قد يستغرب البعض من طرح هذا السؤال لكن كثير من الأحداث التي تمر ببلادنا تفرضه هل مجموع السكان الذين يعيشون في السودان أو بشكل أكثر تحديدا في شمال السودان يمثلون أمة؟ هل لدينا ما يسميه علم الأجتماع السياسي بالشخصية الوطنية التي تذوب عندها كل الأختلافات وتتوحد فيها كل الرؤي خاصة في الأوقات الصعبة ؟؟ حين كان رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير يدفع بالحجج أمام الرأي العام البريطاني ليوافق علي مشاركة بلاده في غزو العراق بجانب الولاياتالمتحدة تصاعد الجدل وتكاثف حول جدوي تلك الحرب وشرعيتها لكن كل ذلك توقف بعد بدء الهجوم وأنغماس الجنود البريطانيين بشكل فعلي في لجة القتال صمتت الأصوات المعارضة للحرب فلا صوت يعلو فوق صوت معاركها. حين دخلت قواتنا المسلحة الي ابيي مؤخراً تباينت الأراء حول تلك الخطوة القوي السياسية المعارضة أتبعت مبدأ لا أري لا أسمع لا أتكلم حرصاً علي علاقاتها مع الحركة الشعبية أعتقادا منها في قدرتها- أي الحركة الشعبية- في توجيه بوصلة السياسة في الشمال بعد أنفصالها بالجنوب دخلت الي بعض المنابر الاسفيرية وصدمت حين وجدت أن بعض الشماليين أستخدموا تعبير أحتلال الجيش لأبيي وكأن ابيي هذه قطعة من الجنوب, مشكلتنا في السودان هو اننا لا نضع خطوطاً فاصلة بين المواقف الوطنية والسياسية الآنية وينسحب هذا الأمر علي الجميع في الحكم والمعارضة, فمثلاً لماذا أنفرد المؤتمر الوطني بالتفاوض مع الحركة الشعبية وتوصل لأتفاقية نيفاشا التي كان فيها تفريط كامل بمصالح وطنية فمن فوض المؤتمر الوطني ليعطي الجنوب حق تقرير المصير ومن فوضه ليفرط في حدود الشمال لندخل في معضلة أبيي وجعل كونها أرضاً شمالية محل شد وجذب مع حكومة الجنوب ثم ها هو أيضاً يفرط في حلايب بالحديث عن جعلها منطقة تكامل مع مصر وهو حديث لا يسقط التساؤل الهام والجوهري لمن السيادة في منطقة التكامل هذه ولأي دولة يتبع مواطني حلايب التي قالت بعض أقطاب المعارضة السودانية بتمام مصريتها يوم كانوا يتخذون من القاهرة منصة لمعارضة نظام الحكم ألم نقل لكم أن الكل يفرط في مصلحة الوطن علي سبيل المكايدة بذات نمط ملوك الطوائف في الأندلس بعد أن أدرك بعضهم متأخراً أن رعي جمال أهل الملة خير من رعي خنازير أهل الذمة, ما نريد قوله في هذا أننا ندعم جيشنا وهو يقود المعارك ليحرر أرضناً في أبيي وهو يحمل علي عاتقه تصحيح أخطاء الساسة الذين تفاوضوا في نيفاشا وكأن البلد بلدهم دون خلق الله من السودانيين ونتمسك بحقنا في حلايب لحين الفصل في النزاع حولها مع الأشقاء المصريين. khalid hashim [[email protected]]