الحوار الممتع الذي أجراه الدكتور كمال بلال بلاهاي مع ممثل الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس بعثتها السابق بالسودان يان برونك الذي طردته الحكومة قبل نحو ثلاثة أعوام وقياساً علي الظروف والملابسات التي أخرجت الحكومة عن طورها حني اشهرت البطاقة الحمراء في وجه الممثل الاممي كنت أظن أن هذه الحادثة ستؤثر فيه فليس هيناً علي دبلوماسي أن يوصف يوماً ما بأنه شخص غير مرغوب فيه ولذا كنت اتوقع في حوار مثل هذا أن يخرج برونك سخائم نفسه ضد الحكومة السودانية ويرسم صورة قاتمة لرموزها لكنه آثر الجنوح للموضوعية في أجاباته لم يخفي أعجابه بالرئيس البشير كعسكري ورجل دولة وخرج بأنطباع عن الترابي يصفه فيه بالمرونة وعدم التنطع وكأنه قرأ مؤلفاته وأطلع علي فتاويه المثيرة للجدل والتكفير, ويبدو ان برونك أطلع بعمق علي الشأن السوداني وخرج بتصنيف عجيب للشخصية السودانية التي تجمع بين نقيضين التسامح والاستعداد لارتكاب ما أسماه بالفظائع وهو ربما يكون وصف مبالغ فيه ويبدو ليّ ان برونك يجمع بين شئين هما الدبلوماسية والاكاديمية وقد شهدت له جلسة في قاعة الشارقة جمعته الي أساتذة جامعة الخرطوم جلاي فيه حوار عميق والسودان يومها يدخل الي حقبة نيفاشا, صحيح أن الحوار أتسم في شكلة بالخفة والسلاسة وفي مضمونه بالعمق وتحس أنه تم بصورة عفوية أو في أجواء عفوية صحيح كان برونك مناطاً به قيادة بعثة الاممالمتحدة المكلفة بمراقبة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل لكن نريد أن نعرف أراءوه في قضية دارفور وما يثار حولها من أبادة جماعية وتطهير عرقي وبرونك حسب علمي كان ضمن بعثة الاممالمتحدة أبان حرب البوسنة في النصف الاول من التسعينيات الماضية ويقال انه كان أحد شهود مذبحة سربينتشا. khalid hashim [[email protected]]