أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن اعتقاده بأن تقسيم السودان إلى دولتين صار أمرا "لا يمكن تجنبه". وأضاف في لقاء مع التلفزيون المصري الحكومي أن "الوضع الحالي بين الشمال والجنوب سيؤدي إلى إنفصال الجنوب". وتأتي تصريحات أبو الغيط قبل حوالي خمسة أسابيع من موعد الاستفتاء على مصير جنوب السودان المقرر في 9 يناير/ كانون الثاني المقبل. ويعتبر حق تقرير المصير من أهم البنود التي نص عليها اتفاق السلام الشامل الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005. وعلى الرغم من أن الاتفاق أنهي عقدين من الحرب الأهلية بين شطري البلاد (1983-2005)، إلا أن العديد من الملفات لا تزال عالقة بسبب الخلافات بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب. "طلب مصري" وقال أبو الغيط خلال اللقاء الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية "عقدت مصر محادثات مع الطرفين لترغيبهما في خيار الوحدة، لكن كل المؤشرات تشير إلى أن الانفصال لم يعد ممكنا تجنبه". وأضاف "لم تكن هناك جهود جادة أو حقيقية من قبل الطرفين للجلوس سويا". يذكر أن احدى الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس مؤخرا أشارت إلى أن مسؤولا في الخارجية المصرية بعث ببرقية إلى الولاياتالمتحدة يطلب فيها من واشنطن أن تساعد في تأجيل استفتاء جنوب السودان لاربع او ست سنوات. وأضاف المسؤول -حسب الوثيقة المسربة- أن انشاء ما وصفه "بدولة غير قابلة للاستمرار" في السودان قد يهدد تدفق ما تحتاج اليه مصر من مياه نهر النيل. وكانت مفوضية استفتاء جنوب السودان اعلنت السبت أن الاستفتاء سيجري في موعده المقرر، على الرغم من تمديد الموعد النهائي للمناقصة الخاصة بطباعة بطاقات الاقتراع. وقال رئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الطباعة (طباعة البطاقات) لن تؤخر عملية الاستفتاء"، مضيفا"لا زلنا ملتزمون بتاريخ التاسع من يناير". وكانت المخاوف من تأجيل الاستفتاء قد ازدادت بعد تمديد تسجيل المقترعين إلى الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، والتي كان من المفترض أن تنتهي الأربعاء الماضي.