22/11/2010 يا جماعة الناس دي في شنو ونحنا في شنو؟. بلاد تعصف بها الحروب والمجاعات ويتهددها الإرهاب في كل زاوية وطرد. عالم يغرق بالفيضانات والأمواج تقذف بالملايين في العراء تماماً بلا مأوى. عالم يموج بالانهيارات الاقتصادية الكبرى من مؤسسات لبنوك لشركات. هذا العالم تثور فيه الاضطرابات كالبراكين من فرنسا لبريطانيا لمينامار. أما في إفريقيا فحدِّث ولا حرج.. حروب أهلية وتمردات وانقلابات لا تكاد تتوقف يوما. في نفس هذا العالم وعلى ذات الكوكب يذيع المترفون أخبارهم العجيبة المريبة دون أدنى خجل أو مراعاة لما يعانيه آخرون في ذات الكوكب من بلاوي. في السودان نعاني من آلام مخاض مؤلمة تتعلق بتقسيم البلد وولادة دولة جديدة وتتهددنا المصائب من كل اتجاه وفي ذات اللحظة تأتينا الأخبار العجيبة. بالأمس الأول كان الخبر الرئيس في كل وكالات الأنباء هو خبر كلب الرئيس بوتن الذي حصل عليه كهدية من رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف. يبلغ هذا من العمر حوالي شهرين ونصف ويصل وزنه إلى 50 كيلوجراما!!. السيد بوتين لم يكتفِ باستلام هذا الكلب ويلوذ بالصمت إنما أطلق نداءاً طالباً من المواطنين الروس التقدم بمقترحات لاسم هذا الكلب!!. لم تنسَ وكالات الأنباء عديمة الحس أن تذيع الخبر بمعلومات إضافية تقول إن الكلب لم يتعرَّف على كلبة بوتن فصيلة لابرادو، ثم تضيف إن أسرة بوتن بحبها للكلاب حيث إن زوجته ليودميلا تمتلك كلبين من فصيلة بودل اسمها روديو وتوسيا!!!. شفتو كيف. السؤال الذي يجول ببالك وأنت تستمع لمثل هذه الأنباء التي غالباً ما تأتي في أعقاب حزمة من الكوارث التي تُذاع صورة وصوت هو هل نحن نعيش مع أولئك في كوكب واحد وتظللنا سماء واحدة؟. خبر كلب يثير العالم وخبر موت الآلاف من ضحايا الجوع والمرض والغرق يعبر كأن شيئاً لم يحدث. الإنسانية تزوي وليس ثمة قيم كبرى ولا إحساساً مشتركاً يجمع إنسان العالم. ثروة ثلاثين مليارديرا تساوي موازنة قارتين كاملتين!! ما تنفقه أمريكا على سبعة أساطيل في أعالي البحار من مليارات بإمكانها إطعام العالم!! قيمة ما تطعم به الكلاب في أوربا يساوي ضعف موازنة السودان قبل الانفصال!! حواسيب أوباما أمس الأول قرَّر أوباما (كتَّر خيرو) رفع الحظر عن أجهزة الحواسيب المفروض على السودان منذ سنوات. يا تُرى من قال لأوباما إننا بحاجة لحواسيب ونحسب بيها شنو أصلا؟. ليس لدينا ما نحسبه بها أصلا؟ فالمقاطعة الاقتصادية التي تفرضها أمريكا علينا منذ الثمانينيات لم تترك في الخزائن ما يحتاج لحواسيب!!. هل نحن بحاجة للتكنولوجيا الأمريكية الغالية الثمن؟ أمريكا نفسها تصنع الآن حواسيبها في الصين وعلاقتنا مع الصين وبضائعها سالكة من الإبرة حتى الصاروخ. لن يشتري أحد حاسوباً من أمريكا ولا حاجة لدول إفريقيا عموماً بالتكنولوجيا الأمريكية المتقدمة والعالية والتي هي فوق طاقة اقتصاديات دولها المنهكة. هل القرار هو جزء من جزرة أمريكا للحكومة السودانية؟ أول هذه الجزرة كان العلف الذي تم تقديمه بديلاً عن أبيي ثم تم رفع عن الحظر عن اسبيرات المعدات الزراعية, وها هو أوباما يُخرج الآن جزرة الحواسيب البائسة مثل علف أبيي. يا سيد أوباما نحن لسنا بحاجة لعلف ولا لإسبيرات ولا حواسيب, ما نحتاجه هو أن تسيبونا في حالنا (تحلو عن سمانا). ليس لدينا مانع من البقاء للأبد في قائمة الإرهاب (ما فارقة معانا) كما اننا لا نطلب معونات من (يو اس ايد) بل ليس لدينا رغبة في تكنولوجيا أمريكية متقدمة في مجال التنقيب عن البترول فقط أن ترفع أمريكا حصارها الاقتصادي العالمي عنا وتتركنا وشأننا نقتات من خشاش الأرض وبنوك العالم ومؤسسات التمويل العالمية التي تكاد تمنع عنا حتى الهواء بفعل الفيتو الأمريكي!!