقية لعبد الناصر، لقفل الطرق أمام التمدد السوفيتي ،وقد زار نيكسون نائب الرئيس الامريكى وقتها السودان.
• لم يعد السودان لدوائر الاهتمام الاستراتيجية ألا بعد حرب أكتوبر 1973م مع بداية تنامي وتركز الاهتمام الامريكى بصر باعتبار أنها دولة مفتاحية في المنطقة ،ووصل هذا الاهتمام قمته في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات من القرن العشرين ،بلغ حجم المساعدات العسكرية في بعض السنوات للسودان حوالي 200 مليون دولار واشترك السودان في العديد من المناورات العسكرية الأمريكية في ذلك الوقت وقد بدأ هذا الاهتمام في التلاشي بعد اتفاقية ابريل 1985م.
• فالسودان من خلال هذا السرد لم يقترب من دوائر الاهتمام الاستراتيجية الأمريكية أو التخطيط لسياسة بعيدة المدى منذ الاستقلال وحتى قيام الإنقاذ في عام 1989م وإنما كان دوره مهم حسب أهمية دوره لمصالح الولايات المتحدة في مصر والسعودية وغيرها(2).
وفى عام 1990م كانت هنالك محاولة أمريكية لحل مشكلة جنوب السودان يتضمن مقترح الحل نقاط مقبولة لدى الطرفين مثل التأكيد على وحده السودان واقامة نظام فيدرالى وديمقراطى ليبرالى.وكانت النقطة الأساسية التي أدت الى فشل هذه المبادرة هى ما يختص بالفصل بين القوات فى الجنوب . لذلك لم توافق عليها الحكومة السودانية ودخلت فى سوء تفاهم مع الاداره الامريكية. وفى ذات العام مارست الادارة الامريكية ضغوطا على السودان لاثنائه عن خطة المستقبل واجباره على السير على نهجها ومن هذه الضغوط ، منعت الولايات المتحده الامريكية سفينة محملة بالقمح وصلت ميناء بورتسودان من افراغ شحنتها فى السودان رغم أن حكومة السودان دفعت قيمتها وتم تغير مسار السفينة الى جهة اخرى.
وفى حرب الخليج الثانية كان موقف الحكومة السودانية هو رفض التدخل الاجنبى ودعت الى حل عربى ، تم تفسير الموقف السودانى بانه مؤيد للعراق مما اغضب الحكومة الامريكية. وفى مارس 1990م وبعد لقاء الرئيس البشير بكوهين مساعد وزير الخارجية الامريكى لشئون الافريقية اوفقت الحكومة الامريكية مساعدتها الاقتصادية والعسكرية للسودان تنفيذا للقرار الذى ينص على عدم تقديم مساعدات لحكم جاء من خلال الانقلابات ما لم تبدا الحكومة استعدادها لإعادة الديمقراطية خلال ثمانية اشهر، وفى يناير 1991م اثار إعلان تطبيق الشريعة الاسلامية غضب الولايات المتحدة الامريكية لكراهيتها لاى نظام اسلامى، لذلك بدات تشن حملات معادية للتوجه الاسلامى فى السودان، فبدات تتحدث عن النظام بانه عسكرى وغير ديمقراطى وينتهك حقوق الانسان فى جبال النوبة ويقود حربا دينية ضد العنصر الافريقى فى الجنوب ويرعى الارهاب ويمارس تجارة الرق.(3)
وتكمن اهمية الاستراتيجية الامريكية اتجاه السودان فى الاتى:
• العامل الدينى والعرقى وذلك ان نسبة كبيرة من الامريكيين من اصول زنجية، اضافة الى نشاط الكنائس الانجيلية.
• المصالح الاقتصادية لامريكا خاصة النفط، اضافة لوجود ثروات معدنية اخرى.
• ازمة الغذاء العالمى، وهى ازمة تزيد من اهمية السودان اذ بها اراضى صالحة للزراعة.(4)
وهنالك عوامل عديدة اثرت على العلاقات السودانية الامريكية منها الضغوط الامريكية التى تمارسها مراكز الضغط على الادارة وعلى الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب بغرض فرض سياسات او اصدار قوانيين او اتخاذ مواقف ، وفى كل تلك الاحوال تراعى مراكز الضغط مصالح تلك الجهات التى تدافع عنها، وقد تقود تلك المراكز حملات اعلامية ضخمة بغرض التاثير على الراى العام وبالتالى على الادارة الامريكية والمشروع الامريكى، ومن اهم مراكز الضغط هذه ما تسمى بالكتلة السوداء وهى تمثل الزنوج الامريكيين ومنها اللوبى الاسرائيلى الصهيونى وكذلك كتلة المحافظين الجدد وهم مجموعة من المسيحيين المتشددين ولهم ولاء كبير لاسرائيل ومنها مجموعات المصالح الكبرى،مثل مجموعة المصالح النفطية وتسمى بالمؤسسة الشرقية ومجموعة المصالح العسكرية والتقنية وتسمى بالمؤسسة الغربية، كل هذه المراكز تؤثر على الادارة الامريكية بصورة او اخرى وقد تكون التاثيرات متعارضة او متناقضة مثلا المصالح النفطية تدعو للاستثمار فى السودان وعدم ترك السوق السودانى نهبا لراس المال الاسيوى، فى حين ان المحافظين الجدد يشددون على فرض حصار اقتصادى على السودان ومعاقبة الشركات التى تتعامل او تستثمر فيه.فالتقارير الى ترسلها بعض دول الجوار الى الادارة الامريكية عن الحكومة السودانية سلبا او ايجابا، وذلك من خلال التقارير المصرية عن السودان" خاصة وان الملف السودانى لوقت طويل كان لدى الحكومة المصرية " ومنها دو الجوار كافة اثيوبيا واريتريا ويوغندا والسعودية... الخ، وبالتالى فان هذه التقارير تؤثر على تقديرات الادارة الامريكية.
• علاقات السودان وتوجهاته الخارجية تؤثر ايضا على قرارات الادارة الامريكية ومن ذلك حجم وعمق اعلاقة بين السودان وايان والعراق وليبيا فى وقت من الاوقات ومنها علاقة السودان وتوجهه شرقا نحو الصين والهند وماليزيا واندونيسيا.
• حجم وقدرة المعارضة السودانية وقد تأثرت أيضا لبعض كتابات واصدارات بعض رموز المعارضة او بعض الأكاديميين السودانيين المحسوبيين على المعارضة .
• اداء الحكومة السودانية نفسها يؤثر على تقديرات الادارة الامريكية، فانتظام الادارة ووجود سياسة خارجية واحدة وواضحة ومستدامة عامل مؤثر ايضا، فنهج حكومة الانقاذ ومنذ قيامها عمل على حل مشكلة السودان الاولى وهى الحرب فى جنوب السودان باصرار فى استمرار التفاوض مع الحركة الشعبية ومع الفصائل المنشقة عنها حتى تم التوصل لاتفاق الخرطوم للسلام ولاتفاق نيفاشا للسلام، هذا التطور من الحرب للسلام لاشك ادى الى التاثير على العلاقات بشكل كبير.
• التحولات داخل النظام نفسه،حيث تم حل المجلس العسكرى بعد فتره ثم تلى ذلك قيام مجلس وطنى ومن ثم وضع دستور للبلاد ثم تلى ذك صدور قانون للاحزاب وغيرها من التطورات السياسية حول النظام الرئاسى والحكم الاتحادى وغيرها تؤثر فى سياقها العام على العلاقات السودانية الامريكية.
• هنالك ايضا تطورات فكرية وتنظيمية داخل الانقاذ ادت الى ابعاد بعض اطراف العملية السياسية والى اغلاف بعض المؤسسات "المؤتمر الشعبى – العربى- الاسلامى " وادت ايضا الى اتخاذ بعض الاجراءات والقرارات مثل الغاء قرار دخول المواطنيين العرب السودان بدون تاشيرة وابعاد بعض الاشخاص مثل اسامه بن لادن وحظر نشاط او تقليص نشاط بعض المؤسسات، كل تلك الاجراءت ادت الى تلين المواقف الامريكية تجاه الطرف السودانى بالرغم من بعض الاثار الجانبية لمثل هذه القرارات ومنها انفجار الوضع فى دارفور.
• الاتجاه القوى والمتصاعد والعزم الكبير للانقاذ للاستثمار فى مجال النفط والتوجه شرقا طلبا للدعم وخاصة من الصين وماليزيا والهند وباكستان والنجاح الكبير فى هذا الاتجاه ، كان له اثر كبير فى التاثير على الادارة الامريكبة وعلى مراكز الضغط على الحكومة الامريكية بغرض عدم تضيع فرص للاستثمار فى السودان.
• الاداء الجيد للدبلوماسية السودانية وخاصة فى السنوات العشر الاخيرة واستمرار التوازن فى تلك السياسة والبعد بقدر الامكان عن المحاور المعنفة امريكيا واعطاء انطباعا قويا لدى الادارة الامريكية ولدى مراكز البحوث تاثيرا ايجابيا على العلاقات بين البلدين.
• تطور العلاقات بين حكومة الانقاذ ومعارضيها والوصول لتفاق مع العديد منهم الى العمل داخل البلاد وتوسيع نطاق النشاط السياسى والحربى والتصريح القانونى بالتنظيم والنشاط الحزبى والسياسى والفكرى العام، وقد ادى ذلك الى التاثير على صانعى القرار داخل الادارة الامريكية.(5)
عندما وصل الحزب الجمهورى الى البيت الابيض برئاسة بوش الابن، وجد امامه صور سلبية عن الحكومة السودانية التى لم تنجح الولايات المتحدة الامريكية من عزلها ولم تنجح حركة التمرد في إسقاطها ، لذلك فكر بوش في تغير أسلوب التعامل مع الشأن السوداني لعدة أسباب منها :
• ضغوط اللوبى ضد السودان بصورة ازعجت الادارة الجديدة.
• اعتماد الرئيس بوش فى حملته الانتخابية على جزء كبير من سند الجماعات الدينية واليمينية، وجمعات السود الامريكيين والتى تناصر حركة التمرد.
• بدء استغلال النفط السودانى وخروج الولايات المتحده وشركاتها الكبرى عن الاستثمار الواعد والمتميز.
تتمتع حركة التمرد بالدعاية داخل الولايات الاميريكية المتحدة ويفتح المجال لاطروحاتها التي تروجها داخل المجتمع الاميريكي وفي المجالات الاعلامية والسياسية والاكاديمية مع حجب هذه الفرصة عن حكومة السودان، ونتيجة لضغط الاعلام السالب وجماعات اللوبي الديني – المسيحي – اليهودي.(6)
العلاقات الاميريكية السودانية بعد احداث 11 سبتمبر:
شكلت احداث 11 سبتمبر 2001م نقطة تحول عقلاني في التعامل مع الحكومة السودانية حيث ادانت الخرطوم العملية وبدات تعاونا مع الادارة الاميريكية في مجال محاربة الارهاب، فرفعت اميريكا العقوبات الدبلوماسية عن السودان في 27/9/2002م، وهذا التحول جاء ايضا بعد عدة اخفاقات للسياسة الامريكية في التعامل مع السودان تتمثل فى الاتى:.
- فشلت الولايات المتحدة في تقديم دليل على ان السودان يرعى يدعم الارهابخاصة بعد حل مؤتمرالشعب العربي الاسلامي ومغادرة اسامة بن لادن وتسليم كارلوس لفرنسا.
- فشلت في تقديم اثبات على ان هناك سودانيون شاركوا فيتفجير مبنى التجارة الدولي في نيويورك في فبراير 1993م.
- فشلت في اثبات تورط سودانيين في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا في مايو 1995م.
- فشلت في تقديم دليل على ان مصنع الشفاء للادوية ينتج اسلحة كيماوية.
- فشلت في تقديم ما يؤكد ان سودانيين لهم علاقة بتفجير سفارتي اميريكا في نيروبي ودار السلام في 7/اغسطس1998م.
- فشل دعم الولايات المتحدة للمعارضة الشمالية في اسقاط حكومة الانقاذ.
- تحركت الدبلوماسية بفاعلية وكسرت العزلة الاقليمية واعادت علاقات السودان بالدول الاوروبية.
على الصعيد الداخلي سعت الحكومة الى بناء سلام من الداخل فوقعت اتفاقية الخرطوم للسلام 1997م مع ستة قبائل من الجنوب، اضافة الى اتفاقية فشودة مع الدكتور لام اكول واتفاقية مع عناصر جبال النوبة بحركة التمرد، وتبنت الحكومة انفتاحا سياسيا تجاه المعارضة وعاد بعضها، ثم عادت الاحزاب للعمل بحرية من الداخل تحت مظلة دستور جديد صدر في عام 1998م والذي يمهد للديمقراطية، كما صدرت الصحف الخاصة وتوسع مدى الحريات المسموح به لممارسة النقد.
وتاسيسا على هذه المعطيات اتخذت ادارة الرئيس بوش نهجا عقلانيا متمشيا مع تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وتنفيذا للتوجه الجديد ارسلت واشنطن مبعوثا خاصا للسودان في نوفمبر 2002م هو السيناتور السابق والقس جون دانفورث لبناء الثقة بين طرفي القتال في السودان(7)، اضافة الى تحقيق وقف اطلاق النار في جبال النوبة وايقاف القصف الجوي ضد المدنيين في مناطق العمليات ووقف عمليات الرق ( وهو اتهام قديم متجدد)، والسماح بتدفق العون الانساني في جبال النوبة.
قدم جورج بوش الابن الى الكونجرس الامريكي في 20 سبتمبر2002م استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة الاميريكية اشتملت خطوطها على ما يلي:
- نظرة اجمالية حول الاستراتيجية الدولية للولايات المتحدة.
- مناصرة الطموحات الى الكرامة الانسانية.
- تقوية التحالف لدحر الارهاب العالمي والعمل لمنع الاعتداءات علينا وعلى اصدقائنا.
- العمل مع الاخرين لنزع فتيل النزاعات الاقليمية.
- منع اعدائنا من تهديدنا ووتهديد حلفائنا واصدقائنا باسلحة الدمار الشامل.اكطلاق حقبة جديدة من النمو الاقتصادي العالمي عبر الاسواق الحرة والتجارة الحرة.
- توسيع دائرة التطور الاقتصادي من خلال انفتاح المجتمعات وانشاء البنى التحتية للديمقراطية.
- تطوير برامج عمل للتعاون مع المراكز الرئيسية الاخرى للقوى العالمية.
- تحويل مؤسسات الامن القومي الاميريكي لمواجة التحديات والفرص النتاحة من القرن الواحد والعشرين(8).
في ضوء الاستراتيجية الاميريكية يقع السودان في ثلاث دوائر تستهدفها اميريكا وهى:
• ( محاربة الارهاب – القرن الامريكي الجديد- مشروع القرن الافريقي الكبير)، بالنسبة للارهاب فهو يعتبر كواحد من القيم والاهداف التي تتحرك اطارها الاستراتيجية الاميريكية للقرن الحادي والعشرين وبالنسبة للقرن الامريكي الجديد في الالفية الثالثة فهو ترجمة اقتصادية وسياسية لكل الموروثات والمعتقدات الدينية والتاريخية الرائجة في الثقافة الشعبية الاميريكية التي تتمحور حول ثلاثة اهداف رئيسية:
• تجمع اليهود في فلسطين تحقيقاً لنبؤة الكتاب المقدس.
• اخضاع العالم العربي والاسلامي وتدمير بابل - اي العراق.
• اعادة صياغة العالم – اي امركته- لبناء الامبراطورية الرأسمالية.(9)
العلاقات السودانية الامريكية وقضية دارفور:
بالرغم من الدور الذى تلعبه الولايات المتحده فى اقليم دارفور الا ان هنالك رؤية غير واضحة حول الدور وحدوده و تاثيره .فقد اتسم التحرك الامريكى خلال السنوات الثلاثة الاولى من عمر الصراع فى دارفور بالبغض والبطئ وارجعت SUSAN ERICE فى دراسة اصدراها معهد بروكينجز ونشرها على موقعه الالكترونى بعنوان THE GENOCID IN DARFUR ، ذلك الى ان الادارة كانت ترى ان الضغط على الحكومة السودانية قد يؤثر على تعاون الخرطوم فى مواجهه الارهاب وربما يعرض الجهود الامريكية التى تتعلق بتوقيع اتفاق السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.(10)
شهدت العلاقات السودانية الامريكية تقاطعات مختلفة خلال عام 2004م، وذلك لظروف السودان الخاصة بالتوتر فى دارفور ومسيرة السلام مما ادى الى متابعة الولايات المتحده للاحداث ومن ثم مشاركتها من خلال رعايتها للمفاوضات والاوضاع الانسانية فى دارفور ويبدو ذلك واضحا فى حجم الزيارات المتبادلة بين الدولتين، ومن تلك الزيارات:
• زيارة وفد الكونغرس الامريكى فى السابع والعشرين من يونيو2004م للوقوف على الاحوال الانسانية وسير العمل بالمعسكرات فى دارفور، والتاكد من صحة الاتهامات الموجهه الى حكومة السودان.
• زيارة السيناتور الديمقراطى وراعى الحقوق المدنية بالولايات المتحدة الامريكية جسى جاكسون فى السادس والعشرين من اغسطس 2004م الى دارفور للوقوف على الاوضاع وحشد الموارد لتقديم الدعم اللوجستيى ،ويذكر انه حث على زرع الثقة وعدم التدخل العسكرى لحل الازمة والسعى الى تجريد اسلحه المليشيات .
• زيارة مساعدة وزير الخارجية الامريكى للشوؤن الافريقية 19/21 أغسطس 2004م.
• زيارة وفد مسلمى شمال امريكا خلال الفتره من27/28 أغسطس 2004م.
• وفى شهرى ابريل واكتوبر 2004م قدم الرئيس الامريكى شهادته للكونجرس الامريكى فى اطار قانون سلام السودان بان الحكومة السودانية والحركة الشعبية يتفاوضان جديا من اجل إحلال السلام.وقد قامت الولايات المتحدة برفع اسم السودان إلى درجة الدول المتعاونة توطيه لرفع اسمه بالكامل من قائمة الدول المهتمة برعاية الإرهاب ،وأغلقت البعثة الدبلوماسية السودانية سفارتها في واشنطن خلال شهر أغسطس 2004م بسبب تنصل السلطات الأمريكية الأمر الذي اثر على التزامات السفارة المالية تجاه موظفيها واتجاه تسديد فواتير الخدمات الأخرى مثل الكهرباء والمياه والاتصالات .وقد أمهلت الخارجية السودانية السلطات الأمريكية فترة محدده حتى يتم حل المشكلة وأشارت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها إلى انه وبحسب الاتفاقيات الدولية التي تنظم عمل السفارات الأجنبية فأن مسؤولية تسهيل عمل تلك السفارات هي مسؤولية الدولة المضيفة في المقام الأول وهو الشئ الذي لمتوفرة السلطات الأمريكية مما قلل من احتمال اتخاذ خطوات تهدف إلى سحب طاقم السفارة السودانية حال الوصول إلى طريق مسدود بشأن فتح الحساب للسفارة في واشنطن .(11)
جاءت زيارة المبعوث الامريكى للسودان "سكوت جرايشن " ومن بعده جون كيري المرشح الرئاسي الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لتؤكدان على أن تحولا أمريكيا تجاه السودان قد بدأ بالفعل .
أوضحت تصريحات كيري وهو يغادر دارفور بعد زيارتها بوضوح أن هنالك خطة أمريكية لتدخل الامريكى . فأوضح السيناتور الامريكى بوضوح " الولايات المتحدة ترغب في تعزيز علاقاتها الثنائية مع الخرطوم ، إلا أن ذلك يتوقف على تحركان ايجابية من الحكومة السودانية " ثم حدد هذه التحركات السودانية – المطلوبة أمريكيا – بقوله:" نأمل أن تتخذ الحكومة السودانية قرارات بشأن دارفور وبشأن تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وقضايا أخرى من بينها الأسلحة وحماس، فهذه الأمور مهمة لهذه العلاقة حتى نستطيع المضي قدما فيها "
وفقا لذلك ، فان الشروط المطلوبة من الخرطوم هي :
• اتخاذ قرارات بشأن دارفور، والسماح بعودة المنظمات الأجنبية المطرودة أو إيجاد حل لمشكلتها، وهذه حلتها الخرطوم بقولها ( لكيرى) أنها توافق على قدوم منظمات أمريكية جديدة بدلاً من المطرودة، ولقد رد كبر بالموافقة الضمنية حيث قال انه تم حل مشكلة إغاثة دارفور جزئياً، وقد ايته الخرطوم وعابت على المتمردين عدم الرغبة في السلام، ولفت المبعوث الأمريكي" جرايشن" الأنظار حيث قال: أن الأوضاع الإنسانية في دارفور أفضل كثيراً مما كان يتوقع.
• تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، وهذا لا مشكلة فيه واتفاق على موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في فبراير2010 بعد تأجيلها.
• عدم تورط الخرطوم في قضية مد حركة حماس بالسلاح خصوصاً مع كشف العدوان الإسرائيلي على شرق السودان في يناير وفبراير2009م بأن ما تم قصفه هو قوافل اتجار البشر. كمقابل لهذه الشروط فأن واشنطن أصبحت تلوح بالضغط على المتمردين الدار فوريين للتفاوض مع الحكومة السودانية.(12)
ولكن هذا لا يعني بأن أمريكا ستقوم برفع العقوبات عن السودان وحل المشاكل المعقلة بينهما ويظهر ذلك بوضوح عند تصريح المبعوث الأمريكي للمسئولين في الخرطوم قبيل مغادرته باستحالة رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وسحب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب وتطبيع العلاقات بين البلدين في حالة عدم تحسين الاوضاع في اقليم دارفور ومعالجة موضوع المنظمات الانسانية العاملة في السودان.
من الملاحظ بأن هنالك خطة امريكية لانهاء النزاع في دارفور تحت رعاية واشنطن وايجاد منبر تفاوضي امريكيمع غياب الدور العربي وتجاهل امريكا له اصلاً كما فعلته في رعاية مفاوضات الخرطوم والحركة الشعبية الجنوبية في كينيا فإختيارها لخطة السلام الامريكية لدارفور يرجع لعدة اهداف ابرزها:
• ان لكينيا قاعدة معروفة للمخابرات الامريكية ومكان تتجمع فيه حركات التمرد السودانية المختلفة.
• هنالك خبرة كينية بمشاكل السودان مثل خبرتها في اتفاقية سلام نيفاشا.(13)
ومن الواضح بان الهدف الاساسي لواشنطن للتطبيع مع الخرطوم يكمن في الصراع الدولي بين امريكا والصين وفرنسا على موارد السودان ودارفور بالتحديد ومنافسة الصين خصوصاً في ظل الازمة المالية التي تتطلب تنازلات امريكية سياسية مقابل مكاسب اقتصادية.
فأمريكا أصبحت تعتمد على نفط غرب أفريقيا بنسبة22% من جملة نفطها المستورد، وهنالك توقعات أمريكية أن يصعد هذا الرقم إلى الضعف بحلول عام 2025م ، والنفط السوداني يدخل ضمن هذه الأجندة فضلاً عن الموقع الاستراتيجي في دارفور غرب السودان، وموقع السودان ككل في المنطقة.
قائمة المراجع:
1. حمد عمر الحاوى-العلاقات السودانية الامريكية:المهددات والمعوقات-مجلة الراصد – مركز الراصد للدراسات الاستراتيجية- العدد الاول- يونيو 2006م – ص65.
2. ياسر ابو – العلاقات السودانية الامريكية – ورقة ضمن مؤتمر "
3. عبده مختار – مستقبل العلاقات السودانية الامريكية بعد اتفاقية السلام – مجلة دراسات المستقبل –العدد الاول – يونيو 2005م ص55.
4. www.aljazeera.net
5. ياسر ابو – مرجع سابق – ص15.
6. عبده مختار – مرجع سابق – ص60.
7. عبدالله الشيخ- مستقبل العلاقات السودانية الامريكية على ضوء المستجدات الاستراتيجة فى الساحة الدولية والمحلية- قدمت ضمن ندوة استشراق مستقبل العلاقات السودانية الامريكية – مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا –الخرطوم- 7 / 8 يناير2003م.
8. عبده مختار – مرجع سابق – ص62.
9. عمر مهاجر – السودان فى مشروع القرن الامريكى الجديد – مجلة افاق سياسية – العدد الاول – مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا – الخرطوم – يونيو 2004م – ص85.
10. www.tagrir.org/sgow article.cfim
11. التقرير الاستراتيجي السنوي 2004م- السودان والعالم ،علاقات السودان بدول لعالم – مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا – ص201.
12. www.islamonline.net
13. www.cnnarabic.com - المبعوث الامريكى للسودان على شفا ازمة دارفور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.