في الوقت الذي أبدت فيه الوساطة المشتركة في منبر الدوحة التفاوضي تفاؤلاً كبيراً بموافقة حركة العدل والمساواة الانضمام لجولة التفاوض الحالية بعد طول ممانعة واشتراطات مسبقة، أظهرت الحكومة ترحيباً فاتراً بإعلان الحركة ارسال وفد صغير للتباحث والتشاور مع الوساطة، والنظر في امكانية الموافقة على شروطها حول اصلاح المنبر، والتمهيد لعودة قياداتها للمشاركة في هذه الجولة الأخيرة من التفاوض. وجاء ترحيب الحكومة بخطوة حركة العدل والمساواة، مصحوباً بتمسكها بالجدول الزمني الذي حددته الوساطة بالوصول إلى اتفاق سلام شامل قبل نهاية العام، واستبقت الحكومة خطوة الحركة تلك برفضها القاطع ربط عودة رئيسها خليل ابراهيم وقياداته للميدان كشرط أساسي لانضمامهم للتفاوض، وقالت على لسان الناطق الرسمي باسم وفدها في المفاوضات عمر آدم رحمة: "هذا قرار واضح ولا رجعة فيه"، وأضاف رحمة في تصريحات صحفية أمس إلى أن المفاوضات بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة قطعت شوطاً بعيداً في حل معظم الملفات الخلافية، وان انتظار الحركات الموجودة خارج إطار التفاوض يعد تعطيل للتنمية والاستقرار والأمن بدارفور. إذن فالحكومة لا زالت تتمسك بموقفها الرافض لدخول خليل ابراهيم وقادة حركته لدارفور، وتُشدّد في ذات الوقت على ضرورة الالتزام بالجدول الزمني للتفاوض، والوصول إلى توقيع اتفاق قبل نهاية العام، أي قبل حلول موعد اجراء استفتاء جنوب السودان، ما يشير إلى عدم قبولها بأي طارئ يعطّل التوقيع، وهو الأمر الذي ظلت تشير إليه دوماً بأن مفاوضات الدوحة ماضية "بمن حضر". غير أن حركة العدل والمساواة اعتبرت رفض الحكومة عودة قادة الحركة إلى دارفور قبل ذهابهم إلى الدوحة، اعتبرته رفض لإنضمام الحركة للتفاوض، وقال أمين العلاقات الخارجية د.جبريل ابراهيم إن الحركة أبلغت الوساطة المشتركة بتوفير الضمانات الكافية لمشاركة قادتها في التفاوض، وأنه ما لم تتحق لهم الضمانات فإنهم لن يعودوا إلى الدوحة، وأضاف جبريل الذي التقى الجمعة الماضية بالوسيط الأممي جبريل باسولي بالعاصمة البريطانية لندن، أن الوساطة أكّدت لهم بأن حديث الحكومة عن أن السلام سيكون "بمن حضر"، هو مجرد "حبر على ورق"، لأن السلام لن يتأتّى إلا بمشاركة كل الحركات بما فيها حركة العدل والمساواة، وأضاف جبريل ل (الأحداث) أمس بأن باسولي اوضح لهم بأن اصرار الحكومة على هذا الحديث يؤكّد عدم حرصها على عودة الحركة للمفاوضات. وأن الوساطة حريصة على تحقيق سلام شامل تشارك فيه كل الأطراف، لأن هذا هو مطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقال جبريل: "ليست لدينا مشكلة، والكرة الآن في ملعب الحكومة، وليست في ملعبنا". من جهتها رحّبت حركة التحرير والعدالة التي بدأت جولة تفاوض أخيرة مع الحكومة منذ السادس من الشهر الجاري، وتتهيأ لتوقيع اتفاق نهائي معها، رحبت بانضمام حركة العدل للتفاوض من جديد، وقال رئيسها د. التجاني السيسي في تصريحات صحفية إن الصورة باتت الآن واضحة بإستمرار المفاوضات إلى نهايتها. وطالبت حركة العدل والمساواة الأممالمتحدة بتوفير "ممر آمِن" يضمن تحرك قادتها من وإلى الميدان في دارفور، للتشاور مع قواعدهم، وأشار جبريل إلى أن هنالك العديد من قادة الحركة الأساسيين في التفاوض موجودون في الميدان ولا يستطيعون الخروج والعودة بأمان، فضلاً عن اعضائها الموجودين خارج السودان. وقال جبريل إن جهود الحركة في توحيد الحركات تسير بشكل جيد ومجهود كبير، ونحن متفائلين بأنها ستكتمل في وقت وجيز، بالرغم من أن عبد الواحد وحركته لم ينضموا لتلك الجهود حتى الآن. ويتوقع أن يغادر وفد من حركة العدل والمساواة يتكون من ثلاثة أفراد - بحسب جبريل- إلى الدوحة نهاية هذا الأسبوع، للإلتقاء بالوساطة المشتركة، ولم تكشف الحركة عن تكوين الوفد، واكتفى أمين العلاقات الخارجية بالقول إن أي ثلاث من الأعضاء قادرون على مناقشة كافة القضايا مع الوسيط المشترك. jamal koora8 [[email protected]]