[email protected] • طالعنا بالأمس خبراً فضيحة بكل المقاييس. • يقول الخبر أن الشرطة قامت بمداهمة شقة بحي كافوري بمنطقة بحري ليتم القبض على نجمين مريخيين في أوضاع مخلة بالآداب. • خبر مؤسف وفضيحة مجلجلة. • وما يحزن أكثر في الخبر أن عملية إطلاق سراح النجمين تمت بعد تدخل شخصية مريخية نافذة. • وسؤالي للشخصية المريخية النافذة هو: أيعقل أن تكون أنديتنا الكبيرة على هذه الدرجة من التساهل في أمور أخلاقية وفضائح بهذا القبح؟! • كيف قبلتم لأنفسكم أن تتوسطوا لإطلاق سراح لاعبين يفترض أنهما من نجوم المجتمع بعد أن تورطا في جريمة أخلاقية يندي لها الجبين خجلاً. • وما يثير الحنق هو أن أحد أعضاء مجلس المريخ استشاط غضباً وسعى لتبرير الواقعة الكريهة بصورة لا تليق بعضو مجلس إدارة ناد محترم مثل المريخ. • نقلت الصحيفة عن عضو نادي المريخ قوله أن الحادثة مدبرة وأن أحد اللاعبين أراد أن يحرق نجومية زميله ولذلك تركه في الغرفة المجاورة للباب الخارجي، فيما استغل هو غرفة داخلية وذلك حتى تأتي الشرطة وتقبض على زميله. • ولعل القارئ الكريم قد لاحظ غباء الفكرة. • يزعم عضو المجلس الموقر أن هناك تدبيراً ومؤامرة، لكنه لم يقدم للناس حجة مقنعة. • إذ كيف يتوقع اللاعب - الذي افترض فيه عضو المجلس الرغبة في تلطيخ سمعة زميله - أن تحضر الشرطة إلى الشقة وتكتفي فقط بدخول الغرفة المجاورة للباب دون أن تقوم بتفتيش بقية الغرف! • ولماذا لا نفترض نحن أن عضو المجلس نفسه أراد أن يحرق نجومية اللاعب الذي افترض فيه الرغبة في الإيقاع بزميله! • تبرير فطير وفكرة يعوزها الذكاء ولا يمكن أن تقنع طفلاً غض التجربة، دع عنك متابعين ذوي عقول نيرة. • ولابد أن نذكر حضرة العضو المبجل أن أي نجم بناد بحجم المريخ لابد أن يعرف ما يضره وما ينفعه ولن يجدي أن نقول أن فلاناً قد حرضه على الفعل القبيح. • أم أنكم تريدون من الناس أن يتعاملوا مع اللاعبين كمحترفين ونجوم كبار لحظات تسجيلهم وعندما يسجلون الأهداف ويتصدرون مانشيتات الصحف، أما عندما يسقط الواحد منهم فسرعان ما تبدأون محاولاتكم البائسة للدفاع عنهم واعتبارهم كأطفال يقودهم آخرون ويحرضونهم على الفعل المشين! • لا يا عزيزي عضو مجلس إدارة نادي المريخ، فاللاعب الذي يصل إلى أنديتنا الكبيرة ويصبح نجماً لابد أن يتحلى بسلوك النجوم وأن يصبح قدوة للصغار الذين ينظرون للاعبي كرة القدم بالإعجاب والتقدير. • وعندما يسقط نجم كبير فلابد أن يواجه مصيره دون تدخلات أو توسط من أي كائن لو كنا فعلاً نقدر مؤسساتنا ونحترم فكرة الرياضة نفسها. • وبنفس منطق المؤامرة الذي عبر عنه العضو المذكور، يمكن لغيره أن يقول أن الحادثة مدبرة لأجل إحراق نجومية اللاعب الذي يفترض فيه هو سوء النية. • ويجوز لآخر أيضاً أن يقول أن ملحق الخبر الذي أشار إلى وجود مدرب مع النجمين قالوا أنه كان يلعب للهلال، هذا الملحق إن تعاملنا بمنطق عضو المجلس يمكننا أن نقول أيضاً أنه مدبر من أجل تخفيف اللوم عن لاعبي المريخ ومحاولة تحميل المدرب الجزء الأكبر من مسئولية ما حدث. • وحتى نخرج من هذه الدائرة المفرغة لابد من التأكيد على أهمية ردع النجوم الذين يأتون بمثل هذه الممارسات القبيحة حتى يكونوا عبرة لغيرهم. • وبعيداً عن إجراءات الشرطة لابد أن يتخذ مجلس إدارة الفريق واتحاد الكرة عقوبات قاسية في حق هذين اللاعبين والمدرب المذكور. • أوقفوا هذا العبث حتى يحترمكم الآخرون، فهي ليست الحادثة الأولى من هذا النوع ولن تكون الأخيرة طالما أن إداريي الكرة في بلدنا يتساهلون تجاه السقوط الأخلاقي. • وتأكدوا أن تهاونكم مع مثل هذه السلوكيات القبيحة سيكون بمثابة سقطة لا أعتبرها شخصياً أقل مما ارتكبه النجمان من جرم. • فمن المعيب تماماً أن نتجاهل الأخطاء الفادحة لمجرد أن الفريق يحتاج لمجهودات فلان أو علان من اللاعبين، لأننا إن تصرفنا بهذا الشكل نكون قد فتحنا الباب واسعاً أمام المزيد من الممارسات الشائنة والقبيحة. • ولبعض الأهلة الذين اهتموا كثيراً بالواقعة أقول أن الفريق تنظره مواجهة بالغة الأهمية ولا نريد أن نبدأ في سجال فارغ المضمون بين كتاب المريخ والهلال حول هذه الحادثة حتى لا ينصرف التركيز عن مباراة الهلال والصفاقسي. • دعونا من أي مهاترات متوقعة فنحن في غنى عن ذلك. • وليقدم مجلس المريخ دليلاً عملياً يجعلنا نصدق الحديث عن( الصفوة ) وذلك بردع المتلاعبين بالشعار، بدلاً من التوسط لإخراجهم من الورطات التي يصنعونها بأنفسهم. • فنحن لا نريد لصغارنا أن يتعلقوا بنجوم لا يستحقون النجومية، لأن النجم الحقيقي هو الذي يراعي الأخلاق قبل الكرة.