٭ حين سُئل وزير المالية عن إنفلات الأسعار في السوق رد بسؤال مثله وهو يظنه إجابة شافية.. ٭ وهو يظن أنه (جاب به «المنطق» من ديلو).. ٭ فقد قال رداً على السؤال ذاك: (ح نعمل شنو يعني؟!).. ٭ ونحن من جانبنا نتكفل بالرد على سؤاله ذاك بإجابة أكثر منطقية من إجابته.. ٭ فهو بصفته راعياً مسؤولاً عن رعيته - أمام الله والناس - لن (يُنجيه!!) أن يقرّ بعجزه ثم يواصل (قعوده) على كرسي السلطة وكأن شيئاً لم يكن.. ٭ فالاعتراف هو سيد الأدلة كما يقول أهل القانون.. ٭ ولكن هنالك نماذج ل(قاعدين) لم يقروا بعجزهم ورغم ذلك أجبرهم آخرون على التنحي ب (القوة!!) بعد ان رُؤي انهم عاجزون.. ٭ إنهم الذين انقلب عليهم من هو واحد منهم الآن وزير ماليتنا علي محمود.. ٭ إنهم الذين قيل لهم صبيحة الثلاثين من يونيو: (كفاية كده، لقد عجزتم).. ٭ وحتى يكون حديثنا بالبيّنات ننقل لوزير المالية هنا جانباً (حرفياً) من ذاك الذي قيل.. ٭ فقد جاء في بيان الإنقاذ الأول تبريراً للانقلاب على النظام السابق: (لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في ايقاف هذا التدهور).. ٭ وجاء فيه كذلك: (وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم).. ٭ ولا أظن أن السيد علي محمود - ال (ما عارف يعمل شنو) في حاجة إلى تنشيط ذاكرته ليعرف ما كانت عليه الأسعار في الزمان ذاك.. ٭ ليعرف كم كان سعر الرغيف والزيت والصابون والبنزين والبصل في الزمان ذاك مقارنة بزمان (قعوده) هذا.. ٭ ليعرف كم كان سعر الدولار آنذاك قياساً إلى ما هو عليه اليوم.. ٭ ثم لا أظنه يجهل كذلك أي علي محمود الصلة بين (رُخص) الأسعار آنذاك وظاهرة الصفوف التي تفاخر (جماعته) الآن بتلاشيها.. ٭ فالأسعار كانت (رخيصة) لقيام الدولة بواجبها حينذاك تجاه الناس عبر سياسة (الدعم).. ٭ فلما أتت الإنقاذ رفعت يدها عن دعم السلع تاركةً الناس أمام سياسة (العندو يشتري!!).. ٭ تاركةً الناس أمام (وحشية!!) هذه السياسة وهي التي أظهرت لهم في بيانها الأول أن (قلبها عليهم).. ٭ ألم تكن حجة ارتفاع الأسعار هي أحد مبررات انقلاب الإنقاذ على النظام الحزبي يا وزير المالية؟!. ٭ طيب؛ حين تزيد الأسعار هذه الآن بنسبٍ متوسطها (0005%) عما كانت عليه قبل الانقلاب فماذا يعني ذلك؟!. ٭ ثم حين يحدث للأسعار الخرافية هذه نفسها (انفلات) هذه الأيام يقر بعجز الحكومة إزائه وزير المالية ب (عظمة لسانه) فما الإجابة المنطقية لسؤال علي محمود ذاك: (ح نعمل شنو يعني؟!). ٭ ما الإجابة المنطقية التي يجب أن تأتي من تلقائه هو نفسه رداً على سؤاله ذاك؟!!.. ٭ ما على السيد وزير المالية إلا أن (يشوف) الإنقاذ (عملت شنو) للذين قالت إنهم عجزوا عن احتواء ارتفاع الأسعار فيعمل الشيء نفسه.. ٭ يعمل الشيء نفسه ولكن من غير انقلاب.. ٭ أي أن يتقدم باستقالته طوعاً واختياراً.. ٭ أليس الحال (من بعضو) رغم انتفاء المقارنة بين ما كانت عليه الأسعار آنذاك وما هي عليه اليوم.. ٭ فقد قالت الإنقاذ تبريراً لانقلابها على النظام (الشرعي): (وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل، واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم).. ٭ وقالت كذلك - والذكرى تنفع (الناسين!!) - : (لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية، وفشلت كل السياسات الرعناء في ايقاف هذا التدهور).. ٭ نعم، الذكرى تنفع (الناسين) لأن من أهل الإنقاذ من نسى - بلا شك - ومنهم السيد علي محمود.. ٭ ومن نسى ما كان برَّر به انقلابه قبل عشرين عاماً ونيف يصعب عليه - بالتأكيد - تذكّر ما يجب أن يكون عليه مصير (المتسببين) في معاناة الناس.. ٭ فقد رأت الإنقاذ - آنذاك - أن مصير أمثال هؤلاء ال (متسببين) هو حرمان كل منهم من أن يكون (راعياً مسؤولاً عن رعيته).. ٭ ونحن نرى كذلك الآن استهداء بحكمة الإنقاذ تلك ان من يعجز عن التخفيف على الناس في معاشهم عليه أن يترك منصبه لمن يستطيع (إنقاذ!!!) الناس هؤلاء.. ٭ وما دام وزير المالية أقرَّ بعجزه عن فعل هذا الشيء قائلاً: (ح نعمل شنو يعني؟!!) فإن عليه أن (يعمل) ما (عمله) جماعته في نظيره إبان العهد الديمقراطي السابق.. ٭ أو - تحرياً للعدل - أن (يعمل) الجماعة كلهم في أنفسهم الذي (عملوه) ذاك.. ٭ أليس الهدف هو (إنقاذ!!) الناس من (المعاناة!!)؟!!! ٭ أم كان (إنقاذاً) كما يقولون لل (معانا!!)؟!.